حين تزأر أمريكا من أجل حفنة من «المتاجرين» بالوطن.. وحين يتباري إعلام الغرب في تضخيم التظاهرات المحدودة.. ويوظف لها كل طاقته، لدفعها لمشهد الصدارة.. فنحن إذن أمام «وضع مقلوب». وحين يتحدث تجار «التمويل الأجنبي» عن الوطن.. والوطنية.. وينصبون من أنفسهم «حراسا» لأرض الوطن وجزره، فنحن نقول لهم، وبالفم المليان «إن فاقد الشيء لا يعطيه».. فكيف تقبض ثمن عمالتك لبيع وطنك، ثم تنصب من نفسك «وطنيا» زائفا؟ وحين يخرج بعض «العاطلين» من جحورهم، ليحاولوا العودة «علي حساب الوطن» إلي جمهور لفظهم، وشعب نبذهم، فإن دافع المصلحة الضيقة، والأنانية المفرطة، يكون هو المحرك لأمثال هؤلاء ممن انزوت من حولهم الأضواء. وحين تتحول شخصيات «مشبوهة» في احدي النقابات الي «أبواق صدئة» تتبني «دعاة التخريب والفوضي» وتفتح لهم بواباتها «واسعة» فإننا نكون أمام صنف جديد من «النقابيين الهدامين».. لا يدركون حدود دورهم، ولا مسئولياتهم، ويتجاوزون التكليف الممنوح لهم، من جمعيتهم العمومية، من «رسل للمهنة» إلي «دعاة للفوضي». ما حدث في مصر الجمعة الماضى، لا يجب أن يمر مرور الكرام، فهناك فرق بين الخلاف في الرأي، والخلاف علي الوطن.. فدعاة الإفك، ممن حرضوا الشباب علي التظاهر، وممن هيأوا لهم الأجواء، ووفروا لهم الدعم بكل مستلزماته، هؤلاء آن أوان حسابهم، ومحاسبتهم.. لأن في تركهم، استمرارًا لحالة السيولة التي تعيشها البلاد، والتي تضع الوطن برمته عند مشارف «الفوضي». هم يدركون قبل غيرهم، أن أبناء مصر الشرفاء، والذين تصدوا لتجار الأرض والعرض، والذين واجهوا الاخوان الارهابيين في عقر دارهم، وخلال وجودهم في سدة الحكم، حين بدا تفريطهم في أجزاء من ارض الوطن، من المستحيل أن يقبلوا بالتفريط في حبة رمل واحدة من أرض مصر.. فأمثالنا، وغيرنا، ممن دفعنا ثمن معارضتنا لصلح السادات مع الصهاينة، رفضا لاتفاقية كامب ديفيد، لا يمكن أن نقبل أبدًا بمن يبيع سنتيمترا واحدا من أرضنا، ولو بالمليارات. ونحن ندرك أن أبناء مصر.. قيادة وجيشا.. والذين يدفعون الثمن.. دماء..وشهداء.. عند كل اشراقة صباح.. دفاعًا عن الكبرياءً.. وحرصا علي سلامة مصر..هؤلاء نثق وبلا حدود، أن قبضتهم الوطنية، وإيمانهم الصادق، تضع الوطن الغالي،في حبات عيونهم.. وأن العلاقة مع أي جهة.. أيا كانت، لا تعني ابدًا التفريط في حبة رمل واحدة. الجميع يعلم، أن استغلال الموقف المصري الصحيح لجزيرتي تيران وصنافير، هو واحد من الأهداف التي تجمعت من حولها قوي الشر، للإضرار بمصر.. في محاولة من جانب كل المترصدين بمصر لتشويه الموقف الوطني للرئيس، وللجيش الوطني، سعيًا وراء «تهييج» الرأي العام لخلق حالة من الفوضي في كل أرجاء الوطن. لقد فعلوها يوم ان استثمروا ازمة سقوط الطائرة الروسية لضرب الاقتصاد الوطني، واظهار مصر بأنها غير قادرة علي تأمين السياح الأجانب.. وفعلوها يوم اختفي الباحث الايطالي «ريجيني» ليلصقوا الاتهام بالشرطة المصرية، ويظهروا بلدنا أمام الدنيا، وكأنها تحولت لمرتع للتعذيب والخراب وضياع حقوق الانسان..وهاهم يفعلونها في قضية الاتفاق السعودي المصري حول الجزيرتين، في محاولة سقيمة للزعم بأن مصر تفرط في حقوقها التاريخية. ولكن المؤكد، أن تآمر هؤلاء «الجبناء» مردود عليهم.. فألاعيبهم لن تدفع مصر صوب الشراك التي ينصبونها لها.. وتآمرهم لن يحصد سوي أوهام وخيالات تعشش في عقولهم.. فالشعب الذي أسقط الاخوان، وتصدي لأمريكا وذيولها، وحارب التمويل الاجنبي لمنظمات الخيانة والعمالة، وخرج منتفضًا في 30 يونية 2013، ليزيل طغمة الخيانة، وليخرس ألسنة العمالة، هذا الشعب العظيم، سيسحق كل من تسول له نفسه المساس بمصرنا العظيمة.. ولمن لا يعلمون نقول «التاريخ خير شاهد.. وخير معلم».