من أجل مصر.. ستزحف جموع الناخبين هذه المرة لاختيار نواب حقيقيين.. يمثلون الشعب.. وضمير الأمة.. نواب هم من نبت تراب هذا الوطن.. عاشوا.. وكافحوا فوق ترابه.. لم يمدوا ايديهم للخارج.. ولم يرتكبوا إثمًا ضد أمن بلادهم.. نواب كانوا دائمًا علي العهد.. تحملوا العنت، والمشقة، دفاعًا عن بلدهم.. ومصرهم الغالية .. لم يلوثوا ثوب الوطن الطاهر بأكاذيب الخارج.. لم يسعوا أبدًا لكي يرتزقوا من العميل والأجنبي.. فأمثال هؤلاء.. ومن أقدموا علي هذا الفعل، ليسوا أكثر من مأجورين.. لا يمكن أن يكونوا أمناء علي مصالح الوطن. من أجل مصر.. ستهب الجماهير المصرية.. لتعانق بأصواتها الحرة رموز الطهر والعفاف.. الشرفاء.. الأوفياء.. الذين ما تخلفوا يومًا عن نداء الواجب.. وما وهنوا.. وما ضعفوا.. وما استكانوا.. أمام جبروت السلطة الغاشمة.. وأباطرة الفساد والإرهاب.. لم يتراجعوا أمام التزوير الفج الذي مورس ضدهم.. فاسقطوهم عمدًا في انتخابات مزيفة.. حكم عليها الشعب المصري جميعه بأنها عنوان للباطل.. ولم يكتفوا باسقاطهم بتزوير إرادة الأمة.. بل راحوا يزورون وقائع التاريخ.. ويسعون لتشويه الشرفاء المخلصين.. مستخدمين في ذلك.. أدوات ساقطة.. وأرقاما باهتة.. من أذناب المنتفعين الذين لم يقدموا للوطن غير كل ما هو رديء. هؤلاء الشرفاء هم الذين صمدوا في خندق الحق يوم كانت بعض الوجوه لا تعرف سوي لغة النفاق.. والارتماء في أحضان حزب العار.. الذي قاد البلاد إلي الهاوية.. فكانت ثورة الشباب في 52 يناير هي حبل الانقاذ للوطن.. الذي التف حول رقبة الحزب المنحل، وأركان السلطة الفاسدة.. هؤلاء الشرفاء هم الذين انحازوا للناس .. وتبنوا قضاياهم.. ووقفوا معهم في كل مشاكلهم.. حموهم من القمح المسرطن.. ومن سرقة علاج الفقراء.. ومن ارتفاع أسعار حديد الفاسد 'عز'.. وأكدوا بوقفاتهم الجسورة أنهم أمناء ومخلصون، وجديرون بثقة الشعب والمجتمع. كنا نتصور أن عهد الثورة قد قضي علي رموز الفساد والإفساد.. لكن الواقع يقول بعكس ذلك.. فبعض من رشحوا أنفسهم في الانتخابات الحالية.. هم من بقايا عهد بائد.. منهم من تاجروا بمعاناة الناس.. ومنهم من أفسدوا الحياة السياسية.. ومنهم من لايزالون يتاجرون في الآثار والمخدرات وغير ذلك من أرباب السوابق. الملايين تدفع من بعض المرشحين.. سعيًا وراء كرسي البرلمان.. وكأننا نعيش نفس منهج الحزب المنحل.. ويبقي السؤال: لماذا يدفع البعض الأموال الطائلة في كرسي هو مكرس بالأساس لخدمة الوطن والناس؟!.. من يدفع لا شك أنه يسعي لكي يسترد ما دفعه علي طريقة نواب الحزب الوطني المنحل في السابق.. ومن هنا فإن أمثال هؤلاء يكررون التجربة.. وهو ما يستدعي من الجهات الرسمية والمسئولة أن تحكم قبضتها.. وتسبغ رقابتها علي هذا الصرف الرهيب في الدعاية الانتخابية.. ففي الوقت الذي يعاني منه الشرفاء من عدم قدرتهم علي تغطية دوائرهم الانتخابية بالدعاية الكافية.. بسبب طول المسافة.. واتساع الدوائر . فان البعض الآخر يفعل الأفاعيل، ليلفت انتباه الناس إليه رغم عدم وجوده في الشارع أصلاً.. لدرجة أن البعض يطلق علي أمثال هؤلاء 'نواب اليفط'. مصر تستحق أن يحسن الناس اختيار نوابهم.. لأن الانتخابات القادمة هي التي ستحدد مصير الوطن.. ونوابها هم الذين سيرسمون مستقبله.