مع انطلاقة ثورة يونيو المصرية لتعيد مصر إلى المصريين والعرب والمسلمين ، وبينما لاحت في الأفق إطلالة الشمس من جديد بعد غيم ساد معه الظلام على مدى عام ، كان الأعوام على المظلمة في تاريخه الحديث بما تحملته من كوابيس الاستبداد الاخواني اللاإإسلامي و مخلفات الفكر التخلف ، والتراجع الاقتصادي والتطرف المذهبي والفشل السياسي ، ومع إشراقة فجر شهر رمضان المعظم شهر الصبر والنصر وشههر الخير والبركة ، وشهر التراحم والتعاون على كل ماهو خير وقفت الامارات العربية المتحدة كما عرفناها أيام ' زايد الخير ' بمواقفها العروبية الخالدة أيام حرب رمضان ومابعدها ،وقفت بقيادة خليفة بن زايد ' من أول لحظة بعد انظلاق الثورة الشعبية المصرية في الموقف الذي كان الشعب العربي في مصر العربية يتوقع منها دائما أن تقف فيه ، ليس من موقع الصديق وقت الضيق ولكن من موقف الشقيق للشقيق إنطلاقا من مبادىء الأخوة العربية والاسلامية وتجسيدا للعلاقات التاريخية بين البلدين ، وارتباطا بحقائق المصالح الاستراتيجية للدولتين العربيتين وكانت بقيادة الشيخ خليفة بن زايدرئيس الدولة و الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء سباقة إلى الخير كما كانت دائما في عهد زايد الخير الذي أحب مصر فأحبته مصر وأكرم المصريين فكرمه كل مواطن مصري وحمل من مشاعر الوفاء لكل الامارات ولكل الإخوة الأمارتيين كل المحبة وكل التقدير ، وترجمة لذلك لم تكتف الإمارات بأن كانت ضمن أولى الدول العربية المؤيدة لإرادة التغيير للحكم الاخواني الذي أساء للمشروع العربي والإسلامي مع المملكة السعودية الشقيقة ودولة الكويت الشقيقة بل كانت أو ل دولة عربيةتبعث إلى القاهرة أبناء زايدالشيخ هزاع بن زايد مستشار الأمن الوطني والشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية على رأس وفد عالي المستوى يضم وزراء الاقتصاد والمالية والطاقة في زيارة أخوية وتاريخية تجسيدا للعلاقات الطيبة بين مصر و الإمارات التي استمرت بين الشعبين ثابتة وعميقة رغم فترة أزمة العلاقات بين حكم الاخوان ودولة الامارات،، تلك الزيارة التي سبقها إعلان الإمارات تقديم ثلاثة مليارات دولار لدعم اقتصاد مصر بعيدا عن روح الصفقات أو المقايضات ، إلى جانب تزويد مصر بالطاقة من البترول والبنزين والسولار قبل الشهر الكريم كهدية للشعب المصري هكذا جاءت الثورة الشعبية المصرية بالحرية واستعادة الإرادة الوطنية لتجي معها أيام الخير والبركة الرمضانية ، ففي الوقت نفسه تقريبا كانت المملكة العربية السعودية الشقيقة تعلن عن دعم مصر بخمسة مليار دولار منها مليار هدية للشعب المصري وملياران كقرض وملياران تزود بها مصر من احتياجاتها من الطاقة ، وكذلك فعلت دولة الكويت الشقيقة بدعم الاقتصاد المصري في مجالات مختلفة بماقيمته 7 مليار دولار ، وسوف يظل الشعب المصري يشعر بالعرفان لمن وقفوا مع إرادته الحرة ودعمو اقتصاده الوطني دون من أو شروط أو مقايضة على خياره أو قراره السياسي وإذا كان الالتزام المصري التاريخي منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصرتجاه القضايا العربية تحقيقا لاستقلال وتنمية الدول العربية نهجا مبدئيا واستراتيجيا، فإنه بدرجة أو بأخرى ظل التزاما ثابتا تحت أي نظام بعيدا عن المتغيرات السياسية ، فظلت مصر توجه اهتماما خاصا لعلاقاتها مع دول الخليج العربي عموما ولدولة الامارات العربية خصوصا ، ووقفت مصر بخبرائها وتجاربها إلى جانب دولها دعما لتنميتها ودفاعا عن استقلالها وأمنها الوطني حدث ويحدث هذا بينما الشعب المصري العظيم في ' أم الدنيا 'الذي أسس أول دولة في التاريخ يحقق بثورته الكبرى استعادة إرادته ممن خطفوها من الاخوان المسلمين ، ويعيد بإرادته الحرة صياغة التاريخ على أرضه ليعيد بناء وطنه من جديد في دولة مصر الجديدة على أسس جديدة من الشراكة الوطنية القائمة على الحرية السياسية والتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية مع أعظم ثورة شعبية للعدل والخبز والحرية كما يعيد مصر الى المصريين وإلى أشقائها العرب والمسلمين ليعيد مع أشقائه كتابة التاريخ من جديد لوطن عربي بأسره ، ولشرق إسلامي بكامله في اتجاه الاستقلال والتنمية والوحدة تجاوزا لملامح مشوهة لاهي وطنية ولاهي عربية ولا هي إسلامية ،صنعتها المشاريع الصهيو أمريكية المتوالية ومن خلفها الاستراتيجيات الأطلسية الموالية بأدواتها من الجماعات المتوارية بهدف تنصيب إسرائيل قوة وحيدة في هذا الشرق كقاعدة للمستعمرين الجدد وحينما بهر العالم بمشاهد الجماهير الملايينية المبهرة ، وسمع الشرق دوي السقوط في ' القاهرة ' اهتزت بعض العواصم المغامرة مع القوى الاستعمارية السائرة باتجاه مشاريعها التقسيمية الجديدة الطائفية والمذهبية والعرقية لاعادة السيطرة على مقدرات هذا الشرق العربي الاسلامي وإعادة صياغته وقطرنته وأتركته وأمركته ، وتغريبه بديلا عن تعريبه ، وأخيرا صهينته بعد لبننته وعرقنته بكل أدوات الكهنة وبكل ألاعيب السحرة ! ورفضت القوى الحالمة ب'شرق أوسط جديد' بعد تقسيمه بالقلم والمسطرة بخطط الفوضى والفتنة والمؤامرة ، في العواصم المستكبرة التي شعرت بالدواروالمخاطرة من واشنطن إلى تل أبيب مرورا بأنقرة ، التسليم بالواقع المصري الجديد بسقوط حكم 'الجماعة السنية ' المسيطرة' وما ينذر به من توابع للزلزال في الدولة الخضراء و الدول المجاورة ، وأيضا في جنوب دندرة '، حيث الجماعة مبشرة لمنع الطوفان المصري من مصادره ، لعلها تخمد إرادة الشعب الثائرة وتستعيد كراسي السلطة الطائرة ! يطل الفجر الوطني من جديد على الشعب المصري السعيد متجاوزا كل التحديات ومنتصرا على كل المؤامرات بعون الله وهدابيته ، و بحراسة جيشه العتيد حلماً بالوطن الجديد ، وبهذا ،آن الأوان لهذا الشعب العريق الذي شاد أمجد الحضارات الانسانية ، وحقق أعظم الانتصارات التاريخية أن يعيد صناعة الحياة من جديدبمشاركة كل الوطنيين المصريين ليقدم النموذج الحضاري المصري الجديد بالمشاركة مع كل أشقائه العرب والمسلمين .. ورمضان كريم