حذر المحاضر العالمي كاسي كارستنز، مؤسس حركة "العالم يحتاج إلى أب"، من خطورة إدمان أفراد الأسرة، وخاصة الأب، للتكنولوجيا الرقمية، بما يؤدي لانشغاله عن التواصل الاجتماعي مع أبنائه وزوجته، ويتسبب في ظهور مشاكل متعددة ومتراكمة بينهم، قد تؤدي إلى تفكك الأسرة. وطالب كارستنز، في محاضرته التي ألقاها اليوم الثلاثاء في البرنامج التدريبي الذي ينظمه (بيت العائلة المصرية) الأزواج بقضاء وقت أطول مع زوجاتهم وأولادهم؛ حفاظا على الأسرة وتماسكها ونشر ثقافة المحبة والتسامح من خلال قيام الأب بدوره في رعاية الأسرة وتقويمها، لافتًا إلى أهمية تدريب الآباء على التعامل الحكيم مع زوجاتهم وأولادهم واضطلاعهم بدورهم في تربية الأبناء والتوجيه والنصح لضمان استقرار الأسرة. كما دعا كارستنز المشاركين من علماء الأزهر الشريف وقساوسة الكنائس المصرية الآباء إلى التحدث مع زوجاتهم وأولادهم والاستماع إليهم ومشاركتهم في حل مشاكلهم وتأدية الدور المهم للأب في النصح والتوجيه ومعالجة المشكلات من خلال خبراتهم في الحياة، ونشر ثقافة التعاون والمساعدة داخل الأسرة، حتى تعم السعادة داخل المنزل. وتستمر فعاليات البرنامج لمدة أربعة أيام من 17 إلى 20 فبراير الجاري، بالتعاون بين "بيت العائلة المصرية" ومؤسسة "ويل سبرنج" المتخصصة في التدريب على تقوية الترابط الأسري، بمشاركة 75 واعظًا من الأزهر الشريف، و75 قسيسًا من مختلف الطوائف المسيحية في مصر، بالإضافة إلى عدد من علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي. الجدير بالذكر أن بيت العائلة المصرية، الذي تم إنشاؤه في أكتوبر 2011 بمبادرة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، يهدف إلى الحفاظ على النسيج الوطني للأمة المصرية، والتصدي لكل محاولات بث الفرقة بين أبناء الوطن، من خلال العمل على ترسيخ وتفعيل القيم المشتركة العليا، مثل المواطنة والتسامح والتعايش بين أبناء الوطن في الداخل والخارج.