مازالت الاسكندرية كغيرها من محافظات مصر على فوهة بركان والكل يحبس أنفاسه في انتظار مصير آخر للبلاد بعد 30 يونيو ، ومنذ إعلان حركة المحافظين الأخيرة وهناك حالة من الاحتقان الزائد عن المعتاد عقب الاعلان عن إسم المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف السابق محافظا للثغر ، وورغم تصريحاته التي أعلنها فور وصوله بعدم انتمائه للاخوان وأنه قاض محايد. ، إلا أن التيار المدنى وأبو العز الحريري وشباب اليسار و6 ابريل وعدد كبير من القوى السياسية والثورية الأخرى أعلنوا رفضهم لتعيين بيبرس بل عدم الاعتراف به من الأساس لأن القائم بتعيينه ( مرسي ) من وجهة نظرهم شخص فاقد للشرعية وأن تعيينه ما هو الا استمرار لخطة جماعة الإخوان المسلمين لعقاب المحافظة التى ترفض الأخونة وأن حركة المحافظين بالكامل مجرد عملية ترقيع لإصلاح قارب أوشك على الغرق ، الأمر الذي دعا بعض النشطاء لتنظيم وقفة احتجاجية أمام المجلس المحلى، لرفض تعيين' بيبرس '، مؤكدين أنه سيتم إعلان اسم محافظ الإسكندرية الحقيقى خلال فعاليات 30 / 6، ليكون ممثلا عن إرادة شعب الإسكندرية. في الوقت الذي أكد المستشار ماهر بيبرس محافظ الإسكندرية دعمه لكافة التظاهرات في إطارها السلمي، ووقوف السلطة التنفيذية بالمحافظة على الحياد تجاه كافة الأطراف السياسية ومنع أي محاولة تخريب ورغم كل التحديات التي يواجهها بيبرس ، إلا أن التحدي الأكبر سيظل هو نائبه الاخواني حسن البرنس ، ويبقى السؤال هل سيسير بيبرس على نهج سابقه محمد عطا عباس الذي ظل يعاني من التهميش التام وتدخل البرنس في كل أمور المحافظة وتصرف الأخير كأنه هو المحافظ الفعلي وليس النائب طيلة 10 شهور ظل خلالها المحافظ السابق يعاني في صمت حتى خرج عن صمته قبل خروجه بأسابيع معلنا على الملأ أنه تقدم بعدة شكاوى للمسئولين بالقاهرة من تدخلات البرنس في عمله دون جدوى !!!! ، ويتهامس الكثيرون عن موقف بيبرس من البرنس لدرجة دفعت بعض المظاهرات الغاضبة ذات الدم الخفيف الى رفع لافتات تقول ( عندنا بيبرس والبرنس ، فين شجرة الدر !!! ) ويظل موقف بيبرس لا يحسد عليه لأن ببساطة دولاب العمل كله بالمحافظة من الاخوان ( السكرتير العام والسكرتير المساعد ) ويبدو أن بيبرس رسب في أول اختبار منذ أيام حيث جاء وفد من البنك الدولي في زيارة لبحيرة مريوط للوقوف على آخر تطوراتها وكان الوفد المرافق للبنك الدولي برئاسة البرنس وليس بيبرس رغم تسلمه العمل وقتها !!! وكانت الاعتصامات في استقبال بيبرس من أول يوم لاستلام عمله الأسبوع الماضي حيث اقتحم العشرات من المعلمين مقر ديوان عام المحافظة بالقوة، واحتشدوا أمام مكتب المحافظ ؛ لمطالبته بالتدخل لصرف مرتباتهم المتأخرة منذ أكثر من شهرين، بعد تنظيمهم وقفة احتجاجية دون مجيب ، واستقبلهم بيبرس وتعهد أمام الغاضبين بسرعة حل الموقف ، مؤكدا أنه سوف يدرس المشكلة ويعمل على حلها فورا، وقام بالاتصال بمحمود العريني وكيل وزارة التربية والتعليم بالثغر للاستفسار عن المشكلة ، كما قام بيبرس بعقد اجتماعات مكوكية مع القيادات التنفيذية ورؤساء الاحياء ومديري المديريات للوقوف على مشاكل الثغر واستعدادات استقبال الصيف ومن جانبه طالب الدكتور طاهر نمير، أمين حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية ، بيبرس بتحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات والمرافق والبنية التحتية للمحافظة و إعداد خطة تنموية حقيقية، لتطوير المحافظة وإعادتها عروس البحر المتوسط. كما أكد أهمية العمل من خلال فريق عمل متناغم، يحقق الأهداف المرجو من خطط التنمية، والتعامل بحزم مع كل الملفات الساخنة التي تؤرق المواطن السكندري. جدير بالذكر أن بيبرس من مواليد الدقهلية فى عام 1954، وتولى منصب محافظ بنى سويف فى حكومة الدكتور عصام شرف فى 2011 خلال فترة حكم المجلس العسكرى الانتقالية، ونجح خلال فترة عمله محافظاً لبنى سويف خلال 23 شهراً فى جذب ما يقرب من 36 مليار جنيه استثمارات جديدة للمحافظة التى تصنف من المحافظات الأكثر فقراً فى مصر.