أفاد ناشط حقوقي أن ثلاثة مدنيين قتلوا برصاص قوات الأمن السورية اليوم الاثنين، بينهم اثنان خلال الحملة العسكرية للجيش في حماة حيث سقط مئة مدني أمس، وواحد في مدينة البوكمال الحدودية 'شرق' التي بدأ الجيش دخولها. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن "إطلاق نار كثيف سمع في حي الحميدية في حماة حيث قتل شخصان بنار رجال الأمن أثناء حملة مداهمات شنتها في المدينة". وأوضح أن "إصابتهما كانت في الرأس ". وكان رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي ذكر "أن مئة مدني قتلوا الأحد في حماة برصاص قوات الأمن التي رافقت الجيش لدي اقتحامه مدينة حماة". وأكد عبد الرحمن أن "شخصا قتل وجرح آخرين في البوكمال مع بدء دخول دبابات ومدرعات وقوات أمنية إلي هذه المدينة"، مشيرا إلي أن "الاتصالات مقطوعة عنها". وقتل 137 شخصا علي الأقل برصاص قوات الأمن الأحد بينهم مئة في حماة 'وسط'، وأصيب العشرات بجروح غالبيتها خطرة خلال اقتحام الجيش عددا من معاقل الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الأسد. ونددت عواصم غربية "بالمجزرة"، بينما دعت ألمانيا مجلس الأمن إلي جلسة طارئة الاثنين. وأضاف عبد الرحمن أن "شخصين آخرين قتلا مساء الأحد في قرية معردفتين التابعة لحماة بنار عناصر موالية للنظام" السوري. وتحاول السلطات السورية إخضاع حماة التي اقتحمها الجيش من مداخلها الأربعة الأحد بعدما أن شهدت أضخم التظاهرات ضد النظام السوري خلال الأسابيع الماضية. ومنذ 1982 باتت حماة رمزا في أعقاب القمع العنيف لتمرد جماعة الإخوان المسلمين المحظورة ضد الرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس بشار الأسد والذي أسفر عن عشرين ألف قتيل، حسب تقديرات. من جهته، أفاد رئيس الرابطة أن "ليل أمس شهد كما كان متوقعا تظاهرات كبيرة في معظم المناطق والمدن السورية بعد صلاة التراويح". وأعلن ريحاوي "مقتل شخصين في ريف دمشق احدهما في الكسوة وآخر في القدم عندما استخدم رجال الأمن الرصاص الحي لتفريق تظاهرات حاشدة" في هاتين المنطقتين. وأوضح ريحاوي أن "تظاهرتين كبيرتين خرجتا واجتمعتا في حي كونيش الميدان في العاصمة" مشيرا الي ان "القوي الأمنية فرقتهما بالقوة مستخدمة الغازات المسيلة للدموع". وأضاف أن "عدة تظاهرات خرجت في ريف دمشق حيث خرج المئات في كل من جديدة عرطوز وفي عربين والتل والزبداني ودوما وحرستا وزملكا التي شهدت حملة اعتقالات ومداهمة". وتابع أن "تظاهرة حاشدة تم تفريقها بالقوة وإطلاق الرصاص الحي في درعا البلد 'جنوب' كما خرج مئات المتظاهرين في داعل 'ريف درعا' وفي أدلب 'شمال غرب' نصرة لحماة ولدير الزور". وخرجت "تظاهرات حاشدة في معظم أحياء حمص رغم الحصار وخرج مئات المتظاهرين في القامشلي 'شمال' وطرطوس وجبلة وفي اللاذقية حيث خرج نحو أربعة آلاف متظاهر في حي الرمل نصرة لمدينة حماة وللمطالبة بإسقاط النظام"، بحسب الناشط نفسه. وفي دير الزور "تجمع عشرات الآلاف من ابناء قبائل البكارة عند دوار الصالحية مطالبين بسحب الجيش كاملا من المدينة والإفراج عن المعتقلين وفي مقدمتهم الشيخ نواف البشير" الذي اعتقلته السلطات الأمنية عصر السبت. وتشهد سوريا موجة احتجاجات منذ منتصف مارس أسفرت عن مقتل حوالي 1500 مدني واعتقال أكثر من 12 ألفا ونزوح الآلاف، وفق منظمات حقوق الإنسان. وتتهم السلطات "جماعات إرهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريب وأعمال عنف أخري.