أعلن بيتر منصور «العقيد المتقاعد بالجيش الأمريكى، محلل شئون الأمن القومى والإرهاب لدى CNN» حقيقة ما يجرى على الأرض فى العراق مع قرب تحرير الموصل وتواتر أنباء عن فرار أبو بكر البغدادى فى الصحراء وجهود مخابراتية أمريكية حثيثة لتعقبه عبر «السى آى إيه» ليصبح الفرار للرقة السورية الملاذ الوحيد لمن تبقى من عناصر التنظيم مع قرب تحرير الموصل فى حين لا يعرف مقاتلو داعش الأجانب طرق الفرار وينتظرون الموت فى الموصل. وشكلت الولاياتالمتحدة قوة مشتركة لاقتفاء أثر البغدادى، تضم أفرادا من العمليات الخاصة وال CIA، وتستعين فى مطاردته بأقمار تجسس، كما توقعت مراكز أمنية أن يعمد التنظيم مستقبلًا إلى العمل السرى مع هزائمه المتواصلة فى الموصل وفقدانه للأرض. وتفيد تقارير أمنية أن البغدادى فرّ من الموصل وفوض على الأرجح القيادة التكتيكية للمعركة إلى قادة محليين، كما أنه لم تصدر للبغدادى أى رسالة مسجلة منذ أكثر من أربعة أشهر وكان ظهوره العلنى الوحيد فى يوليو 2014 وتفيد المعلومات بأنه فرّ قبل فترة وجيزة من محاصرة القوات العراقية مدينة الموصل خلال العملية العسكرية لاستعادة السيطرة عليها. ويعتمد تنظيم داعش وسط هزائمه المتلاحقة فى الموصل لسياسة الأرض المحروقة حيث يستخدم المدنيين دروعًا بشرية ويعمد لنشر الألغام بكثافة كما يقوم بحرق أبراج اتصالات المحمول فى عدة أحياء غرب الموصل فى الوقت الذى كانت فيه القوات العراقية تعتمد بشكل كبير على المعلومات التى يقدمها السكان المحليون إلى القوات الأمنية عبر الهواتف النقالة ويرى بعض المحللين أن داعش وما تبقى من مقاتليه قد ينقل معاركه من المدن لحرب عصابات وسط الصحراء والكهوف الجبلية الوعرة بنقل المعارك لمناطق الحدود الصحراوية فى سوريا والأردن والسعودية. معركة الرقة وحول الرقة التى يرجح خبراء أمريكيون فرار عناصر داعش المتبقية فى الموصل أن الرقة قد لا تكون المعركة الأخيرة ضد تنظيم الدولة، إذ لا يزال للتنظيم وجود فى باقى أنحاء وادى نهر الفرات وأنه لا يزال فى العراقوسوريا نحو 15 ألفا من مقاتلى داعش، من بينهم نحو 2500 فى الموصل وتلعفر المجاورة، ونحو أربعة آلاف فى الرقة. وأشارت صحيفة تايمز إلى أن التحالف الذى تقوده الولاياتالمتحدة كان يحاول اقتفاء أثر البغدادى منذ تنصيب نفسه خليفة على الأراضى التى يسيطر عليها داعش، ويعتقد أنه كان فى الموصل فى مرحلة ما قبل بدء حملة استعادة المدينة فى الخريف الماضى مع قادة آخرين قبل تطويق المدينة. ومع التقدم الواضح فى استعادة القوات العراقية للجانب الأيمن من مدينة الموصل أكد وزير الداخلية العراقى، قاسم الأعرجى، ان استعادة المجمع الحكومى فى مدينة الموصل تعنى القضاء على داعش فى المدينة، مشيرًا إلى أن التنظيم كان قد راهن على صعوبة معركة الجانب الأيمن، لكن التقدم فاق التوقعات، حيث واصلت القوات العراقية تقدمها فى المعركة واقتربت من جامع النورى الكبير بالموصل القديمة. واستعادة الجامع الكبير تشكل أهمية كبرى لأهالى الموصل، بعد أن أدرجته مؤسسة الصندوق العالمى للآثار والتراث فى قائمة الآثار المائة الأكثر تهديدًا فى العالم. وتواصل القوات العراقية المشتركة التقدم فى القسم الغربى من مدينة الموصل. وأوضح بيان لقيادة الشرطة الاتحادية أن قطاعات الشرطة الاتحادية اقتربت من القوات الموجودة فى المجمع الحكومى، وباتت على بعد 150 مترًا فقط عن مدخل الموصل الرئيسي. وتابع البيان أن الفرقتين الخامسة والسادسة والفرقة الآلية المدرعة وفرقة الرد السريع تستكمل تحضيراتها اللوجستية والقتالية تمهيدًا للاندفاع والتقدم باتجاه أهدافها، بالتوازى مع تكثيف طائرات الشرطة الاتحادية المسيرة لطلعاتها الجوية فضلا عن قصفها عشرات الأهداف المنتخبة لعناصر داعش. وقالت القوات العراقية إنها استعادت حيّين إضافيين فى القسم الغربى من مدينة الموصل، وتنتظر أوامر لمهاجمة مواقع تنظيم الدولة الإسلامية فى المدينة القديمة، التى يتوقع أن تشهد أعنف المعارك بسبب ضيق شوارعها واكتظاظها بالسكان. وقالت وزارة الدفاع العراقية إن قوات من الفرقة التاسعة وأخرى من مليشيا الحشد الشعبى سيطرت على مناطق فى جنوب بادوش شمال غربى محافظة نينوى، وتضم منطقة بادوش )عشرين كيلومترا تقريبا شمال غرب الموصل( سجنًا كبيرًا. ........................ نقلا عن "الأسبوع " الورقى