كشفت المعلومات الواردة من محافظة الأنبار العراقية عن حجم الخطر الذي يهدد المدنيين، حيث أفادت مصادر عن منع داعش لأهالي الفلوجة من مغادرة المدينة وسقوط قتلي وجرحي في الرمادي بغارات جوية. وغداة إطلاق عمليات لتحرير المحافظة من داعش واحتدام المواجهات، أكد مصدر محلي أن التنظيم المتشدد 'يحتجز أهالي الفلوجة لاستخدامهم كدروع بشرية' ويضع في المقابل عدة شروط مقابل السماح لهم بالمغادرة. وقال إن 'تنظيم داعش يقوم بمنع عوائل سكان الفلوجة الخروج من المدينة.. يطلب منهم شروط تعجيزية للخروج من المدينة، منها مبالغ مالية تصل إلي 800 دولار علي الشخص الواحد كفدية.. '. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، 'أما الشرط الثاني الذي فرضه داعش علي أهالي الفلوجة، هو أن يحصلوا علي موافقة المحكمة الشرعية لتنظيم داعش في المدينة.. '. وبالتزامن مع ممارسات داعش، أشار المصدر إلي أن الجيش يغلق 'أغلب طرق الخروج من الفلوجة' و'لا يسمح لأي شخص الخروج إلي أماكن أخري آمنة'. وأشار إلي أن أهالي المدينة، التي يسيطر عليها المتشددون، باتوا 'ضحية الحروب بين مطرقة داعش وسندان الجيش والحشد الشعبي'، مؤكدا أن القصف العشوائي علي المدينة أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء. وفي الرمادي، عاصمة الأنبار والتي يسيطر عليها داعش أيضا وتسعي القوات العراقية لاستعادتها، كشفت مصادر محلية عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين في قصف جوي لطائرات الجيش. وقالت المصادر إن مروحيات الجيش العراقي ألقت '13 برميلا متفجرا علي حي التأميم شمال شرقي مدينة الرمادي.. وأنباء عن سقوط قتلي وجرحي بالعشرات في صفوف المدنيين'. وفي حين أشارت المصادر المدنية إلي أن القصف الجوي والمدفعي طال أيضا الأحياء السكنية في منطقة الطاش، أعلن مصدر أمني مقتل 27 عنصرا من داعش بعد السيطرة علي المنطقة. وكانت القيادة المشتركة للقوات العراقية قد أعلنت الاثنين انطلاق عمليات 'لتحرير الأنبار'، التي يسيطر التنظيم علي مساحات واسعة منها، بعد ساعات من شن الائتلاف الدولي غارات مكثفة قربها. وعمدت القوات العراقية الثلاثاء علي شن 'قصف عنيف' علي مواقع لداعش علي أطراف الرمادي في محاولة لاستهداف 'خطوط الصد والدفاع للتنظيم'، حسب المصادر الأمنية. وبالتزامن مع المعارك في الأنبار، قتل خمسة أشخاص علي الأقل مساء الثلاثاء في تفجير سيارة مفخخة في قضاء الخالص في محافظة ديالي شمال شرق العاثمة بغداد، في هجوم تبناه تنظيم الدولة. وقال ضابط في الجيش برتبة عقيد إن سيارة مفخخة انفجرت قبيل موعد الإفطار في قضاء الخالص '60 كلم شمال غرب بغداد'، مما أدي إلي مقتل خمسة أشخاص علي الأقل وإصابة 11 آخرين. يشار إلي أن السلطات العراقية كانت قد أعلنت في يناير 'تحرير' ديالي، إلا أن داعش عاود في الأسابيع الماضية استهداف بعض مناطق المحافظة بتفجيرات انتحارية وسيارات مفخخة وعبوات ناسفة.