كشف مؤتمر دولي في دبي عن إنتاج تقنيات طبية حديثة تقارن حالة المريض بملايين الحالات المرضية المشابهة، وتشخص حالته، وتحدد العلاج المناسب على ضوء الحالات السابقة. وقال مشاركون في "مؤتمر الاتحاد الدولي لإدارة المعلومات الصحية" المنعقد في دبي إن التقنيات الحديثة تعتمد على نظم المعلومات في المستشفيات، وتجمع البيانات في قاعدة واحدة، تساعد الطبيب على إتخاذ القرار المناسب لعلاج كل حالة مرضية. وقال الدكتور أيهم رفعت رئيس المؤتمر والرئيس التنفيذي لشركة "اكيوميد" الشريك الاستراتيجي للحدث، إن دراسات حديثة أثبتت أن الطبيب المعالج لأي مرض يقدم 20% فقط من العلاج المطلوب للمريض، إعتمادا على خبراته وذاكرته، في الوقت الذي تتيح له التقنيات الحديثة الاطلاع على قدر أكبر من المعرفة في ثوان، ومراجعة أفضل الطرق العلاجية في أكثر من دولة للمرض نفسه، ومن ثم تحديد الطريقة المثلى لعلاج المريض. وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) أن إحدى الشركات طورت برنامجاً صحيا يمكن الطبيب من قراءة تاريخ المريض وتاريخ ملايين المرضى المشابهين له، والمساعدة في التشخيص والعلاج. وطالب المؤتمر، الذي يعقد للمرة الأول في الشرق الأوسط، بوضع إطار وهيكل قانوني لتجميع وترميز المعلومات الطبية خليجياً، بهدف توفير قاعدة بيانات موحدة للمرضى والعاملين في القطاع الصحي، تمكن من تحليل البيانات واتخاذ القرارات الصحيحة. وقال الدكتور أيهم رفعت إن المؤتمر أكد على ضرورة وضع رمز لكل مرض بمعرفة المتخصصين، بما ييسر تشخيص الحالة المرضية وعلاج المريض في أي مستشفى بدول مجلس التعاون الخليجي. وأوضح أن دولة الإمارات تعد من أولى الدول عالمياً في تجميع المعلومات الصحية، مطالبا المشرعين بالعمل على تطوير الهيكل القانوني لجمع البيانات الصحية بالخليج لضمان دقة المعلومات الطبية، خصوصاً بعد اكتشاف عدم دقة بعض المعلومات التي تخرج عن بعض مقدمي الخدمة، ورصد بعض الأخطاء في طريقة ترميز المعلومة الطبية وطريقة إعطاءها. ولفت إلى أن أهم مزايا توحيد المعلومات الطبية محلياً وخليجياً، تتمثل في توفير كلفة الخدمات العلاجية على المرضى، اذ أنه لن يضطر إلى إعادة الفحوصات الطبية لمجرد تغير الطبيب المعالج في الدولة أو خارجها، كذلك سيتمكن الأطباء من خلال الاطلاع على الملف الصحي للمريض وتحليل بياناته من وضع الخطة العلاجية المناسبة له، دون أية خطأ، وطرح خطط علاجية بديلة من خلال مقارنة حالته مع حالات أخرى مشابهة موجودة على نظام المعلومات الطبيبة الموحد . وأشار إلى أن توحيد الملف الطبي في الولاياتالمتحدة يوفر نحو 900 بليون دولار في السنة، فيما يمكن أن يوفر مئات الملايين على مستوى الخليج، تنفق بلا سبب، وأكد أن توحيد المعلومات الطبيبة أيضاَ من شأنه رفع جودة الخدمات الطبية المقدمة للمريض، واختيار نوعية العلاج الأفضل . ولفت إلى أن النظام الخليجي الموحد للمعلومات الطبية يجب أن يتم وفق مرحلتين أساسيتين، الأولى أن تنفذه كل دولة داخلياً وربط بين مستشفياتها الحكومية والخاصة، مثلما حدث بالإمارات، ومن ثم تأتي المرحلة الثانية والأهم وهي الربط على مستوى الدول. وفازت دبي بتنظيم مؤتمر "الاتحاد الدولي لإدارة المعلومات الصحية"، للمرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط بعد منافسة قوية مع عدة دول، بدعم من الجمعية السعودية لإدارة المعلومات الصحية. ويشارك في جلسات المؤتمر، الذي يعقد كل 3 سنوات، ممثلون عن منظمة الصحة العالمية، والمجلس الصحي السعودي ووزارات وهيئات الصحة من 53 دولة من بينها مصر ولبنان والأردن والكويت وسلطنة عمان، إضافة الى المانيا وبريطانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية وأستراليا ودول آسيوية.