الإرهاب هو العدو الأول لجميع الدول والشعوب، بل هو العدو الأول للإنسانية جمعاء، تلك هي الحقيقة التي يجب ان يدركها الجميع، فالحياة هي نقيض الإرهاب الذى يعنى الموت ذلك الشعار الذى ترفعه كافة الجماعات المتطرفة والارهابية اعتقادا منها ان هذا هو الخلود المنشود، متناسية أن الله عز وجل حينما خلق الأرض وما عليها ثم خلق الانسان كانت رسالته ومسئوليته هو عمارة هذه الأرض وليس تخريبها ونشر الفساد والافساد فيه كما تعمل هذه الجماعات تحت شعار مغلوط يعكس جهلها وضعف فهمها لمقتضيات الوجود الانسانى على الأرض، فإذا كان الموت هو الحقيقة التي يقرها الجميع، فإن العيش وعمارة الأرض هو العمل الرئيسى الذى كلف به الانسان على وجه البسيطة. هذه المقدمة مهمة لطرح ما ناقشه مركز الحوار في مؤتمره الثانى الذى نظمه مع المجلس المصرى للشئون الخارجية والذى استكمل به مؤتمره الأول الذى كشف فيه عن عميق التعاون بين جماعة الاخوان الإرهابية وفروعها المنتشرة في بعض الدول، وجاء هذا المؤتمر الثانى ليؤكد على ان ثمة نموذج عملى لمثل هذا التعاون الذى يحمل كثيرا من المخاطر والتهديدات لأمن البلدين معا بل للعالم بأسره، فالعلاقة التاريخية بين جماعة الاخوان وحزب النهضة التاجيكى الذى تأسس في تسعينيات القرن الماضى، تكشف عن مدى الخطر المشترك الذى يواجهه البلدان، مصر وتاجيسكتان معا، وهو ما ناقشه المؤتمر من خلال محاوره المتميزة التي شارك في الحديث فيها نخبة من الخبراء والمتخصصين والباحثين، إذ اجمعوا سويا على أهمية التأكيد على خطورة المرجعية الفكرية المشتركة والارتباط الأيديولوجي لكل من جماعة الإخوان في مصر وحزب النهضة الطاجيكي؛ وهو ما كشفته النماذج الفكرية لبعض قيادات ذلك الحزب الارهابى، الامر الذى استوجب معه التأكيد على توحد الرؤية المصرية الطاجيكية المشتركة في ضرورة مواجهة هذا الفكر من خلال وضع استراتيجيات جديدة لمحاولة تصحيح مفاهيم ومرجعيات هذه الأفكار ومواجهة انتشارها؛ إلى جانب المواجهة الأمنية المستمرة لمنع وقوع العمليات الإرهابية؛ وضرورة إعادة النظر في محتوى الخطابين الإعلامي والديني الموجهين إلى الجمهور، حماية لهم من الوقوع في براثن أفكار هذه الجماعات الإرهابية التي لا تؤمن بوطن ولا تدافع عن دين ولا تحمل سوى الشر والدمار للإنسانية جمعاء.