بدأ فصل الربيع وبدأت الطيور المهاجرة في العودة لبيوتها الاصلية متابعة الطيور المهاجرة ومساراتها هواية خاصة يعرفها محبي هذا النوع من الرياضات وكذلك المهتمون بالبيئة ودراسات الطيور التي تتخذ طريقها من والي مصر خريفا وربيعا حيث تتميز مصر بالتنوع الكبير في البيئات نظرا للموقع الجغرافي المتميز في ملتقي القارات كما أنها في نفس الوقت تقع في مركز الحزام الصحراوي العظيم الذي يمتد من المغرب في الركن الشمالي الغربي لأفريقيا إلي الصحراء الباردة لأسيا الوسطي، وتحاط مصر من الشمال والشرق ببحرين شبه منغلقين هما البحر المتوسط والبحر الأحمر، ويزيد من قيمة الموقع الجغرافي المميز لمصر وجود نهر النيل الذي يقسمها طولياً بالإضافة إلي عدد من البحيرات الساحلية والداخلية ونتيجة لهذا الموقع الفريد تقع مصر علي الممرات الرئيسية لهجرة الطيور كأحد المواقع الهامة في طريق الهجرة الموسمي للطيور التي تعشش في غرب أسيا و أوروبا والتي تقوم برحلة موسمية من مناطق التعشيش إلي مناطق التشتية في أفريقيا عبر البحر المتوسط متخذة مسارات تقليدية خلال فصل الخريف وتنعكس هذه الرحلة في فصل الربيع متخذه نفس المسارات تقريبا حيث تمثل الهجرة جزء أساسي من دورة حياة الطيور البرية والتي يصعب عليها استكمال دورة حياتها بدون الهجرة فهي تعيش في مواطن تكاثرها غالبا في فصل الصيف في الجزء الشمالي من الأرض أما فصل الشتاء فتقضية في الجنوب هربا من البرودة الشديدة والظروف المعيشية القاسية.مما جعل مصر من المواقع الجاذبة للطيور والتي تمثل أحد أهم مكونات التنوع البيولوجي فيها حيث يوجد في مصر تنوع كبير من الطيور المائية والصحراوية والشاطئية وأيضا الطيور المغردة حيث يبلغ عدد الطيور البرية المعروفة في مصر '515' نوعاً منها '190' نوعاً مقيما بالإضافة إلي '325 ' نوعاً مهاجر وتضم الأنواع المسجلة فيها ما يزيد علي 25 نوعا من الطيور المهددة عالميا بخطر الانقراض. وتختلف إستراتيجية هجرة الطيور بإختلاف أنواعها فهناك بعض الأنواع التي تقطع البحر المتوسط مباشراً وهي الأنواع التي تستطيع الطيران لمدة طويلة دون توقف مثل الطيور المائية والطيور المغردة والتي تتميز بانتشارها الواسع أثناء الهجرة وتقضي فصل الشتاء معظمها في شمال أفريقيا أما الطيور الحوامة مثل اللقلق والبجع وبعض الطيور الجارحة فإنها تعبر البحر المتوسط من الممرات الضيقة أو تتبع الساحل الشرقي للبحر المتوسط حيث تتجمع بأعداد كبيرة في نقاط إستراتيجية تسمي نقاط حرجة 'عنق الزجاجة'. و تقسم مسارات هجرة الطيور عبر البحر المتوسط إلي ثلاث مسارات رئيسية هي: المسار الشرقي الذي يمتد عبر الساحل الشرقي للبحر المتوسط عبر البوسفور - ممر بلين بتركيا- وادي غور بالأردن حيث تنقسم الطيور لتمر عبر سيناء والساحل الغربي للبحر الأحمر ونهر النيل أو عبر مسار يمر غرب سوريا والأردن مروراً بالساحل الشرقي بالبحر الأحمر بالسعودية واليمن لتعبر البحر الأحمر من الجنوب إلي وسط وجنوب أفريقيا. كما أن هناك بعض الطيور تتبع ساحل البحر المتوسط غربا عبر مصر لتقضي الشتاء في تشاد. أما مسار البحر المتوسط: فتعبر فيه بعض الطيور التي تستطيع الطيران لمدة طويلة دون توقف البحر المتوسط مستخدمة الجزر كنقاط توقف فتمر الطيور من جنوب إيطاليا عبر جزر البحر المتوسط مثل صقلية و مالطة مثل معظم الطيور المغردة. يأتي بعد ذلك المسار الغربي: حيث تمر الطيور علي الساحل الغربي للبحر المتوسط مروراً بمضيق جبل طارق في المغرب إلي الساحل الغربي للمحيط الأطلسي حيث تقضي الطيور فصل الشتاء في غرب أفريقيا.