لعل أبرز ما يشتهر به الدوري الإيطالي هو الأسلوب الدفاعي، الأمر الذي قد يلقي انتقادًا من قبل الكثيرين، نظرًا لأن المتعة الحقيقية في كرة القدم هي الأسلوب الهجومي وتسجيل الأهداف. ولكن مع هذا، فإن الأمر الذي لا يمكن إغفاله أن الدوري الإيطالي 'السيريا أ' أصبح يضم عددا كبيرا من المواهب الهجومية القادرة علي صنع وتسجيل الأهداف، وبدا هذا واضحا في الموسم المنتهي الذي شهد تسجيل 1024 هدفا، وهو أكثر مما سجل في الليجا الإسبانية والبريميرليج الإنجليزي. ونجح العجوز المخضرم 'لوكا توني' نجم هجوم فريق هيلاس فيرونا في اقتناص لقب هداف الدوري الإيطالي في الموسم المنقضي بالتساوي مع ماورو إيكاردي لاعب إنتر ميلان، برصيد 22 هدفا، وذلك رغم بلوغ لوكا توني 38 عاما. ونجح لوكا توني بأهدافه ال 22، في الإبقاء علي فريقه هيلاس فيرونا في منطقة الأمان، كما لم يقتصر دور اللاعب علي تسجيل الأهداف فقط، ولكنه حقق انتعاشة في أداء الفريق في الجانبين الدفاعي والهجومي. وحتي الآن لم تتضح الصورة بشأن مستقبل لوكا توني نجم منتخب إيطاليا السابق الذي مازال يتمتع بحيوية الشباب رغم أعوامه الثمانية والثلاثين. من ناحية أخري، يعد الأرجنتيني ماورو إيكاردي الذي أعاد اكتشاف نفسه، رغم الموسم السئ الآخر الذي قدمه فريقه، بعدما فقد مثل جاره ميلان فرصة المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، عاملا حاسما في فوز إنتر بعشرين نقطة من بين ستين جمعها هذا الموسم. ويتميز إيكاردي بالقوة والحسم في اتخاذ القرار أمام المرمي، واستفاد كثيرا من عودة المدرب روبرتو مانشيني لقيادة الفريق، ومن خلال التوجيهات التي يحصل عليها من مواطنه رودريجو بالاسيو داخل الملعب. أما ثالث الهدافين، فهو الأرجنتيني كارلوس تيفيز نجم فريق يوفنتوس الذي أعاد اكتشاف نفسه منذ قدومه من مانشستر سيتي الإنجليزي في صيف 2013 مقابل 10 ملايين يورو. ويؤكد تيفيز يوما بعد يوم أن اليوفي كسب مهاجما من العيار الثقيل، حيث سجل حتي الآن 50 هدفا للسيدة العجوز منها 20 هدفا في الدوري هذا الموسم، حيث ساهم بقوة في ضمان فوز الفريق بلقب الدوري للمرة الرابعة علي التوالي والأولي تحت قيادة المدير الفني ماسيمليانو أليجري الذي حقق الثنائية في أول مواسمه مع الفريق، ويسعي غدا لتحقيق الثلاثية بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. ويتميز تيفيز بمجهوده الوافر وقدراته الهجومية الكبيرة وحماسه وتعطشه الذي لا يتوقف للتهديف.. ومع اليوفي قضي تيفيز علي أكذوبة عدم القدرة علي إظهار قدارته الهجومية في دوري الأبطال، إذ نجح في إحراز سبعة أهداف في بطولة الموسم الحالي كان لها اثرها في قيادة الفريق إلي المباراة النهائية أمام برشلونة الإسباني في برلين.