كشف مصدر دبلوماسي عن أن وزارة الخارجية كانت علي اتصال مستمر بالسفارة المصرية في تل أبيب, التي لعبت دور الوسيط بين الجانبين المصري والإسرائيلي الذي كان علي اتصال دائم بالسفارة. وقال إن الهدف من ذلك تأمين خروج طاقم البعثة الإسرائيلية والحيلولة دون تفاقم الموقف, حيث تمكنت قوات الجيش من إخراجهم بسلام .. لافتا إلي أن أعضاء البعثة الإسرائيلية وأسرهم والذين يصل عددهم إلي 80 شخصا غادروا علي رحلتين من المطار علي متن طائرتين إسرائيليتين. وأوضح المصدر الدبلوماسي أن الرحلة الأولي أقلعت وعلي متنها السفير الإسرائيلي إسحاق ليفانون الذي تم إحضاره من منزله الكائن بضاحية المعادي وبرفقته الطاقم الإداري وأسرهم والأطفال, كما أقلعت الرحلة الثانية بعد ذلك بعدة ساعات وعليها الطاقم الدبلوماسي ما عدا الوزير مفوض الإسرائيلي نيتسان القائم بالأعمال الحالي الموجود بالقاهرة ومعه اثنان من الموظفين الإداريين. وأكد أن وزارة الخارجية كان عليها تسهيل عملية الهبوط والإقلاع للطائرات الإسرائيلية بالاتصال بالأجهزة المصرية المعنية بإعتبار ذلك جزءا من مسئولية مصر وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961 التي تنص علي أن تتمتع مباني البعثة بالحرمة, وليس لممثلي الحكومة المعتمدة لديها الحق في دخول مباني البعثة إلا إذا وافق علي ذلك رئيس البعثة, وأن علي الدولة المعتمد لديها التزام خاص باتخاذ كافة الوسائل اللازمة لمنع اقتحام أو الإضرار بماني البعثة وبصيانة أمن البعثة من الاضطراب أو من الحط من كرامتها, ولايجوز أن تكون مباني البعثة أو كل ما يوجد فيها من أشياء أو كافة وسائل النقل عرضة للاستيلاء أو التفتيش أو الحجز لأي إجراء تنفيذي. وقال المصدر الدبلوماسي إن المادة 24 من الاتفاقية تنص علي أن لمحفوظات ووثائق البعثة حرمتها في كل وقت وأينما كانت, ولفت المصدر إلي أن إسرائيل لم تتقدم بأي احتجاج مطلقا للخارجية علي ما تعرضت له سفارتها مساء يوم الجمعة الماضي وهو ما يشير إلي تقديرهم للموقف والتزامهم بضبط النفس والتعامل مع الحدث بذكاء شديد. وشدد علي أن مصر قررت تشديد الإجراءات الأمنية علي جميع البعثات الدبلوماسية التزاما بمسئولية مصر القانونية والدولية في هذا الشأن وإدراكا من مصر بأن تأمين السفارات عنصر هام وتأمين المواطن في الشارع لجذب الاستثمارات وتدفق السياحة لمصر التي تمثل أكبر مصدر للدخل القومي للبلاد. وأشار إلي أنه من اللافت للنظر أن أحد الأشخاص الإسرائيليين قام بإلقاء 'حجر' علي مبني القنصلية المصرية في إيلات منذ عدة أيام وتم إبلاغ الأمن الإسرائيلي الذي قام بإلقاء القبض عليه وتقديمه للمحاكمة العاجلة وينتظر أن يحبس لمدة 12 سنة. وأوضح أنه في الوقت الذي كان يجري فيه وزير الخارجية محمد عمرو ليلة اقتحام السفارة الإسرائيلية مباحثات مهمة ومكثفة مع رئاسة الاتحاد الأوروبي في وارسو للتأكيد علي استتباب الأمن في مصر لجذب السياحة والحث علي عودة الاستثمارات الأوروبية, بل ومضاعفتها وقعت أحداث الاقتحام. وقال المصدر إنه لم يحدث أن أرسلت السفارة الأمريكية أي أفراد من جانبها .. مؤكدا أن قوات الجيش هي التي قامت بعملية تأمين خروج أعضاء البعثة الإسرئيلية.