ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية الأربعاء -أن أحدث استطلاع للرأي كشف عن تناقض غريب بالنسبة للمجتمع الإسلامي في أمريكا الذي يعتبر الأكثر ولاء وحماسة لبلاده ولرئيسه أكثر من الجماعات الدينية الأخري ، وأنه إلي الآن الأقل نشاطا سياسيا ويتعرض للتمييز بشكل كبير جدا. ووفقا للصحيفة قدم الاستطلاع - الذي أجراه مركز جالوب الأمريكي بشأن الجماعات الدينية في أمريكا - صورة مغايرة للصورة النمطية التي تبين المسلمين في أمريكا علي أنهم يعيشون حياة منعزلة بسبب عدم الشعور بالإرتياح المناسب داخل أو مشارك في تيار الثقافة الأمريكية، وعلاوة علي ذلك فإنه يقدم أيضا رؤية داخل تجربة المسلمين الأمريكيين عن كيف أثرت التجربة الانتخابية للرئيس باراك أوباما عليهم وكيف يثقون قليلا في الأنشطة التي يقوم بها بالنيابة عنهم. وأوضحت الصحيفة أن الاستطلاع يرسم صورة اجمالية لشخصية المجتمع ببعض التفاؤل ولكنه لا يزال يسعي للقبول بين أقرانه من المواطنين ، وأظهر الاستطلاع أن 93 بالمائة من المسلمين أعربوا عن ولائهم للولايات المتحدةالأمريكية وأن لديهم ثقة عالية في نزاهة الانتخابات الأمريكية بنسبة 57 بالمائة وأنهم أكثر تفاؤلا بشأن حياتهم خلال الخمسة أعوام المقبلة بالمقارنة مع نظرائهم من الجماعات الأخري. كما أظهر الاستطلاع أيضا أن 48 بالمائة من المسلمين في أمريكا أقروا بأنهم تعرضوا لتجارب التمييز العنصري أو الديني وأنهم يتعرضون للتمييز بدرجة كبيرة لصالح البروتستانت,والكاثوليك واليهود والموارنة والملحدين. وأشارت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إلي أن أسباب تفاؤل المسلمين علي الرغم من التمييز الذي يتعرضون له ترجع إلي أنهم يرون أن حظوظهم المالية في أمريكا بدأت تتحسن، كما أن الحالة المعيشية لحوالي 64 بالمائة من المسلمين في أمريكا قد تحسنت في عام 2011 بالمقارنة ب46 بالمائة خلال عام 2008. وأقرت الصحيفة بأن المسلمين الأمريكين تعرضوا بعد أحداث الحادي عشرمن سبتمبر لفحص دقيق ليس من قبل الأشخاص ولكن أيضا من قبل الوكالات الفيدرالية الأمريكية مثل ال"إف بي أي".مشيرة إلي أنه يرجع لأوباما الفضل في تخفيف حدة التوتر من خلال التوعية بشأن المجتمع الإسلامي في أمريكا وأيضا لمجهوداته لإنهاء المسئولية الأمريكية بشأن الحرب في العراق والتي أظهر الاستطلاع أن 83 بالمائة من المسلمين أكثر من أي جماعة دينية أخري أعربوا عن رأيهم بأن الحرب كانت خطأ. كما أشار الاستطلاع إلي أن 54 بالمائة من البروتستانت أعربوا عن رأيهم بأن المسلمين غير متعاطفين مع تنظيم القاعدة وهي أقل نسبة بين آراء الجماعات الدينية الأخري حيث أعرب 63 بالمائة من الكاثوليك و70 بالمائة من اليهود عن رأيهم بأن المسلمين لا يتعاطفون مع القاعدة.