دعت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إلى ضرورة العمل على اتخاذ قرار حاسم الآن بشأن ملف الأزمة السورية من شأنه أن يساعد على تجنب وقوع كارثة كيماوية في المستقبل. وأشارت الصحيفة البريطانية -في مقالها الإفتتاحي الذي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم /الخميس/-إلى أن ازدياد الأدلة التي تؤكد على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد القاسي بدأ في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد مسلحي المعارضة - الذين يحاربون لللإطاحة بنظامه - يتطلب تدخلا دوليا عاجلا. ومع ذلك نوهت الصحيفة إلى أنه ليس هناك أي دليل قاطع يؤكد أن القوات الحكومية السورية استخدمت "غاز الأعصاب" ضد المعارضين على الرغم من تأكيدات كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بحدوث ذلك"،وذلك يعود إلى عدة أسباب من بينها رفض النظام السوري دخول فريق أممي للتحقيق حول هذه المزاعم . وتابعت الصحيفة قولها "وفي حال ما أكد المراقبون المطلعون عن كثب على الوضع السوري أن هذه الإدعاءات حقيقة، فإن اتخاذ عمل منسق واحد، سيكون الحل الأفضل الذي من شأنه منع إرتكاب مذابح في المستقبل، كتلك التي جرت في حلبجة، والتي قصفت بالأسلحة الكيماوية في عام 1988 خلال عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وراح ضحيتها حوالي 5 الآف كردي". ورأت الصحيفة أنه في ظل إفلات النظام السوري الدائم من العقاب على الجرائم التي ارتكبها منذ عقود، وفي حال عدم إدانته على استخدام غاز الأعصاب، فإن ذلك سيدفعه بالتأكيد إلى المضي قدما في استخدام هذه الأسلحة. ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سبق وحذر سوريا مرارا خلال العام الماضي من استخدام الأسلحة الكيماوية واصفا ذلك ب "الخط الأحمر"، الذي سيغير معادلة الصراع الدائر في سوريا؛ وكرر أوباما تحذيره الشهر المنصرم، حين قال "إن استخدام هذه الأسلحة سيعمل على "تغيير قواعد اللعبة". وخلصت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إلى أن النظام السوري الذي يعمل حاليا على اختبار مدى صبر - ليس فقط الولاياتالمتحدة بل المجتمع الدولي- هو عصابة مستعدة لإسقاط سوريا إذا فشلت في امتلاكها مؤكدة على أنه ليس هناك مجال للمراوغة أو سياسة القوة ففي حال استخدم هذا النظام الأسلحة الكيماوية ستكون العواقب وخيمة ومدمرة بالنسبة لسوريا والشرق الأوسط وعلى المستوى الدولي أيضا، لذا يجب العمل على التصدى لهذا النظام.