طالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان بترميم وتطوير القصور التاريخية والمباني التراثية بحلوان والتي تحولت لأماكن مشبوهة تقف حائط صد ضد أي تطوير وذلك في إطار ما تقوم به حالياً محافظة القاهرة بتطوير وتجميل مدينة حلوان وأكد ريحان في تصريح له اليوم الأربعاء أنه لن يتحقق ذلك إلا بحصر شامل لهذه القصور التاريخية بين وزارة الثقافة ومحافظة القاهرة طبقا للمادة الرابعة من القانون رقم 144 لسنة 2006 والتي حددت كيفية تسجيل المباني التراثية، وبهذا التسجيل تتوفر حماية لهذه المباني وتحدد الجهة المسئولة عن ترميمها وتطويرها سواء الدولة أم ورثة أصحاب هذه القصور مع تفريغ هذه المباني من أي إشغالات وتسليمها للوزارات المختصة وإيجاد حلول للمشاكل الإدارية والمالية الخاصة بملكيتها ووضعها تحت إشراف ورقابة حي حلوان. وقال إن هناك دراسة علمية متكاملة عن هذه القصور والمباني التراثية للدكتور عبد المنصف نجم أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة حلوان شملت تلك المباني بحلوان ومنها سراي أمينة هانم زوجة الخديوي توفيق التي تعود لعام 1886 والتي تشغلها حاليا المدرسة الثانوية التجارية كما أنشأ بها المسجد التوفيقي '1889' والذي لا يزال بحالته الأصلية إلي الآن، وشيدت كذلك ابنته خديجة هانم لنفسها قصرا بالجهة الشرقية من المدينة. وأضاف إن من بين القصور الأثرية بحلوان سراي علي حيدر باشا 1890 ومبني الفندق الكبير 1874 ومبني الحمامات 1899، كما شيد الخديوي إسماعيل سراي لوالدته خوشيار هانم 1877 وشيد قصرا لمنصور باشا يكن زوج إبنته توحيدة هانم أمام الحمامات مباشرة والذي لا يزال يطلق اسمه علي أهم الشوارع بحلوان، وقصر رايل بك النمساوي طبيب الخديوي الخاص وهو أحد الأطباء الذين ساهموا في اكتشاف عيون حلوان الكبريتية. وتابع أن أهم القصور التي شيدت بحلوان ولا تزال قائمة حتي الآن سراي علي حيدر باشا ناظر المالية في الفترة من 1863 إلي 1878 التي تقع عند تقاطع شارع المحطة مع شارع شريف باشا وقد سمي الشارع الذي تقع فيه هذه السراي باسم حيدر باشا، كما شهدت سراي أمينة هانم زوجة الخديوي توفيق أحداثاً هامة وهي انتقال الخديوي توفيق إليها وإتخاذها مقراً للحكم خاصة بعد احتراق سراي عابدين في 23 يوليو 1891ومكث الخديوي بها فصل الشتاء من هذا العام لحين الانتهاء من ترميم سرا ي عابدين. وأوضح أن سراي أمينه هانم قد شهدت وفاة الخديوي توفيق بها في يناير 1892 وشهدت زواج خديجة ابنة الخديوي توفيق شقيقة عباس حلمي الثاني خديوي مصر في يناير 1895حيث انتقل موكب الزفاف من سراي القبة إلي سراي حلوان ومنه إلي هذا القصر وقد تحولت إلي مدرسة ثانوية للبنين سنة 1930ثم مدرسة ثانوية تجارية للبنات وقد خربت مبانيها حاليا وتهدمت معظم أجزائها ولم يبق منها سوي المبني الرئيسي ويستخدم مبني السراي والسلاملك الآن كمخزن لحفظ مخلفات المدرسة. وأشار ريحان إلي فندق الحمامات الكبير الذي أنشئ عام 1874 ويقع حاليا بالجهة الشمالية الشرقية للحمامات عند التقاء شارع منصور مع شارع لطيف والذي يتشابه تخطيطه مع تخطيط معهد القديس جون بمدينة كامبرج بإنجلترا '963ه / 1555م'، وكان فندق الحمامات مخصصا لنزول من يقصد الحمامات من الأمراء والباشوات والأجانب للانتفاع بالمياه المعدنية واستمر يستخدم في الغرض الذي خصص له حتي 9 مارس سنة 1926 حيث استردته الحكومة من شركة اللوكاندات التي كانت تستأجره وتسلمته نظارة المعارف فيما بعد وشغلته مدرسة حلوان الثانوية للبنات من سنة 1927 إلي الآن ولا يزال هذا الفندق بشكله الأصلي ما عدا الواجهة الغربية الرئيسية التي أزيلت كرانيشها وطليت بطلاءات