دعا حزب الوفد، السبت، كافة الفصائل والقوي والأحزاب السياسية في مصر للتوافق حول المباديء الأساسية للدستور الجديد وقال الدكتور السيد البدوي شحاته: ''مرة أخري يمنح المصريون العالم درسا جديدا في صناعة التاريخ حيث جاء يوم الثالث من رمضان لتنهار أساطير الحاكم الفرعون التي سادت وادي النيل منذ فجر الدولة المصرية.. ومن الآن فصاعدا سيكون حاكم هذا البلد خادما له أجيرا لدي الشعب وسيكون الشعب هو السيد الحقيقي''. وأضاف شحاته، في بيان رسمي صادر عن الحزب، ''إن هذا الدرس الجديد الذي قدمه المصريون إنما هو بداية تاريخية فارقة في عمر هذا الوطن، فقد أصبحنا مسئولين أمام التاريخ وأمام الأجيال القادمة عن إيجاد صيغة جديدة تحقق للمواطن مكانته وتتحقق بها مكانة الوطن،ولا يجب أن يكون الحديث أمام الشاشات أو عبر مكبرات الصوت إلا عن توافق حقيقي يحافظ علي وحدة الوطن وتماسك نسيجه''. وأضاف ان المصريين جميعا في ميادين التحرير خرجوا لإسقاط الظلم ثم وقفوا معا لإقرار العدل، وحان الوقت لأن يقفوا يدا بيد لبناء مجتمع جديد يتسع لكل أبنائه، ولن يتحقق ذلك بإقصاء أو إستبعاد أي من أبناء هذا الوطن، موضحا إن الثورة قامت لبناء دولة ديمقراطية حديثة وعادلة تحتوي كل مواطنيها علي قدم المساواة تأخذ من كل مصري ما عليه من واجب وجهد وتمنحه ما له من حقوق وأدركنا منذ اليوم الأول أن هذا الأمر لن يتحقق بإنفراد حزب أو تيار سياسي بفرض رؤيته وأفكاره مهما كان عدد مؤيديه أو مريديه. وأوضح البدوي أن ذلك لن يتحقق أيضا إلا من خلال توافق سياسي وإجتماعي حقيقي، كما آمنا بأن الوطن يحتاج لنا جميعا من أجل إعادة بنائه سياسيا وإقتصاديا إجتماعيا.. وقال ''أدركنا أننا أمام فترة عصيبه تحتاج تحدياتها لعمل وطني جاد ومخلص، وأن هذا هو زمن الجماعة الوطنية الواسعة وليس زمن التشرزم والتجزيء والصراع''. وشدد البدوي علي ان ميدان التحرير قام بأداء دوره وسيظل مستعدا لأن يؤديه ثانيا أمام كل حاكم أو سلطة تحيد عن الطريق ،فلقد وحدنا ميدان التحرير خلال أيام الثورة ولم ترفع راية إلا علم مصر ولم يردد أحد شعارا طائفيا أو فئويا أو حزبيا، ولم تكن دماء الشهداء الأبرار دماء حزبية أو طائفيه ولكنها كانت دماء مصرية. وخلص البدوي للتأكيد علي ضرورة النأي بميدان التحرير عن أن ''يفرقنا الي مسلمين وأقباط أو الي سلفيين وصوفيين ، أو أن يكفر بعضنا بعضا .. ننأي بكل قوة سياسية أو إجتماعية أن تأخذ الميدان ساحة لبث ما يفرق بعد أن كان ميدان التحرير رمزا عضيما لوحدة هذا الشعب وتماسكه''، ''لقد كان الوفد طرفا في الدعوة الي تحالف ديمقراطي من أجل مصر ووقعنا جميعا علي مبادرة تمثل البنية الأساسية للنظام الديمقراطي الحر العادل الذي ناضلت من أجله أجيال متتالية''.