بعد 10 أيام من متعة الثقافة والمعرفة.. اختتمت يوم 21 ديسمبر الجارى فعاليات معرض جدة الدولى للكتاب فى نسخته الخامسة، التى استمرت لمدة 10 أيام كاملة على أرض الفعاليات بأبحر الجنوبية (إحدى ضواحى جدة). وكان الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة قد افتتح المعرض، بحضور الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، رئيس اللجنة العليا للمعرض، حيث كرم الفيصل 3 شخصيات من رموز الثقافة والإعلام وهم: الدكتور هاشم عبده هاشم، والأديب عبدالفتاح أبو مدين - رحمه الله- والكاتب مشعل بن محمد السديرى، إضافة لتكريم الجهات الراعية والداعمة للمعرض. استقطب المعرض خلال أيامه العشرة ما يقارب 400 ألف زائر من مختلف شرائح المجتمع السعودى، فضلاً عن المقيمين من الجنسيات الأخرى لا سيما العربية، بأكثر من 50 فعالية فى برنامجه الثقافى وتنظيم ورش عمل فى الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافى والخط العربى وندوات ومحاضرات ومسرحيات مشتملة على موضوعات اجتماعية وثقافية وأفلام وثائقية تحاكى الأسرة والطفل وتلامس السلوك التوعوى والتثقيفي. دور نشر عالمية وقد تابع الزوار ما قدمته أجنحة المعرض، المقامة على مساحة 30 ألف متر مربع، والتى ضمت مشاركة الجهات الحكومية والأهلية و 400 دار نشر من 40 دولة عربية وإسلامية وعالمية، من إثراء معرفى تنتمى ل350 ألف عنوان فى شتى أنواع المعرفة. كما شهدت منصات التوقيع بالمعرض تنافس 200 مؤلف ومؤلفة للتوقيع على كتبهم أمام الزوار فى هذا الحدث الثقافى الذى يراعى التجديد فى تقديم المحتوى والرقى بالمنتج المقدم بما يلبى تطلعات شرائح المجتمع كافة، ووفقًا للآمال التى تنشدها أهداف المعرض التى تراعى عناصر التنوع فى الإثراء المعرفى ونشر الوعى والمعرفة وتثقيف المجتمع بالكتاب وخدمة صناعة الثقافة وتنمية روح الانتماء إلى الكتاب والاهتمام بحركة التأليف والنشر بشكل عام. ومن الكتب المهمة التى تم توقيعها بالمعرض، كتاب»الإرشاد النفسى المدرسي.. رؤية جديدة لمستقبل واعد» للكاتبة فاطمة صالح الغامدي، والذى تناول التوصيف الجديد للإرشاد النفسى المدرسي، وارتباطه برؤية المملكة 2030، والتقنيات الحديثة، بالإضافة للفارق بين الإرشاد والعلاج، وكذلك أهداف وخصائص الإرشاد، ومناهج واستراتيجيات الإرشاد النفسى فى واقعنا، والتصورات الخاطئة عن المرشد النفسي. تجربة فريدة ومن ناحية أخرى، وقعت معلمة اللغة العربية شوقية الأنصارى كتابها «لهجتى سر فصاحتي»، ثم تبعتها عدة طالبات فى تجربة تعد الأولى من نوعها فى معرض جدة الدولى للكتاب، فى التوقيع على كتبهن دفعة واحدة بوصفهن مؤلفات ناشئات، من خلال منصة التوقيع ضمن مشروع الأنصارى فى تبنى المواهب الأدبية. والطالبات هن: أنوار العمرى عن كتابها «نظرة من زاوية قمر»، وبدرية شماس المتعان عن كتاب «روح تبحث عن جسد.. أقحوانة وسط حرب»، وأرياف العتيبى وكتابها «قلم قلبي»، وسلاف راشد الذبيانى وكتابها «النشاط الإشعاعى فى منحدرات جبال السروات الغربية»، وفجر الصاعدى عن كتاب «تغاريد الفجر»، وشيخة البركاتى وكتابها «وهج الطفولة». ومشروع تبنى المواهب الأدبية هو مشروع تعليمى ثقافى يهدف إلى توجيه الطفل فى التعليم العام من عمر 8 إلى 18 عامًا إلى مهارة الكتابة والتأليف، خاصة أن ثقافة القراءة والمنافسة بها منتشرة من خلال المسابقات الوزارية والخليجية المتنوعة، كما أن المشروع جاء لتعزيز الهوية اللغوية العربية لدى الأطفال ليصبحوا أكثر مهارة باللغة العربية تحدثا وكتابة وحوارًا، ليكونوا قدوة بلغة القرآن. كما يعزز هذا المشروع روح التنافسية والإنتاجية بين الطلاب والطالبات، خاصة مع كثرة خوضهم المسابقات الوزارية التى تعتمد على القراءة والبحث والمهارات الأدبية، فعندما تأتى التصفيات تقتصر على عدد محدّد، وهنا يتم احتواء غير المنافسين بإخراج مادتهم العلمية وكتاباتهم الأدبية على شكل مؤلفات، إضافة لصقل مهارات الطفل الموهوب، والذى لديه ملكة التعبير الكتابى ليصبح الطفل هو القارئ والكاتب والمخترع والعالم. إبداعات فنية استوقفت المعروضات زوار المعرض والتى جسدت الابداعات الفنية لدى الفنانين السعوديين، ممن خاضوا منافسات محلية وعربية وعالمية، والتى تحمل فى طياتها محاكاة للطبيعة والعادات والتقاليد والشمولية فى الموضوعات حيث خضعت هذه الأعمال قبل مشاركتها فى المعرض للإشراف عليها من قبل لجنة متخصصة من ذوى الخبرة والمعرفة فى هذا المجال. وكان من اللافت بالمعرض منافسة الصغار الكبار فى الإقبال على اقتناء الكتاب، خاصةً أن المعرض راعى الإثراء المعرفى ونشر الوعى والمعرفة وتثقيف المجتمع بما ينمى معارفهم ويشجعهم على المزيد من القراءة والإقبال على الكتاب، مما يدلل على نجاح رسالة المعرض التى ترقى لمخزون جدة الحضارى والثقافى خصوصًا، والمخزون السعودى عمومًا. يذكر أن معرض جدة الدولى للكتاب قد حصد منذ انطلاقته فى نسخته الأولى حوالى (2,261,000) زائر. ويعد المعرض الذى يتربع على مساحة إجمالية تبلغ 30 ألف متر مربع، واحدًا من أكبر المعارض المتخصصة، والذى يراعى عناصر التجديد والتنوع فى الإثراء المعرفى ونشر الوعى والمعرفة وتثقيف المجتمع بالكتاب، كما يعزز المعرض وعبر مسيرته التى امتدت لخمس سنوات متتالية مكانة المملكة لاحتضان الفعاليات الكبرى وتقديم الثقافة بأجمل صورها وأشكالها ووفق ما تحتضنه جدة من مقومات ومخزون ثقافى وإرث حضارى واثراء البيئة الثقافية بالمملكة.