ذكرت صحيفة الفايننشيال تايمز 'أن هناك تزايد في الأدلة التي تشير إلي أن نظام بشار الأسد اليائس بدأ في استخدام أسلحة الكيميائية -مبدئياً- ضد الثوار الذين يقاتلون للإطاحة بنظامه، الأمر الذي يتطلب استجابة دولية عاجلة وقوية'. علي الرغم من ذلك فإنه 'حتي الآن ليس هناك أي دليل راسخ بأن القوات الموالية للحكومة قامت بإطلاق قذائف غاز الأعصاب علي الخصوم، ذلك بحسب ما ذهبت إليه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، ليس لأن نظام الأسد يرفض دخول فريق الأممالمتحدة للتحقيق في هذه المزاعم، وإنما لصحة هذه المزاعم كما يعتقد المتابعيين والمحلليين للصراع السوري، كذلك لأن تضافر الجهود الآن هو الشئ الوحيد الذي من شأنه أن يعطي أملاً في منع الأعمال الوحشية في المستقبل، حتي لا يتطور الأمر إلي مأساة مثل ماحدث في العراق في أحداث حلبجة عام 1988 إبان عهد صدام حسين حيث لاقي خمسة ألاف من الأكراد الثوريين مصرعهم بفعل غاز الأعصاب'. وحذرت الصحيفة بأنه 'لطالما نجح النظام السوري في التهرب من أعمال القتل علي مدي عقود، ولكن إذا مانجح في التهرب من استخدام غاز الأعصاب، فإن هذا سوف يشجع بالتأكيد عشيرة الأسد لاستخدام هذه الأسلحة الوحشية أكثر'. وأضافت الصحيفة 'لقد حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما سوريا منذ العام الماضي أن استخدام الأسلحة الكيميائية سيكون 'خطا أحمر' من شأنه أن يدفعه إلي تغيير حساباته نحو التدخل في الصراع الذي كان قد نأي بنفسه عنه، وقد عاد في الشهر الماضي ليكرر التحذير بأن الأسلحة الكيميائية ستغير وجه اللعبة، ولكن بيد أن الأمر لا يزيد عن مجرد كلمات فارغة، بينما ينبغي أن ترسل الولاياتالمتحدة وحلفاءها -بصفتها وصية علي مبادئ النظام الدولي- إشارة مروعة للعالم أجمع في هذا الصدد'. لا ينبغي أن يغيب عن البال، إن الغرب أساء التقدير نحو استخدام صدام للأسلحة الكيميائية - التي تم توفير مكوناتها إلي حد كبير من قبل الشركات الغربية - ضد القوات الإيرانية، خلال الحرب بين إيران والعراق 1980-1988، الأمر الذي عزز بالتأكيد تقليل العوائق أمام هجوم الإبادة الجماعية علي الأكراد. حتي الآن، يقف مجلس الأمن الدولي عاجز نحو ما يحدث في سوريا، فيما يبدو أن مؤيدي الأسد يقفون وقفة تحدي ليس فقط ضد الولاياتالمتحدة ولكن ضد المجتمع الدولي بأسره، وهو ما يؤكد ضرورة استخدام كل الوسائل ضدهم إذا ما استمروا علي هذا الطريق. وقد أيدت روسيا، علي وجه الخصوص، الدكتاتورية علي الرغم من أنها تستخدم كل شيء من الصواريخ الباليستية لعمل قنابل عنقودية ضد شعبها. ولكن ليس هناك مجال للمراوغة أو لفرض سياسة القوة إذا حقق الأسد قفزة نحوالأسلحة الكيميائية، فإن المخاطر - بالنسبة لسوريا والشرق الأوسط وعلي المستوي الدولي أيضاً – ستكون مدمرة. فلابد من وقف نظام العصابات هذا الذي يسعي لإسقاط سوريا وبعثرة الأنقاض في جميع أنحاء جيرانها الإقليميين، إذا لم يتمكن من امتلاكها.