إسرائيل تحارب الآن من أجل تحقيق شعار "سيناء مقابل السلام مع العرب".. وكل ثورات الربيع العربي والتي قامت بشعارات مختلفة منها "العيش والحرية والعدالة".. وبعض الكلام الفارغ الذي أطلق في تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن.. وضحكوا به علي الشعوب الغبية المتخلفة.. كان يصب في النهاية.. لتحقيق وتنفيذ حلم إسرائيل في التسوية الشاملة مع الفلسطينيين.. وتكون سيناء الوطن البديل لحل القضية الفلسطينية.. وقلت هذا الكلام في سلسلة طويلة من المقالات بعد ثورة 25 يناير.. ولم ينتبه أحد لمقالاتي.. ولذلك ليس مفاجأة لي عما صرح به الوزير الصهيوني أيوب قرا وادعاءاته الكاذبة والمضللة علي الزعيم الوطني الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنه وافق علي توطين الفلسطينيين أي الغزاوية الجهاديين في سيناء.. وكل فحيح أطلقته أفاعي إسرائيل السامة من نشر تسريبات مكالمة وزير خارجية مصر السفير سامح شكري وسحب السفير الإسرائيلي من القاهرة والحملات الإعلامية المسمومة لاستهداف مصر المحروسة.. ما هي إلا بالونات اختبار للشعب المصري وإدارة الرئيس السيسي!!! .. وبالتالي هل أصبح الملعب مفتوحاً الآن بين مصر وإسرائيل؟!!.. بالطبع اعترف ان مباراة الشطرنج الكبري بين مصر والمشروع الصهيوني الذي يستخدم جماعات الإسلام السياسي لتحقيق طموحاته في سيناء.. اتخذ منعطفاً آخر بالغ الخطورة.. خاصة بعد رحيل إدارة أوباما الذي كان أكبر الداعمين لهذا المشروع الداهية والذي راح ضحيته أكثر من 600 ألف عربي منذ ثورات الربيع العبري إذا صح التعبير.. وهذا المنعطف يتمثل في إعادة انتاج القوي الذاتية للمشروع من تقديم الدعم القوي لجماعات العنف المسلح وعلي رأسها الإخوان وداعش بدلاً من الاعتماد علي إدارة ترامب الجديدة لحين التخلص منه نهائياً وهذا يفسر الحملات المسعورة التي يديرها في الخفاء اللوبي الصهيوني العالمي في كل من بريطانيا وواشنطن ضد الرئيس ترامب لأن التكتيك في لعبة الشطرنج اختلف ولابد من استكمال المشروع بأي ثمن حتي لو كان علي حساب جثث المصريين الشرفاء من مسلمين ومسيحيين.. لتركيع مصر.. لإجبارها علي الجلوس علي مائدة المفاوضات لانقاذ نفسها من الإرهاب والحرب الاقتصادية الطاحنة.. نعم يا سادة تصريحات أيوب قرا واضحة وصريحة.. إما أن تقبل مصر بالتسوية أو تجعل مربع العمليات من حدود غزة إلي العريش بؤراً ملتهبة ليس للجيش والشرطة فقط.. بل للمصريين المسيحيين المقيمين في بؤرة العريش.. وأيوب قرا يعلم تمام العلم بأن لديه أدواته التي يحركها في أي لحظة لإشعال الحدود المصرية الغزاوية الإسرائيلية.. تارة بحجة اطلاق الصواريخ من سيناء علي المستعمرات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتارة أخري باستخدام المتطرفين من حماس وبعض الإرهابيين الذين تم زرعهم في سيناء بعد تدريبهم وتسليحهم بأحدث الأسلحة الحديثة المتطورة ومدهم بمئات الملايين من الدولارات.. والممول للمشروع معروف بأحلام سلاطين قطر في زعامة المنطقة العربية وهوس السلطان العثماني أردوغان في استعادة مجد الدولة العثمانية والدولة الوحيدة التي صمدت ووقفت ضد هذا المشروع الدموي الداعشي الإخواني الصهيوني هي مصر المحروسة فكان علي الدولتين إعلان الحرب عليها بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة لإرضاء إسرائيل لتحقيق حلمها الكبير في سيناء وتحويل ما تبقي من الوطن إلي إمارات إسلامية داعشية إخوانية.