قال وزير الخارجية سامح شكري - في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" - "هناك تطورات كبيرة واستمرار البحث في كل المجالات المرتبطة بهذا المشروع القومي المهم، لأنه متشعب بنواحي كثيرة متصلة بالتصميم والنواحي القانونية والمالية"، مضيفا أنه تم إنجاز مراحل متعددة مهمة في كل ذلك. وبشأن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن مصر تواجه الإرهاب نيابة عن العالم والتفسيرات الكثيرة لهذا التصريح والتي ذهب بعضها إلى أن الرئيس السيسي يدعو التحالف الدولي للمساعدة في مواجهة الإرهاب في سيناء، قال وزير الخارجية سامح شكري إن "الرئيس السيسي يعبر عن كل ما يشعر به المواطن المصري والدول المصرية، وإن الاستهداف المتواصل على مدى السنوات الماضية من قبل قوى الإرهاب والشر في محاولة لزعزعة الاستقرار والانقضاض على الإرادة الشعبية يعد أمرا واضحا، والتضحيات التي ضحت بها مصر وشعبها سواء من القوات المسلحة أوالشرطة أو المدنيين الأبرياء"، مشيرا إلى حادث مسجد الروضة بسيناء الذي استهدف المصلين الأبرياء، والذي لا يمكن بأي شكل من الأشكال إلا أن يوصف بغير الإنساني وغير الآدمي. وأضاف شكري أن الإرهاب يستهدف مصر باعتبارها الجائزة الكبرى ولذا فإن مصر تقاوم هذا الإرهاب بكل ما لديها من قدرات ونحن على استعداد للتضحية خلال مواجهتنا لقوى الشر، مضيفا أن نجاح مصر في القضاء على الإرهاب سيؤدي إلى حماية دول الجوار والدول الآخرى من شروره. وأكد شكري قائلا: "تصريحات الرئيس السيسي ليست دعوة لأي تحالف للعمل على الأراضي المصرية ولكنها دعوة للوقوف إلى جانب مصر ومساعدتها في صورة الدعم السياسي والاقتصادي وتوفير الإمكانات المادية والأسلحة المرتبطة بمقاومة الإرهاب كأسلحة الرصد والنفاذ إلى الاتصالات التي تتم بين الإرهابيين، والعمل على وقف منابع تمويل الإرهاب وتكثيف التعاون الاستخباراتي والأمني، مؤكدا أن مصر لديها القدرة على الدفاع عن أراضيها وشعبها . وتابع شكري قائلا :"إن المجتمع الدولي عليه مسئولية في دعم مصر، لدينا احتياج لأجهزة الرصد التي تحدد أماكن محاولات نفاذ الإرهابيين، كما شهدنا من الحدود الغربية لمصر والممتدة 1200 كم وتكلفة رصدها والتحكم فيها في ضوء عدم وجود شريك بالجانب الأخر من الحدود تضع أعباء كبيرة على مصر، وهناك تقنيات ليست لدينا تستطيع الدول الصديقة أن توفرها وتخفف عنا هذه الأعباء". وردا على سؤال بشأن انتهاء عملية السلام بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، قال شكري إن عملية السلام لن تنتهي إلا ببلوغ الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وإقامة دولته وتكون القدسالشرقية عاصمة لها، هذه هي نهاية عملية السلام، لأنه لا يمكن أن نتجاوز في القرن 21 عن حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في أن ينعم بمثل ما ينعم به بقية شعوب العالم". وتابع شكري قائلا: "إنني أتصور أنه لا يمكن أن يستقيم هذا الوضع بأن يرضخ شعبا بهذه القدرات والإمكانيات والكوادر تحت احتلال أجنبي ويتم حرمانه من حقوق الإنسان التي هي أصبحت في صدارة العلاقات الدولية والمبادئ التي يصاغ على أساسها العلاقات الدولية، فإن الشعب الفلسطيني له حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية لابد أن تتحقق. قال وزير الخارجية سامح شكري - في حواره مع قناة "روسيا اليوم" الإخبارية - إن "العمل العربي والإسلامي الجماعي لابد من صياغته من خلال الأطر المتوفرة لدينا سواء جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لدعم القضية الفلسطينية". وردا على سؤال بشأن إسقاط الموقف الرسمي الفلسطيني صفة راعي السلام عن واشنطن وما هي الجهات الدولية التي يمكن أن تكون راعية نزيهة لعملية السلام، قال شكري إن مصر تعمل مع كل من لديه القدرة على رعاية عملية السلام والدفع بها نحو حل يتيح إقامة الدولة الفلسطينية، هذه كانت وجهة نظر مصر في إطار عملها الدؤوب مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والرباعية الدولية ومجلس الأمن والاتحاد الإفريقي"، مؤكدا أن مصر تعمل مع كل من يستطيع أن يسهم بشكل إيجابي للوصول إلى الهدف وإخراج الشعب الفلسطيني من محنته. وبشأن دور مصر في صياغة التسوية السياسية في سوريا، قال شكري إن مصر تعمل من خلال توحيد المعارضة السورية، وقد تعاونا مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية للتفاعل والتشاور مع كافة أطياف المعارضة الوطنية السورية حتى يشكلون مجموعة متجانسة لتنخرط في العملية السلمية وفقا لقرارات مجلس الأمن مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في جنيف. وأضاف شكري أن مصر قريبة من دي ميستورا وأيضا من عملية التفاوض في جنيف، مشيرا إلى أن مصر حريصة على أن تقدم كل ما لديها من قدرة في دفع هذه المفاوضات، لأن الحل السياسي هو الحل الوحيد لإخراج سوريا من هذه الأزمة. وأكد أن مصر تشجع كافة أطياف المعارضة والحكومة السورية في انتهاج مواقف مرنة تعلي من قيمة مستقبل سوريا، مؤكدا أن مصر ستستمر في السعي للوصول إلى وضع يحقق الاستقرار ويحفظ الأراضي السورية خاصة بعد النجاحات التي تمت في إخراج العناصر الإرهابية من الساحة السورية. وفيما يتعلق بوجهة نظر مصر في مناطق خفض التصعيد في سوريا وكيف يمكن أن تساهم في الاشتراك بمراقبتها، قال شكري إن مصر شاركت في صياغة منطقتين من مناطق خفض التصعيد، مشيرا إلى أن هذا العمل ساهم في تحقيق انفراجة فيما يتعلق باستئناف المسار السياسي، لأن الشعب السوري عانى من العمليات العسكرية واحتواء هذه الأعمال يعد شرطا مهما وأساسيا لتكون هناك فرص أكبر لنجاح المسار التفاوضي. وأضاف شكري أن مصر تراقب هذا الوضع والجهود التي تبذل على مستوى اجتماعات أستانة وحتى الآن الأمور مستقرة، ويجب التركيز على المسار السياسي