قنبلة دخان أبيض.. أطلقها البابا فرانسيس باعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين علي حدود ..1967 هذا الاعتراف الذي يمثل كرة ثلج تم القذف بها في بحر من اللهب الهائج.. يعد انتصارا جديدا للرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن".. وضربة قوية.. للمعسكر الصهيوني وأبناء يهوذا.. وكل تحالفاتهم في المنطقة وعلي رأسها تنظيم حماس الذي تآمر علي المشروع الوطني الفلسطيني بالسعي إلي تكوين وإنشاء إمارة غزة الإسلامية علي حساب القضية الفلسطينية.. في خيانة واضحة المعالم والاركان تكلمنا عنها كثيرا في مقالات عديدة.. بل لم يكن التآمر علي الدولة الفلسطينية وحدها بل وصل إلي مصر المحروسة التي دافعت منذ الاربعينيات من القرن الماضي وخسرت نحو 100 ألف مقاتل مصري ما بين شهيد وجريح لنصرة فلسطين وتكون المكافأة من حماس تبني المشروع الصهيوني الذي يدعو إلي تسوية القضية الفلسطينية فيما يسمي "سيناء مقابل السلام" وهذا يكشف استمرار العمليات الإرهابية في الجزء المتفق عليه ما بين إسرائيل والذي يبدأ من رفح المصرية حتي العريش. علينا ان نعترف أن مشروع ابناء يهوذا الصهيوني.. أصبح في مأزق خطير.. بعد سقوط الاقنعة.. وانهيار مخطط تقسيم مصر والمنطقة علي أسس طائفية ومذهبية.. باستخدام جماعات العنف المسلح.. سواء من الجانب السني الذي يدعوا إلي إقامة الخلافة الإسلامية.. بأحلام اردوغان في أحياء الأمبراطورية العثمانية التي حكمت العالم العربي لأكثر من 400 سنة.. أو الجانب الشيعي الذي تتزعمه إيران الفارسية.. التي استطاعت ان تسيطر علي سوريا والعراق ولبنان واليمن.. بل وصل بها الفجور أن تذهب لأبعد من ذلك. إنشاء خلية شيعية بغزة قوامها 3 آلاف مقاتل تحت مسمي "الصابرين" لخدمة المشروع الصهيوني علي حدود مصر والانقضاض علي سيناء وهذا يفسر سر التحالف المريب بين إيران الفارسية وأمريكا والغرب.. ومن يتصور أن هناك عداء بين أبناء يهوذا في إسرائيل والفرس فهو واهم ولا يملك رؤية استراتيجية.. لأن العلاقة بين الحضارتين أبدية وأزلية.. ويملكان قاسما مشتركا هو الحقد علي العرب وأمنية تدمير الحضارة العربية.. التي هزمت ابناء يهوذا والامبراطورية الفارسية في الماضي... وعلي العرب أن يستعدوا كثيرا.. لمواجهات اكثر شراسة.. مع الصهيونية العالمية بعد اعتراف أكبر وأضخم مؤسسة دينية مسيحية في العالم بدولة فلسطين.. وألا يثقوا كثيرا في وعود حكومات العالم في قلب البيت الابيض وتصريحات أوباما الوردية في التسجيد السياسي خلال قمة كامب ديفيد لأنه لن يحمي الخليج سوي العرب ووعود أوباما مجرد "بيزنس" لتشغيل مصانع السلاح الأمريكية.. وبيعه ولعرب الخليج.. لابتزازهم سياسيا واقتصاديا وعسكريا.. وصقور واشنطن عودونا دائما.. بأنهم يعطوننا السلاح.. ثم يشعلون الحروب بيننا.. لتدمير هذا السلاح واستهلاكه.. لأنهم يعرفون دائما انهم مجتمع رأسمالي متوحش يقوم علي امتصاص دماء الشعوب.. في كل مكان.. فتحية لبابا الفاتيكان ودخانه الابيض الذي غطي فلسطين!!