اليوم 4 مايو 2018، الذكرى السابعة والعشرين لرحيل الفنان الكبير وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذى غيّبه الموت عن عالمنا مساء الرابع من مايو عام 1991، إثر إصابته بجلطة جسيمة بالمخ على خلفية سقوطه أرضًا فى منزله، وقد شُيّعت جنازة موسيقار الأجيال فى اليوم التالى لوفاته، مودّعًا عالمنا فى جنازة عسكرية مهيبة، عن عمر يناهز التسعين عامًا. محمد عبد الوهاب.. الطفولة وبداية الرحلة ولد موسيقار الأجيال فى الثالث عشر من مارس عام 1902 – وبمناسبة هذا التاريخ فقد كان معروفًا عنه أنه دائم التلاعب فى تاريخ مولده، رغبة فى الهروب من شبح التقدم فى السن، وبالتالى لا يُعرف له تاريخ ميلاد موثّق – وكان الميلاد فى حارة “برجوان” فى حى باب الشعرية الشعبى الشهير، وقد بدأ حياته الفنية مطربًا فى فرقة فوزى الجزايرلى المسرحية عام 1917، قبل أن يتعرف على أمير الشعراء أحمد شوقى الذى تبناه وفتح له بيته، فتوجه عبد الوهاب لدراسة الموسيقى وآلة العود فى معهد الموسيقى العربية فى العام 1920، ثمّ استأنف نشاطه الفنى على بينة ودراية وعلم، وعمل فى الإذاعة المصرية منذ بدأ انطلاقها فى العام 1934، وكان قبلها قد خاض تجربة التمثيل السينمائى فى العام 1933. موسيقار الأجيال فى ساحة الموسيقى العربية على امتداد رحلته الفنية والإبداعية الطويلة استطاع عبد الوهاب أن يكون صاحب حضور مختلف ولامع فى سجل الموسيقى والغناء العربيين، فإلى جانب منجزه فى سياق الشكل الموسيقى التقليدى، استطاع أن يمثل حلقة حداثية مهمة فى مسار التعامل مع الموسيقى الشرقية ومزجها بأشكال الموسيقى والإيقاعات الغربية، وفى هذا له كثير من الأعمال المتطورة والملفتة بإيقاعاتها وبنائها الموسيقى، إلى جانب أنه أول من أدخل عددًا من اللآلات الموسيقية الحديثة ضمن تكوين فرق الموسيقى العربية. ضمن خطوات وإضافات عبد الوهاب المهمة والملفتة، أنه قدم إيقاع الفالس فى قصيدة “الجندول” عام 1941، وإيقاع “الروك آند رول” فى طقطوقة “يا قلبى يا خالى” للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ عام 1957. علامات عبد الوهاب فى سجل الأغنية العربية لم يكن عبد الوهاب مطربًا لامعًا ومهمًّا وحسب، ولكنه كان أحد أهم الملحنين الذين وضعوا موسيقى ونغمات عشرات الأغنيات، فإلى جانب وضعه لألحان كل أغنياته التى قدمها على مدار حياته الفنية على المسرح وفى السينما، قدّم عبد الوهاب كثيرًا من الألحان لنجوم الغناء منذ ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين وحتى وفاته فى مطلع تسعينيات القرن نفسه، ومن أعماله المهمة والشهيرة: وضع عبد الوهاب مجموعة من ألحان كوكب الشرق أم كلثوم: إنت عمرى، وعلى باب مصر، وإنت الحب، وأمل حياتى، وفكرونى، وهذه ليلتى، وأصبح عندى الآن بندقية، ودارت الأيام، وأغدًا ألقاك، وليلة حب. وضع للمطربة ليلى مراد ألحان: حيران فى دنيا الخيال، وياللى غيابك حيرنى، وياللى سكونك حنان، وأروح لمين، وأرق النسيم، ويا قلبى مالك، وجواب حبيبى. ولفايزة أحمد: رائعتها ست الحبايب، وحمال الأسية، وتهجرنى بحكاية، وخاف الله، وقدرت تهجر، وقدم لنجاة: شكل تانى، والقريب منك بعيد، وع اليادى، وآه لو تعرف، وإلا إنت، ومرسال الهوى، ودبنا يا حبايبنا، وأيظن، ولا تكذبى، وساكن قصادى. كذلك قدم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عشرات الأغنيات لصباح وشادية ووردة وأسمهان وفيروز وطلال مداح ووديع الصافى وكثير من المطربين من مختلف الأجيال وصولاً إلى محمد ثروت ومحمد الحلو وغيرهما.....!!