فاز شعب أسيوط في الانتخابات وحصد منها عدة مكاسب أهمها: خروج أكثر من مليون أسيوطي للمشاركة في التغيير واحتفالا بعرس الديمقراطية في مشهد لم يره الناخب في أسيوط علي مدي تاريخه وكذلك عودة الوعي لدي الناخب الذي نسي الانتماء للأشخاص والعصبيات واختار المشاركة لاختيار الأصلح لخدمة بلده. وبدأت مساء الثلاثاء عملية الفرز ب4 مراكز بأسيوط متأخرة عن الموعد الرسمي لها بعد تجمع الموظفين المشرفين وأعضاء اللجان الفرعية بدائرة قسم أول اعتراضًا علي خفض البدل النقدي المخصص لهم نظير مشاركتهم في العملية الانتخابية. اللواء السيد البرعي محافظ أسيوط تدخل ووعد أعضاء اللجان بأنه في حالة تأخر البدل النقدي فإنه سيقوم بصرفه من صندوق الخدمة واستطاع حل المشكلة وإنهاء الأمر. وتواصلت عملية الفرز حتي مساء الأربعاء وأدي ذلك إلي حالة من الإعياء انتابت أعضاء لجان الفرز الذين كانوا قد واصلوا العمل علي مدي يومين كاملين وكان نتيجة ذلك أن بدا القلق علي المرشحين المتنافسين في المقدمة بعد أن لاحظوا كثرة أخطاء أعضاء لجان الفرز في احتساب الأصوات خاصة في مدينة أسيوط مركز فرز الأربعين بين المرشحين سمير عثمان خشبة مرشح الحرية والعدالة والمرشح محمود أبوليفة مرشح الكتلة المصرية حتي إنهم طالبوا بفرز أصوات عدد من الصناديق بأنفسهم واستجاب لهم رئيس اللجنة. كشفت نتائج فرز الأصوات بجميع دوائر المحافظة عن تفوق الإسلاميين بشكل عام بسبب الحشود الضخمة التي تم توجيهها من قِبل جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية في الساعات الأخيرة من اليوم الثاني للانتخابات بعد التأكد من دعم الأقباط بشكل واضح لمرشحي الكتلة المصرية مما دعا الجماعة الإسلامية في أسيوط إلي إصدار بيان تدين فيه تدخل الكنيسة بهذا الشكل ودعمها لمرشحين بعينهم واعتبروا ذلك تدخلا سافرا في العملية الانتخابية. فيما لقي كبار رموز الوطني المنحل جميعهم -الذين أصروا علي تحدي مشاعر المواطنين وترشحهم علي المقاعد الفردية وداخل أحزاب مثل الوفد والاتحاد والمحافظين والحرية- هزيمة مدوية وخرجوا من المنافسة مع الساعات الأولي من الفرز وعلي رأسهم القيادي البارز في الوطني المنحل محمد عبدالمحسن صالح وحصل علي ثلاثة آلاف و157 صوتًا وكان قد فاز في انتخابات 2010 بمجلس الشوري دون أن يصوت له أحد ب180 ألف صوت انتخابي وهو مهندس انتخابات الوطني بأسيوط طوال 30 عاماً ويليه عمر جلال هريدي 'رجل عز في نقابة المحامين' الذي أسقطه المحامون أيضا داخل نقابتهم في الانتخابات الماضية وحصل في هذه الانتخابات علي 2948 صوتًا فقط، كما أسقط الأسايطة أحمد سعد أبوعقرب وأحمد فتحي نعمان وكامل مكي وأكثر. سقوط هؤلاء لاقي ارتياحًا كبيرًا بين جموع المواطنين في الشارع الأسيوطي الذين أكدوا أن عودة عبدالمحسن وهريدي وأتباعهما للعمل السياسي تعني موت الثورة وعودة مبارك. وكانت أهم مكاسب التصويت للكتلة فوز الدكتور زياد بهاء الدين ابن الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين مرشح الحزب المصري المتحالف بالكتلة المصرية. الأقباط خرجوا بقوة للتصويت في اليوم الأول لصالح مرشحي الكتلة المصرية ولصالح مرشحين تم تحديدهم من الكنيسة معارضين للتوجهات الإسلامية وكان لخروجهم الأثر الكبير في حصول بعض المرشحين علي نسب تصويت لم تكن في الحسبان وإيصالهم إلي مرحلة الإعادة وهو ما أحدث أثراً معاكسًا في تصويت مكثف من جانب بسطاء المسلمين لصالح حزب النور السلفي وهو ما لم يكن متوقعًا أيضًا. انتخابات القوائم حسمها حزب الحرية والعدالة واعتلي المرتبة الأولي بإجمالي 314 ألفاً صوت فيما احتل حزبا النور بإجمالي 280 ألف والكتلة المصرية 67 ألف صوت المرتب وكانت الثانية والثالثة علي التوالي وخرجت جميع أحزاب الفلول من المنافسة السبب الرئيسي في حصول النور السلفي علي المركز الثاني. بالرغم من أن النور السلفي حقق مفاجأة لم تكن متوقعة بالمرة في أسيوط وهو تجييش الكنيسة للناخبين. أما علي المقاعد الفردية في الدائرة الأولي التي تضم مركز أسيوط وقسمي أول وثاني بالنسبة لمقعد الفئات فقد تأكدت جولة الإعادة بين سمير عثمان خشبة مرشح الحرية والعدالة الحاصل علي 106 آلاف صوت وقد جاء بفارق كبير عن اقرب منافسيه محمود أبوليفة مرشح الكتلة المصرية والمدعوم من الأقباط وهو السبب وراء حصول خشبة علي نسبة أصوات عالية. مقعد العمال شهد تنافسًا بين مرشحين الأول محمد حمدي الدسوقي برصيد 109 آلاف صوت والمحبوب شعبيًا رغم انضمامه للوطني المنحل إلا أن خدماته ورصيد والده ظلا عاملين رئيسيين في حب الجماهير له وتمتعه بشعبية كبيرة بين عموم الناس الذين لا يعتبرونه أبدًا من الفلول وحصل علي 110 آلاف صوت انتخابي وينافسه بيومي إسماعيل مرشح الجماعة الإسلامية بعدد 47 ألف صوت وقد اعتمد علي أصوات الإسلاميين في قري مركز أسيوط ومناطق الوليدية وغرب البلد في ظل ضعف مرشح الإخوان علي المقعد. في الدائرة الثانية فردي 'ديروط' تضم مراكز ديروط والقوصية ومنفلوط علي مقعد العمال يأتي مرشح الحرية والعدالة مضر موسي الذي جمع 70 ألف صوت من القوصية التي تشتهر بتأييدها للجماعة، وجاء حمادة زين قرشي نائب الوطني السابق بالشوري بتصويت 37 ألفاً علي مقعد الفئات جاء مرشح الحرية والعدالة الدكتور محمد سلامة بكر رقم واحد برصيد 97 ألف صوت حيث حصد أصوات مركزه القوصية بالإضافة إلي مركز منفلوط بعد أن تغلب التوجهات الإخوانية علي المركزين.. فيما حصل منافسه الشيخ صلاح شحاته مرشح الجماعة الإسلامية علي أصوات مركز ديروط ونسب ضعيفة في القوصية ومنفلوط برصيد 78 ألفاً. الدائرة الثالثة فردي 'الفتح' التي تضم مراكز البداري وساحل سليم والفتح وأبنوب علي مقعد الفئات اكتسح الدكتور عبدالعزيز خلف مرشح الإخوان والحرية والعدالة ب72 ألف صوت علي مقعد العمال يأتي ثلاثة مرشحين في جولة الإعادة هم: عبدالله صادق نصر أول المتقدمين وهو مرشح الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين ومن مدينة أبنوب حصل علي أصوات الإسلاميين بالدائرة المعروفة بميلها ناحية الجماعة وأيضًا بسبب عدم وجود مرشح إسلامي في المنافسة أمامه، فيما يأتي جمال عبد الناصر مستقل ومعهما أحمد حسين من حزب النور. الدائرة الرابعة فردي 'أبوتيج' التي تضم أبوتيج وصدفا والغنايم علي الفئات يأتي حسن علي عبدالعال مرشح الحرية والعدالة ب30 ألف صوت ويعتمد علي أصوات الإسلاميين المنتشرين بالدائرة والتابعين في معظمهم للدعوة السلفية والجماعة الإسلامية بالإضافة إلي عناصر الإخوان وينافسه أمير لمعي القمص شنودة المستقل والذي حاز أصوات الأقباط المنتشرين بالمراكز الثلاث. برصيد 18 ألفاً علي مقعد العمال تجري الإعادة بين عامر عبدالرحيم محمود مرشح الدعوة السلفية إلي 32 ألف صوت وعبدالعزيز محمد مرشح الحرية والعدالة. وقد بدأت التربيطات بين مرشحي الحرية والعدالة والجماعة الإسلامية والسلفيين ومازال الأقباط علي موقفهم في توجيه أصواتهم نحو مرشح الكتلة الذي وصل الإعادة بأصواتهم فقط في الدائرة الأولي في مواجهة مرشح الحرية والعدالة الذي سينتزع المقعد بالتأكيد في الجولة الأخيرة.
