أثارت تصريحات المرشد الإيراني، علي خامنئي، بشأن دول المنطقة، ردود فعل مستنكرة، علي رأسها البحرين التي رفضتها، وكشفت عن تورط طهران بفتح معسكرات لتدريب مجموعات إرهابية. ولايزال صدي الخطاب الذي ألقاه خامنئي في عيد الفطر يتردد بين الأروقة الإقليمية والدولية، لاسيما في الجزء الذي أشار فيه إلي أن طهران لن تتخلي عن دعم أصدقائها بالمنطقة، وخاصة المعارضة البحرينية. وتوالت ردود الفعل الرافضة لهذه التصريحات، فوزير الداخلية البحريني، راشد عبد الله آل خليفة، اتهم طهران بفتح معسكرات لتدريب إرهابيين وإيواء مطلوبين لديها، وبتهريب مواد متفجرة وأسلحة وذخائر إلي البحرين. كما استدعت الخارجية البحرينية القائم بأعمال السفارة الإيرانية بالإنابة لدي المنامة، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية علي تصريحات خامنئي الداعمة للمعارضة، التي وصفها وكيل الوزارة بالتدخل الفج والمرفوضة. وجاءت ردود الفعل الرسمية لتكرس تاريخا حافلا من الصدامات بين البلدين، الذي يخيّم علي علاقاتهما البعد الطائفي مع فإيران تصنف نفسها وصياً شرعياً علي 'شيعة المنطقة'. ومنذ شعار تصدير الثورة الذي رفعه النظام في طهران خلال العقد الأول من الثورة، كانت البحرين أول هدف. واتهمت سلطات المنامةإيران بدعم الاحتجاجات ضد الحكومة منذ عام 2011. لكن البحرين لم تترك وحيدة في الدفاع عن نفسها، فدول مجلس التعاون الخليجي، وعلي لسان أمينها العام عبد اللطيف الزياني، شددت علي عملها كمنظومة أمنية متكاملة في مواجهة المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة. كما رفضت وزارة الخارجية المصرية هذه التصريحات جملة وتفصيلا، وشددت علي أهمية الالتزام بسياسة حسن الجوار وعلي تضامن مصر مع العرب في مواجهة أي تدخلات خارجية. ورغم أن تصريحات خامنئي ليست بجديدة في جوهرها، لكنها تثير من جديد التوجس تجاه مطامع إيران حتي بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران قبل عدة أيام مع الدول الكبري.