تداولت وسائل الاعلام مؤخرا حكاية المشادة التى حدثت فى كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، بين طالبة وثلاثة من أعضاء هيئة التدريس. ومن خلال مداخلات عبر الفضائيات أرجعت الطالبة بداية الواقعة إلى انزعاجها من تحدث المراقبين مع بعضهم البعض داخل لجنة الامتحان، وطلبها أن يخفضوا أصواتهم، ثم تدخلت الدكتورة المسئولة عن أعمال اللجان وسحبت أوراق الإجابة منها بلا مبرر، مما اضطرها للخروج ورائها لطلب ردها، مع قيامها بتصوير ذلك بكاميرا الموبايل الخاص بها، ثم فوجئت بانضمام دكتورة أخرى، وبوصولهم لمكتب الدكتورة رئيس القسم، تشاركن الثلاثة فى الاعتداء عليها بالضرب!! وعلى الجانب الآخر تم تكذيب الطالبة، وأكدن جميعهن أن الطالبة انهالت على الجميع بالشتائم والتهديدات، واستولت على موبايل رئيس القسم، ولم تكتف بهذا التطاول، بل تمادت بالاعتداء على إحداهن، وضرب رأسها بالحائط، وتمزيق ملابسها!! ولا شك أن تحقيقات النيابة العامة ستكشف الحقيقة، لكن الملاحظ أن معظم تعليقات طلاب الكلية عبر مواقع التواصل الاجتماعى ضد الطالبة، كما أن مقاطع الفيديو المتداولة أوضحت أسلوبها المتدنى فى الرد على الجميع، وتهديداتها، بل وسب الوطن بلا أدنى خجل، حتى أثناء وجودها فى مكتب قائد حرس الكلية!! فلم أتعاطف معها رغم الرباط الطبى المعلق بذراعها، ولم أشعر أنها الطرف الأضعف فى الواقعة، وأثار استفزازى عدم احترامها للحرم الجامعي، وقواعده، وتسلل لى إحساس - لا أعلم مدى صحته- بأنها لم تدخل الكلية إلا للامتحان، فكيف لطالبة - يفترض ترددها المستمر على الكلية - أن تجهل مكتب رئيس القسم؟! وكيف تجرأت على الإتيان بهذه الأفعال المشينة من تهديد واستيلاء وتعدى لفظى وجسدي؟! فى رأيي، إنها لا تعلم شيئا عن احترام قدسية الجامعة، وتجهل أبسط قواعد التعامل مع الأكبر سنا والأكثر علما. لقد اعتقدت أنها ستصبح بطلة السوشيال ميديا، فانقلب الأمر ضدها، ولم يصدق روايتها أحد، خاصة أن القوانين واللوائح الجامعية تتيح للأستاذ مجازاة الطالب المخالف عبر إجراءات محددة، وجزاءات متدرجة تصل للفصل، وبالتالى لن يعرض نفسه للاشتباك مع طالب لتأديبه. إنها نموذج صارخ لاختلال المعايير، وتدنى القيم، وانعدام الأخلاق، ولابد من عقاب رادع.