ترتسم شخصية «السفاح العثماني» عبر التاريخ بسمات لا تخطئها العين، من تعطش لسفك الدماء، واغتصاب أراضى وثروات الآخرين، ومحاولة إخضاع الشعوب تحت شعارات واهية على حسب الحالة ليس أقلها «حماية الإسلام»، وهو البرئ منها؟ وأمامنا اليوم حالة لا لبس فيها لعقلية «السفاح العثماني» فى عفرين السورية حيث يمارس «رجب طيب أردوغان» السفاح العثمانى الجديد .. وريث أسلافه من السفاحين.. أقصى درجات القتل وسفك الدماء ضد الأكراد تحت مزاعم واهية، فضلاً عن دوره المريب فى دعم تنظيم داعش الإرهابى بسوريا والعراق حتى وصل إلى مرحلة إقامة الدولة الداعشية الآفلة، إضافةً إلى اعترافه بترحيل عشرات الدواعش بعد زوال دولتهم إلى سيناء لتقويض الدولة المصرية !! وبمد الخط التاريخى على استقامته، لا نجد فارقاً بين السفاح الحالى «أردوغان»، وسفاح آخر قفز إلى المشهد المصرى هذه الأيام ، وهو «سليم الأول»، أو «السلطان الغازي» الذى احتل مصر فى عام 1517م بعد أن هزم السلطان «طومانباي» وعلق رأسه على باب زويلة. وقد أحسنت محافظة القاهرة صنعاً بتغيير اسم شارع سليم الأول بالزيتون حيث لايجوز الاحتفاء بهذا السفاح الغازى بإطلاق اسمه على أحد شوارع المحروسة. يقول الروائى الكبير جمال الغيطانى فى كتابه «تجليات مصرية»: ويكفى أن نعلم حجم الكارثة التى ألحقها سليم الأول بمصر عندما دخلها وأبطل منها ثلاثة وخمسين فنًا، نقل الصناع والمبدعين إلى الآستانة، أى نهب حضارة كاملة. لذلك انحط شأن كل شيء تحت الاحتلال العثمانى ونقص تعدادها خلال قرنين من الزمان، فعندما غزاها سليم الأول كان سكان مصر يقدرون بثمانية ملايين، وعندما جاء نابليون بونابرت وأجرى تعدادًا قدرتهم الحملة بمليونين ونصف مليون إنسان». ويستطرد الغيطاني: « وهذه الجريمة العثمانية من الأمور المسكوت عنها فى تاريخنا إلى درجة أننا أطلقنا اسم الغازى مدمر استقلال مصر على شارع هام بالزيتون، والطريف والمبكى لمن يدرك ويعرف أن الشارع الموازى أُطلق عليه اسم السلطان الشهيد طومان باى الذى حارب حتى الرمق الأخير وشُنق بشجاعة فى مشهد مهيب». ويحدثنا التاريخ أن سليم الأول قد استولى على حكم الدولة العثمانية بعد أن تخلص من والده «بايزيد الثاني»، ثم تخلص قتلاً من كل إخوته كى لا يزاحموه فى الحكم. وحين غزا مصر قتل أكثر من خمسين ألفاً من أبنائها بعد أن ساندوا «طومان باي» ضد المحتل العثماني، كما اشتهر جنوده بالتجرؤ على سيدات مصر، وشرب الخمر ، والمجاهرة بالإفطار فى رمضان، وعدم ارتياد المساجد، علماً بأنهم احتلوا مصر بفتوى فاسدة من مشايخ الآستانة بتكفير حكام مصر من المماليك كذريعة لاستباحة جنود السفاح العثمانى «الإنكشارية» لمصر وأهلها وثرواتها!!