نشرت مجلة "اليو إن كرونيكل" المجلة الرسمية الفصلية للأمم المتحدة - - في سابقة هي الأولي من نوعها، مقالاً لفضيلة الدكتور علي جمعة- مفتي الجمهورية-، وذلك في عددها الصادر في أكتوبر، والذي خصصته عن "الحوار بين الحضارات والثقافات". وأكد فضيلة المفتي في مقاله أنه بالرغم من محاولات تعكير صفو العلاقات بين الإسلام والغرب، إلا أن الرد المناسب لا يكمن في الهجوم أو الدفاع؛ وإنما في البيان والدعوة إلي التركيز علي المشترك، وهذا المسار مؤسس علي المبدأ القرآني: "تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم"، مشيرًا إلي أنه "من واجبنا كقيادات دينية أن نتفاعل مع توترات العالم تفاعلاً استباقيًّا من خلال العمل الدءوب والمنهجي علي نزع فتيل تلك الأزمات". وشدد فضيلته في مقاله علي أن العالم أحوج ما يكون إلي منتديات تعين علي حوارٍ حقيقي نابع من الاعتراف بالهويات والخصوصيات. وأوضح مفتي الجمهورية: "أن الحوار هو لون من ألوان الجهاد بمعناه الوسيع في التصور الإسلامي، لافتًا إلي أنه من المفيد أن نضع نصب أعيننا أن الحوار لا يجب أن يكون مقصورًا علي النخب الأكاديمية التخصصية فحسب، لأن الحوار علي هذا النحو سيكون غير ذي جدوي وربما كانت له آثار عكسية. وعبر فضيلته عن قلقه من تصاعد ظاهرة الخوف من المسلمين في الغرب، وترقي سدنة كارهي الإسلام في الغرب إلي مناصب رفيعة، معتبرًا أنه أمرٌ "مثير للقلق"، مشيرًا إلي أن التصرفات الهوجاء بحق الإسلام والمسلمين وعدم الرغبة في فهم الإسلام لا تعوق فقط الجهود الرامية إلي إجراء حوار حقيقي، بل إنها تقتلها في مهدها أصلاً. وأضاف المفتي في مقاله بالمجلة الفصلية للأمم المتحدة أن بعض وسائل الإعلام الغربية تتبني منهج الربح مهما كانت التكاليف والنتائج، وتلحق ضررًا بالغًا بقضية السلام العالمي من خلال تأجيج نيران الكراهية والتعصب في قلوب وعقول عموم الناس، مؤكدًا علي أنه لا حل للمشكلات التي يواجهها العالم الإسلامي اليوم إلا باعتماد الدين الإسلامي في صورته النقية المعتدلة السمحة كمنهاج للتغيير. وقال فضيلته: "دورنا كقيادات إسلامية قضت حياتها في دراسة النصوص الدينية هو تقديم صورة للمرجعية الإسلامية القادرة علي مخاطبة العالمين والتي ستسهم في فهم الإسلام كما ينبغي، وستساعد علي العيش معًا في سلام عادل ودائم، والتعاون فيما بين البشر علي أساس الشراكة والاحترام المتبادل". وشدد فضيلة المفتي في مقاله علي أنه لا حوار بين الشرق والغرب إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية، لأن مصدر التبرير المزعوم لدي الدوائر السياسية في الغرب لكثير مما يطلقون عليه مظاهر التطرف والعنف السياسي في العالم مردّه إلي مأساة فلسطين التي لم تُحل منذ 60 عامًا، مؤكدًا علي أننا نحتاج لفهم هذا الوضع المعقد حتي نضع حلولاً لهذه المأساة وهذا لن يكون إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية. وقال السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أكد في افتاحيته للعدد "أن مسئوليتنا الجماعية هي بناء جسور من التفاهم المتبادل بين الحضارات والثقافات والأديان المختلفة" وأضاف أن العدد الحالي من مجلة آليو إن كرونيكل الصادرة عن الأممالمتحدة يرصد ملف الحوار بين الحضارات والثقافات عن قرب ومدي التقدم الذي تم إحرازه والدروس المستفادة علي مدار العشر سنوات الماضية، ويعرض مقالات لكبار العلماء والرواد في مجال الحوار بهدف تعميق وتعزيز الحوار بين الحضارات حيث قال: "إن الهدف ما زال مُلزِمًا وضروريًّا كما كان الحال في الماضي". جدير بالذكر أن فضيلة المفتي أول عالم مسلم يكتب في هذه المجلة ، والتي يتم توزيعها في أكثر من 180 دولة حول العالم