قال شاهد ان انصار الرئيس حسني مبارك اطلقوا النار يوم الخميس علي محتجين مطالبين بتنحيته مما ادي الي اصابة سبعة اشخاص بعد ما اعتبره كثيرون محاولة قمع تدعمها الحكومة للمظاهرات المطالبة بالديمقراطية. ونقلت قناة العربية عن طبيب في الموقع قوله ان محتجا قتل مع تفجر قتال جديد في ميدان التحرير خلال الليل. وقال الشاهد ان محتجين اثنين اخرين جرحوا بالحجارة. ووعد مبارك يوم الثلاثاء بتسليم السلطة في سبتمبر ايلول في محاولة لنزع فتيل تحد غير مسبوق لحكمه الذي بدأ قبل 30 عاما مما اثار غضب المحتجين الذين يريدونه التنحي فورا ودفع الولاياتالمتحدة لان تقول ان التغيير "لابد وان يبدأ الان." وبعد ذلك بيوم طلب الجيش من الاصلاحيين العودة الي بيوتهم وقام انصار مبارك مهاجمة المحتجين في ميدان التحرير بالقاهرة ملقين قنابل بنزين وشاهرين عصي ويمتطون خيولا وجمالا. ورد المتظاهرون المعارضون لمبارك بالقاء الحجارة وقالوا ان المهاجمين شرطة في ملابس مدنية. ونفت وزارة الداخلية هذا الاتهام ورفضت الحكومة المصرية دعوات دولية كي ينهي مبارك حكمه الان . وادي هذا الزجر الواضح مع تصاعد اعمال العنف بعد ايام من المظاهرات الهادئة نسبيا الي تعقيد الحسابات الامريكية لتحول منظم للسلطة في مصر. وفي تصريحات واضحة قال مسؤول امريكي كبير ان من الواضح ان"شخصا ما مواليا لمبارك اطلق هؤلاء الرجال في محاولة لتخويف المحتجين." ووقفت قوات الجيش والدبابات دون تدخل مع احتدام اعمال العنف. وبحلول الليل يوم الاربعاء كان المحتجون مازالوا يتمسكون بمواقعهم في ميدان التحرير بؤرة الاحتجاجات ضد الظلم والصعوبات الاقتصادية التي دخلت الان يومها العاشر. واستمرت المناوشات حتي ساعة متأخرة من الليل وهناك اطلاق نار متقطع مع حرائق نتيجة استخدام قنابل حارقة. ولكن بحلول الساعة الثالثة صباحا '0100 بتوقيت جرينتش' يوم الخميس هدأ الميدان الي حد ما ولكن مع استمرار وجود اناس من الجانبين في المنطقة. وقتل 145 شخصا علي الاقل حتي الان ووقعت احتجاجات في شتي انحاء مصر. وقالت نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان ان مايصل الي 300 شخص ربما يكونون قتلوا. وحث عمر سليمان نائب الرئيس المصري المتظاهرين البالغ عددهم الفان والذين يقيمون في ميدان التحرير علي المغادرة والالتزام بحظر تجول لاستعادة الهدوء. وقال ان بداية الحوار مع الاصلاحيين والمعارضة يتوقف علي انهاء احتجاجات الشوارع. ولكن المحتجين المتحصنين في الميدان ضد انصار مبارك يحاولون اختراق الحاجز المؤقت. وقال احمد ماهر الذي رأي انصار مبارك يحملون سيوفا وسكاكين لرويترز ان هذا المكان سيتحول الي مجزرة قريبا اذا لم يتدخل الجيش. وقال مسؤولون ان ثلاثة قتلوا في اعمال العنف التي وقعت يوم الاربعاء وقال طبيب في الموقع ان اكثر من 1500 جرحوا. وفي رد فعل علي الاضطرابات في مصر قال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض "اذا حرضت الحكومة علي اي من اعمال العنف تلك فيجب وقف ذلك علي الفور." ودعا الزعيم المعارض محمد البرادعي الحاصل علي جائزة نوبل للسلام الجيش الي التدخل لوقف اعمال العنف. وفي حثها المحتجين علي اخلاء الشوارع ابلغتهم القوات المسلحة ان مطالبهم سمعت. ولكن البعض مصمم علي احتلال الميدان حتي تنحي مبارك. وانحي خليل وهو رجل في الستينات من عمره كان يحمل عصي باللائمة علي انصار مبارك ورجال الامن السريين في هذه الاشتباكات. وقال لرويترز انهم لن يغادروا والجميع باقون. وقال شعبان متولي طالب كلية الطب البالغ من العمر 22 عاما مع حلول الليل ان احداث الاربعاء بثت فيه الروح ومهما كانت دمويتها وعنفها فانه سيبقي مع اشقائه وشقيقاته في ميدان التحرير حتي اما يموت او يترك مبارك البلاد. ودعا ائتلاف للمعارضة التي تضم جماعة الاخوان المسلمين الي مزيد من الاحتجاجات. وقال انها لن تتفاوض الا مع سليمان وهو مدير سابق للمخابرات عين نائبا للرئيس في مطلع الاسبوع فور تقاعد الرئيس. واثارت الازمة قلق الولاياتالمتحدة والحكومات الغربية الاخري والتي كانت تعتبر مبارك حصنا للاستقرار في منطقة متقلبة واثارت احتمال امتداد الاضطرابات الي دول عربية مستبدة اخري. واتصل الرئيس الامريكي باراك اوباما بمبارك البالغ من العمر 82 عاما يوم الثلاثاء لحثه علي التحرك بشكل اسرع بشأن التحول السياسي. وقال جيبز ان"الرسالة التي ابلغها الرئيس بشكل واضح للرئيس مبارك هي ان وقت التغير حان." واضاف "الان يعني الان." واكدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في اتصال مع سليمان هذا الموقف الامريكي. ولكن مبارك ظل متشبثا بموقفه يوم الاربعاء . ورفض بيان لوزارة الخارجية المصرية دعوات امريكية واوروبية لبدء التحول فورا قائلة انهم يهدفون الي "تأجيج الوضع الداخلي" في مصر. وقال روبرت دانين وهو مسؤول امريكي كبير سابق ويعمل الان في مجلس العلاقات الخارجية "يبدو ان هذا زجر واضح لجهود ادارة اوباما والمجتمع الدولي في محاولة للمساعدة في ادارة تحول سلمي من مبارك الي مصر جديدة وديمقراطية." وتقدم الادارة الامريكية للجيش المصري مساعدات تبلغ 1.3 مليار دولار سنويا. ولكن الدعم الدولي لمبارك وهو طرف رئيسي في عملية السلام بالشرق الاوسط والدفاع في مواجهة التشدد الاسلامي تداعي مع محاولة للخروج من الازمة. وحثت فرنسا والمانيا وبريطانيا ايضا علي تحول سريع. وجاءت بعض كلمات التشجيع القليلة له من السعودية وهي بلد يري بعض المحللين انها عرضة لانفجار مماثل للسخط. وتراقب اسرائيل ايضا بتوتر الوضع في مصر. وفي مطلع الاسبوع اجري مبارك تعديلا في حكومته ووعد باجراء اصلاحات ولكن ذلك لم يكن كافيا بالنسبة للحركة المطالبة بالديمقراطية. وخرج مليون شخص الي شوارع المدن المصرية يوم الثلاثاء. وتحدث محتجون كثيرون عن موجة جديدة يوم الجمعة للاحتشاد عند قصر الرئاسة بالقاهرة للاطاحة بمبارك.