العيد يوم يحمل الفرح والبهجة والتسامح والعيد في وطني كان أجمل لحظات السعادة لكل أهلنا هو كان الصفح والتسامح والتواصل ،، العيد اليوم في ليبيا لا مكان فيه للصفح ،، ولا أرواحا باتت تقبل التسامح العيد لم يعد ذاك البهجة في عيون الكبار ولا فرحة في قلوب الأطفال ،، العيد لم يكن عاديا في ليبيا كنا نستقبله بأهازيج الفرح وعناق المحبة وضحكات الأطفال ، نطبع قبلات الحب على وجوه كبارنا أحتراما بنوايا طيبة وصافيه.في أيام العيد كنا نختصر المسافات ننبذ الحزن نبتعد عن اللوم والعتاب ننسي خلافاتنا . ونلتقي في بيوت أحبتنا. اليوم في ليبيا لا وقت للأحتفال .. فلم يعد في أي بيت في وطني مكان للفرح بسبب الفقد والموت والخطف والفقر ،، والحرب الدائرة فيه والقذائف العمياء التي لازالت تنهال علي رؤوس الأبرياء .. العيد في ليبيا كان فرح وخير اليوم فقر وعوز وحاجة وأهانه للإنسان .. فلم يتوقع اي ليبي في يوم من الأيام أن لا يستطيع شراء أضحيته ،،او ملابس العيد لابنائه؟ لم يتوقع ان يعيش أياماً كامله بدون كهرباء ،، لم يتوقع الليبي يوماً ان لا يستلم راتبه ،، لم يتوقع الليبي أن يأتي عليه يوم ويشتري فيه أكل ابنائك بشيك مصدق (دين ) ويصبح عاجزاً حتي علي شراء أبسط احتياجاته. لم يتوقع الليبي يوماً أن يعيش غريب في وطنه ،،لم يتوقع الليبي أن يعيش خائف مكسور في وطنه لم يتوقع الليبي أن يهاجروا ابنائه للبحث عن الحياة الكريمة ،، فكيف بالله عليكم يكون عيد المغترب,والنازح الا يوم للبكاء، بكاء المحروم من وطنه بكاء على أبناء بلده وعوائلهم المبعثرين هنا وهناك ،بعيداً عن وطنهم فالآلاف منهم عيدهم ناقص ينتظرون الفرج القريب ، فأطفالهم نسوا فرحة العيد ومشاهد صلاة العيد ونسوا فرحتهم باللباس الجديد ، ليبيا اليوم حرب لا تنتهي ، حزن وفجيعة تسعة سنوات في وطن باعه عديمى الضمير بأبخس الأثمان ،، وطن أصبح القتال بين ميليشيات فبراير في الشرق والغرب والجنوب ،، وطن يتطاول عليه الطامعون من تشاديين وغيرهم ،، الليبين اليوم ليس لديهم أدنى فكرة متى تلتم جراحاتهم ويجمع شملهم من جديد في بلدهم . كيف يكون العيد عيداً ووطن لا يعيش فرحة العيد وطن يموت شبابه كل يوم ،، وطن هاجر أهله ،، وأصبحوا نازحين مهجرين في بلدان العالم ،، كيف يكون العيد والفقر يغلق أبواب الكثيرين فيه وغادره الفرح،،وطن شوارعه مظلمة وثروته مسروقه ويتأمر عليه الخونه . ليبيا بسبب هذه النكبة (نكبة فبراير ) نكبة الساقطين والعاهرات أصبحت وطن بلا عيد ..وطن ابنائه أيتام عاجزين منكسرين يهيمون في كل واد لا قرار لهم يتلاعب بهم خونه الامس واليوم وكأنهم بيادق لا قيمة لها . فالعيد يذكرنا بما كنا عليه ويذكرنا بالألم وماحدث طيلة هذه السنوات التسع يذكرنا بفقدنا لعزتنا وهيبة بلدنا. يذكرنا بفقدنا لوحدتنا ولحمتنا الوطنية، يذكرنا بترابطنا الذي مزقتنوه بخبثكم ياخونه فبراير يذكرنا بوطن كان أمن وامان لكل من عاش فيه ،، العيد يذكرنا ليس انتقاما..بل يذكرنا حتى لا ننسى. عيدكم ناقص ياليبين ..