نقلاً عما نشر في صحيفة وول ستريت أمس الأربعاء، تذكر هاآرتس الإسرائيلية 'أن إسرائيل حذرت الولاياتالمتحدة مؤخراً، ان روسيا تخطط لبيع صواريخ 'أرض – جو' من طراز متقدم لسوريا علي الرغم من الضغوط الغربية علي موسكو بالامتناع عن مثل هذه الخطوة'. وأشارت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أنهم قاموا بدراسة التقارير الإسرائيلية المختصة بهذا الشأن، ولكن أحداً لم يعلق علي ما إذا كان بيع بطاريات صواريخ S-300 تم حديثاً. كما لم يصدر المسؤولين الأمريكيين في البنتاجون أو وزارة الخارجية الامريكية أي تعليق فوري في هذا الشأن. فيما سعت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لشراء بطاريات صواريخ S-300 المتقدمة -والتي يمكنها أن تعترض الطائرات المأهولة 'بطيار' والصواريخ الموجهة علي حدٍ سواء- من موسكو لسنوات عديدة. وقد حثت الدول الغربيةروسيا مراراً لمنع البيع، الذي من شأنه أن يعقد أي تدخل دولي في الحرب الأهلية المتصاعدة في سوريا. وذكرت الصحيفة أن المعلومات التي تقدمها إسرائيل إلي الولاياتالمتحدة والتي تفيد بأن سوريا دفعت 400 مليون دولار خلال تعاقدها مع موسكو لشراء أربعة بطاريات، قد تم جزء من هذه المدفوعات هذا العام، من خلال تطوير البنوك الأجنبية في روسيا، والمعروفة باسم VEB. وأكدت الصحيفة إن الحزمة تشمل 6 قاذفات و 144 تشغيلة للصورايخ، تتراوح الواحدة منها بين 125 - 200 ميل، ويتوقع أن تصل الشحنة الأولي في الاشهر الثلاثة المقبلة. في حين تبدو كفاءة الأسلحة السورية الجوية -القديمة- غير واضحة، فإن معظم الخبراء يعتقدون أن النظام الصاروخي للدفاع الجوي، والذي تم تدعيمه بعد الغارة الإسرائيلية المزعومة في عام 2007 علي موقع نووي مشتبه بهم، لا يزال قوياً جداً. إن قدرة إدريس علي تقديم تلك القيادة والسيطرة، سيعتمد بدوره علي وجود التزام حقيقي من المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا لتحويل جميع المساعدات العسكرية للثوار من خلال إدريس، وليس الجهاديين. وهنا ستبدو إمكانية الضغوط الدبلوماسية الأمريكية في الحسم لتمكين إدريس، حيث يمكنها توسيع نطاق التدريب والمساعدة الغير قتالية لتشمل توريد الأسلحة – علي الرغم من رغبتها الحقيقية في الإبقاء علي اتفاق سلام قابل للتفاوض بدعم من روسيا. وبالنسبة لروسيا، فإن نهاية اللعبة السورية تُقدم اختباراً لصدق الرئيس فلاديمير بوتين ونفوذه، فقد صدر وزير خارجيته لافروف لمناقشة التفاصيل في مباحثات الثلاثاء مع كيري بعدما تركه منتظراً ثلاثة ساعات، ربما تقنع هذه الذات الملكية الروس، ولكنها لن تقوده لتحصيل مهمته في سوريا، إذا أدرك بوتين أن روسيا يحتمل أن تعاني أكثر من غيرها من انحلال عام 1916 حدود سايكس- بيكو في الشرق الأوسط، وهو ما سوف يضطره إلي وضع طاقته السياسية الشخصية وراء تلك المعاملات، بدلاً من تصدير لافروف للمباحثات. ولسوء الحظ فإن المتطرفون أيضاً لهم حق المشاركة في هذه العملية، فقد تُصعد العناصر المتشددة والمؤيدة للأسد استخدامهم للأسلحة الكيميائية، علي أمل تفجير وإشعال المنطقة، في حين قد يسعي الجهاديون السنة للقضاء علي العلويين الشيعة، انتقاماً لهجمات سابقة ولنسف اتفاق السلام أيضاً، كما يمكن أن يقرر حزب الله وإيران أن مصالحهما ستتضرر عند تنحي الأسد، ما سيجعلهم يسعون لاتخاذ فرصهم ولو علي حساب اشتعال سوريا، كذلك يمكن لإسرائيل أن تواصل هجماتها الأخيرة. في الحقيقة، تبدو طرق عديدة يمكنها أن تفشل مبادرة السلام ''الأمريكية – الروسية' ولكن ربما تكون البداية خير في حد ذاتها.