حاول الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو إقناع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عدم بيع أسلحة متطورة إلى سورية، من ضمنها منظومة الصواريخ "أس 300" المضادة للطائرات، ورأى أنه لا يوجد سبب يجعل الإسرائيليين يتخوفون من أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سيتراجع عن منع حصول إيران على سلاح نووى. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن قادة جهاز الأمن الإسرائيلى طلبوا من بيريز أن يسعى خلال زيارته إلى روسيا وقف صفقة الأسلحة الروسية – السورية، وعدم تزويد سورية بصواريخ "أس 300" المضادة للطائرات فى العام المقبل. وأضافت الصحيفة العبرية أن قادة جهاز الأمن الإسرائيلى حذروا من أن صواريخ متطورة كهذه تغطى المجال الجوى الإسرائيلى كله ويصعب تشويش عملها، ولذلك فإنها ستؤدى بنظر الإسرائيليين إلى انتهاك دراماتيكى لتوازن القوى بين إسرائيل وسورية، وتستدعى ردا إسرائيلياً. وأشارت يديعوت إلى أن بيريز كان نجح قبل سنتين بإقناع بوتين عدم بيع صواريخ "أس 300" لإيران، لكن الروس أكثر عنادا الآن حيال الصفقة مع سورية وأبلغوا مسئولين إسرائيليين فى الفترة الماضية، أنه ليس بالإمكان إلغاء الصفقة لأسباب قانونية. ورغم ذلك تفاءل الإسرائيليون بعد إعلان روسى فى ختام لقاء بوتين مع بيريز يوم الخميس الماضى عن أن "الرئيس بوتين أبدى تفهما وحساسية تجاه احتياجات إسرائيل الأمنية". وأضافت يديعوت أن الروس يتفهمون الحاجة "بالحفاظ على التفوق النوعى والعسكرى لإسرائيل فى المنطقة"، وأنهم على ما يبدو استجابوا لطلب بيريز بإعادة النظر فى تنفيذ صفقة بيع صواريخ "أس 300" لسوريا. وتناول لقاء بيريز - بوتين الموضوع النووى الإيرانى، حيث نقلت الصحيفة العبرية عن بيان روسى، قوله بهذا الشأن، إن "روسيا لن توافق على وجود سلاح دمار شامل فى إيران"، وقال مسئولون إسرائيليون إنه يسود شعور فى حاشية بيريز أن الروس تقدموا خطوة باتجاه إسرائيل فى هذا الموضوع. من جهة أخرى، وفى ظل توتر العلاقات بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، قال بيريز فى تصريحات خاصة ل "يديعوت أحرونوت"، إن الرئيس الأمريكى يتخوف من مواجهة نووية فى الشرق الأوسط. وأضاف بيريز أنه خلافا للهند وباكستان، وهما دولتان نوويتان متخاصمتان ويتم السيطرة على الصراع بينهما، فإن أوباما يتخوف من أن وجود سلاح نووى بأيدى إيران قد يؤدى إلى مواجهة لن يكون بالإمكان السيطرة عليها بين إيران وإسرائيل، ولذلك فإن مصلحة الولاياتالمتحدة العمل ضد البرنامج النووى الإيرانى من دون علاقة للضغوط التى تمارسها إسرائيل. وتوقع بيريز أن ينفذ أوباما تعهده بمنع إيران من حيازة سلاح نووى "بأى ثمن"، وأنه لا يوجد سبب يجعل إسرائيل قلقة من هذه الناحية.