أظهر رئيس وزراء النمسا المستشار فيرنر فايمن رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، موقفاً إنسانياً مشرفاً إزاء التعامل مع أزمة تكدس المجر باللاجئين القادمين من صربيا، الذين فر أغلبهم من جحيم الحرب الدائرة في سوريا، وذلك بالتنسيق مع المستشار الألمانية انجيلا ميركل، حيث اتفقا رئيسا الحكومتين علي استقبال اللاجئين وضغطا في المقابل علي رئيس وزراء المجر، اليميني المحافظ، فيكتور اوربان، لإطلاق سراح اللاجئين الذين احتجزتهم السلطات المجرية علي مدار ثلاثة أيام تعرضوا خلالها لظروف إنسانية سيئة للغاية. وأكد فايمن التزامه عملياً بالمعايير الأخلاقية للقيم الأوروبية والدولية، إزاء مساعدة لاجئي الحروب ولم يتهرب من مسئولية إيواء اللاجئين مثلما فعل رؤساء حكومات أوروبية أخري، وظهر هذا الالتزام الأخلاقي في استجابته ومسارعته لنجدة اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في المجر، وذلك علي الرغم من تعرضه لهجوم شديد من قبل حزب 'الحرية' اليميني المتشدد المعارض، برئاسة هاينز شتراخه، الذي تشير نتائج آخر استطلاعات الرأي، إلي تبوأه المركز الأول وزيادة رصيده الشعبي إلي 30% من إجمالي عينة الدراسة، مقابل تقلص شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي 'SPÖ' إلي نسبة 25% وتأخره إلي المركز الثاني، بسبب تداعيات أزمة تدفق اللاجئين وتخوف المواطنين النمساويين من زيادة أعدادهم في النمسا، وكذلك بسبب تأثير دعاية حزب الحرية اليميني، الذي يتهم الحكومة دوماً بالتساهل مع اللاجئين ويطلب منها في المقابل فرض إجراءات مشددة لمنع دخولهم إلي النمسا، وهي السياسة التي يستغلها اليمين المتطرف للاستفادة من أزمة اللاجئين بهدف تحقيق غايات ومكاسب انتخابية، خاصة وأن الانتخابات البرلمانية المحلية لولاية 'النمسا العليا' ستجري أواخر شهر سبتمبر الجاري، وانتخابات ولاية 'فيينا' البرلمانية المحلية في شهر أكتوبر المقبل.