في مفاجاة من العيار الثقيل جاء التعديل الوزاري الجديد باسم الدكتور علاء عبد العزيز خلفا للدكتور صابر عرب، ودون زيادة او نقص ننشر للقاريء مقال نشره الدكتور علاء عبد العزيز علي بوابة الحرية والعدالة منذ خمسة اشهر، وهو المقال الذي دعي الشاعر محمد فريد ابو سعده لإعلان استقالته من لجنة الشعر بالمجلس العلي للثقافة في اعقاب تعيين الدكتور علاء عبد العزيز وزيرا للثقافة وفيما يلي نص المقال: د.علاء عبد العزيز السيد يكتب: المشهد السياسي ووهم استنساخ الثورة2013-01-01 18: 48: 55 إن المشهد السياسي المصري في حالته الآنية معقد وملتبس، فاللاعبون فيه ليسوا جميعا من داخل الملعب السياسي، إذ تدخلت الدولة الفاسدة 'وليس العميقة' بكل قوتها في هذا المشهد من أجل قتل الثورة ومنجزاتها التي تحققت أو التي ستتحقق لاحقا. ولعب الإعلام المكتوب والمرئي دورا رئيسا في هذا الأمر، فقام من خلال الجرائد الحكومية والحزبية والمستقلة والقنوات الفضائية الخاصة، بل الخاضعة للدولة! بالعمل علي تحويل انتباه ورغبة المواطن المصري في تطهير أجهزة الدولة 'فساد الأشخاص والأجهزة' إلي التركيز، بل العمل علي إشعال التناحر بين التيارات السياسية المختلفة، بل اصطناعه في أوقات كثيرة، وقد لقي هذا التحول الموافقة من بعض المجموعات السياسية، بل الرغبة في حدوثه، عسي أن تُحقق من خلاله أي مكاسب علي أرض الواقع. إلا أن تحرك هذه المجموعات السياسية 'وتوجيهها من خلال أجهزة الدولة الفاسدة وآخرين' جاء وفق منطق الأمنيات وليس وفق معطيات الواقع، إذ تخيلوا جميعا أنه يمكن إعادة إنتاج ثورة 25 يناير ثانية، ولكن هذه المرة ستكون ثورة موجهة ضد الرئيس المنتخب وفصائل سياسية بعينها! لذا حاولوا أن يقدموا الشكل البصري والسمعي الذي صاحب ثورة 25 يناير، وتخيلوا أن خروج بعض المسيرات التي تردد نفس شعارات ثورة 25 كان كافيا لحشد الشعب المصري واندفاعه خلفها! توهموا أن تكرار وضع عدد من الخيام في قلب ميدان التحرير بصورتها المستنسخة من ثورة 25 يمكن أن يعيد إنتاج ثورتهم المصنوعة سلفا! بل قاموا باستنساخ حرق مقرات 'الحزب الوطني المنحل' عن طريق حرق بعض مقرات حزبي 'الحرية والعدالة' و'النور' وتخيلوا أن ذلك كان كافيا لإطلاق عدوي الحرق الجماعية لدي جموع الشعب المصري!! وعمل الإعلام علي تضخيم الأحداث وتقديمها علي أنها الموجة الثورية الثانية! لا أعرف من الذي أوهمهم بأن ما قاموا به يمكن أن ينتج ثورة؟! لقد فاتهم أن الثورات لا تصنع بل تنفجر لأسباب موضوعية وتراكمية عبر زمن وأفعال وأحداث، ولكنها لا يمكن أن تحدث عبر الاستنساخ البصري أو السمعي!! وإذا كانت بعض الجهات قد قامت بدفع في اتجاه الثورة المصطنعة لرغبتها في التخلص من الرئيس المنتخب، والعملية الديمقراطية برمتها، فقد فاتها أن الشعب المصري يراقب عن كثب ولم يندفع وراء تلك الأحداث المصطنعة التي للأسف كانت في بعضها دموية 'قصر الاتحادية' لأنه يعرف أنها مصطنعة من الألف إلي الياء. إلا أن تلك الأحداث بكل ملابساتها قد أدت إلي حدوث نوع من التغيرات في المشهد السياسي، فقد اتضح أمام الشعب أن الدولة الفاسدة تتمركز في الإعلام والعديد من الوزارات والهيئات التي كان متوهما نزاهتها إلا أنها قد خربت بشكل كبير عبر العقود الثلاثة الماضية، وتخيلت أنها في مراكز قوي أكبر من إرادة الشعب!! كما اكتشف الشعب أيضا مكانة وموقع كل حزب وفصيل وشخصية سياسية عامة داخل المشهد السياسي، فالبعض منهم حاول أن يمسك العصا من المنتصف، فتزايد سقوطه أكثر، وآخر يهوي السلطة وثالث يبحث عن دور، وكيف يمكن أن تتحالف تلك الفصائل والأشخاص بشكل نفعي لا علاقة له بمصلحة الوطن! وأدي تخلي بعض مستشاري الرئيس عن موقعهم في لحظات تاريخية فارقة إلي كشف قدراتهم وأن تحليلاتهم وتوقعاتهم كانت خاطئة 'لو فرضنا حسن الظن'، وأنهم منظرو مكاتب وليسوا من نوعية المنظرين الحركيين الذين يحسون بالشارع ويعرفون اتجاهه. كان خروج الشعب المصري للاستفتاء علي الدستور هو الرد البليغ علي جملة المؤامرات من أجل السيطرة علي عقله، وأثبت لكل المتآمرين أن ما قاموا به كان وهما كبيرا، فالشعب المصري لن يتنازل عن حقه في استخدام صوته الذي أحس بأهميته في أحداث التغير والاختيار السياسي، وأثبت أيضا أنه أكثر وعيا من تلك النخب السياسية المنتهي تاريخ صلاحيتها منذ زمن بعيد. والسؤال: هل ستتوقف المؤامرات بعد موافقة الشعب علي الدستور؟ لا أعتقد ذلك، فسيحاولون الاستمرار لبعض الوقت، عسي أن تتحقق أمانيهم في قتل الثورة واستعباد الشعب مرة أخري، ولكن ليعلموا أن خروج الشعب هذه المرة لن يكون خلفهم، بل من أجل التخلص منهم جميعا، ولكن لا أحد يستطيع أن يقول لهم كيف ستكون نهايتهم!. ومع انتهاء المقال توالت قذائف المثقفين وسبابهم وكان التعليق الول كما ذكرنا استقالة الشاعر الكبير محمد فريد ابو سعدة، يذكر ان الدكتور علاء السيد تخرج من مدرسة التوفيقية الثانوية والتحق بالمعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون وحصل علي درجة الدكتوراة عام 2008، وموضوعها: 'فلسفة ما بعد الحداثة والسينما' يبلغ من العمر 51 عاماً، وهو الآن عضو بهيئة التدريس بالمعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون قسم المونتاج، ومن أشهر كتاباته هي 'الفيلم بين اللغة والنص مقاربة منهجية في إنتاج المعني والدلالة '. وكان أحد أساتذة الأكاديمية الذين وقفوا إلي جانب حركة الاحتجاجات بمكتب وزير الثقافة السابق بالزمالك، خلال فترة اعتصام أساتذة الأكاديمية، اعتراضا علي ممارسات رئيس أكاديمية الفنون الدكتور سامح مهران.