جامعة بني سويف: مستعدون لاستقبال 110 آلاف طالب مع بداية العام الجديد    النواب يترقب قرارا جمهوريا بالدعوة للانعقاد في الدور الخامس والأخير    مشاركة منتدى شباب العالم في «قمة المستقبل» تتويج لجهوده.. منصة تبادل الأفكار والرؤى حول قضايا التنمية والسلام العالمي    السيسي يتابع مشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار    التحالف الوطني: قدرات الشباب وإمكانياته منجم مهم جدًا للعمل الأهلى    توجيهات جديدة من السيسي للحكومة بشأن الكهرباء وزيادة استهلاك الطاقة    كامل الوزير: تشكيل جمعية للمستثمرين بكل منطقة صناعية تتولى أعمال الصيانة والتأمين    محافظ الجيزة يتوعَّد المخالفين: التعامل بكل حزم لاسترداد أراضي الدولة المتعدى عليها    كيف تكون مستثمرا ناجحا في الأسهم؟    إصابة طفل خلال اقتحام قوات الاحتلال لوسط نابلس في الضفة الغربية    صممها بنفسه.. ترامب يطلق عملته الرسمية من الفضة الخالصة    القوات الإسرائيلية تعتقل 10 فلسطينيين من الضفة الغربية    خبير رياضي: درع الدوري الجديد لا يليق بعراقة البطولة    ديفيز يثير الجدل بشأن مستقبله مع بايرن ميونخ    مدرب بيراميدز:هدفنا المنافسة على كل البطولات في الموسم الجديد    "هيخسر كتير بدونه".. عضو الرابطة يكشف حقيقة طلبه تغيير اللائحة بسبب الأهلي    إحالة عاطل متهم بالتحرش بفتاة في حدائق القبة للمحاكمة    ضبط مسجل خطر وزوجته لتنفيذ حكم بالسجن 6 سنوات بالإسماعيلية    ضبط8 عصابات و161 قطعة سلاح وتنفيذ 84 ألف حكم خلال 24 ساعة    بعد أزمة النزلات المعوية- نائب محافظ أسوان: معندناش حاجة نخاف منها تعالوا صوروا    "عايزة الريتش يعلى".. اعترافات طالبة نشرت فيديو ادعت فيه تعرضها للسرقة    العدل تطلق خدمة التصديق المتنقل لكبار السن وذوي الهمم | فيديو    أول تعليق من زوجة المطرب إسماعيل الليثي بعد وفاة ابنها    أول تعليق من زوجة إسماعيل الليثي بعد وفاة نجلها    في ذكرى رحيل هشام سليم.. محطات فنية في حياة نجم التسعينيات    بسمة وهبة تعلق على سرقة أحمد سعد بعد حفل زفاف ابنها: ارتاحوا كل اللي نبرتوا عليه اتسرق    أونروا: مخيمات النازحين تعرضت اليوم لأول موجة أمطار فى خان يونس جنوب غزة    تفاصيل مسابقة الأفلام القصيرة والتصوير الفوتوغرافي ب"الكاثوليكي للسينما"    كريم الحسيني يعلن اعتزاله ويحكي موقفا محرجا جمعه ب محمد رمضان ويشكر من خذلوه    الانتهاء من نقل أحد معالم مصر الأثرية.. قصة معبد أبو سمبل    الصحة تقدم 15 ألف خدمة في طب نفس المسنين تزامنًا مع اليوم العالمي للتوعية بألزهايمر    اليوم العالمي للتوعية بالزهايمر.. ماذا قدمت الصحة في مجال "طب نفس المسنين"؟    الصحة تنظم ورشة عمل لبحث تفعيل خدمات إضافية بقطاع الرعاية الأساسية    المضاعفات خطيرة.. برلمانية للحكومة: متى تنتهي معاناة مرضى السكر مع نقص الأنسولين؟    أدعية للأم المتوفاه.. دار الإفتاء تنصح بهذه الصيغ (فيديو)    بلغة الإشارة.. الجامع الأزهر يتدبر معاني سورة الشرح    مفاجأة مدوية في عقد إعارة يحيى عطية الله للأهلي    شقيق زوجة إمام عاشور يثير الجدل بسبب الاحتفال بدرع الدوري.. ماذا فعل؟    فرصة لشهر واحد فقط.. موعد حجز 1645 وحدة إسكان ب8 مدن جديدة «التفاصيل»    الاحتلال: إطلاق 150 صاروخا ومُسيرة على شمال إسرائيل    محافظ الشرقية يفتتح مدرسة كفر الدير الإعدادية بقرية التلين بمنيا القمح    أخبار الأهلي: قرار جديد في الأهلي بشأن علي معلول قبل مواجهة الزمالك    رئيس مدينة الغردقة يتابع خط سير الأتوبيسات الجديدة    تحرير 148 محضرًا للمحال المخالفة لمواعيد الغلق الرسمية    مفاجأة بشأن مصير «جوميز» مع الزمالك بعد السوبر الإفريقي    متصلة تشتكي: ابني طلب يحط إيده على منطقة حساسة.. وداعية ينصح    ختام أول أسبوع لشباب الجامعات التكنولوجية.. طلاب الدلتا يتصدرون الجوائز    رؤساء التحرير يواجهون وزير التعليم بكل ما يشغل الرأى العام: محمد عبداللطيف: التعليم قضية وطن    وزير الإسكان يفتتح الدورة التاسعة لملتقى "بناة مصر "    ارتفاع قتلى انفجار منجم فحم في إيران إلى 51    الأكثر عدوى.. الصحة العالمية توضح كيفية الوقاية من متحور فيروس كورونا الجديد إكس إي سي؟‬    الاحتلال يوسع دائرة الصراع والتصعيد العسكري بالشرق الأوسط.. مجازر مستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة    ب«التكاتك والموتوسيكلات».. توافد طلاب البحيرة على المدارس في أول أيام العام الدراسي الجديد    ارتفاع حصيلة الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية ببيروت إلى 45 شهيدا    "كلامه منافي للشرع".. أول تعليق من على جمعة على تصريحات شيخ الطريقة الخليلية    خطيب المسجد النبوي يُحذر من الشائعات والخداع على وسائل التواصل الاجتماعي    عالم أزهري: الشعب المصري متصوف بطبعه منذ 1400 سنة    وزير الخارجية يلتقى المفوض السامي لحقوق الإنسان بنيويورك (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العادلي للأهرام: ضبط 19 انتحاريًا قبل قيامهم بعمليات إرهابية بدور العبادة

كشف السيد حبيب العادلي وزير الداخلية في حواره مع جريدة الاهرام عن تفاصيل ضبط 19 انتحاريًا ينتمون لتنظيم
القاعدة قبل قيامهم بعمليات إرهابية ضد دور العبادة في بعض المحافظات ، وأكد أن هذا التنظيم مرتبط بالقاعدة في العراق، وكون مجموعة تستهدف المسيحيين والمسلمين، والمتهم أحمد لطفي إبراهيم المتورط في جريمة الإسكندرية كان علي اتصال بهذا التنظيم بشكل مباشر
تحدث العادلي حول المخططات التي نجحت أجهزة الأمن في الكشف عنها، ويكشف للمرة الأولي عن القبض علي تنظيم يضم 19 انتحاريا قبل القيام بعمليات إرهابية ضد دور العبادة في عدة محافظات.
بدا وزير الداخلية هادئا واثقا في نفسه، وهو يتحدث خلال اللقاء، ويجيب علي كل التساؤلات التي طرحت علي مائدة الحوار، فهذا الرجل الذي يمسك بزمام الموقف الأمني طيلة السنوات الماضية يعرف متي يتحدث ويبوح بما لديه من كنوز ومعلومات.
كانت "الأهرام" معه، لكي تحاوره في يوم الاحتفال بعيد الشرطة، فجهاز الأمن حصل علي تقدير كبير من الرئيس مبارك، وهو يثني عليهم لكشف جريمة الإسكندرية، والرجل الذي يجلس علي رأس المؤسسة الأمنية حقق للوطن إنجازات يشهد لها العالم.
حبيب العادلي من الوزراء القلائل الذين لا يتحدثون دائما، فهو لا يحب الظهور الإعلامي، فلديه عمل مستمر وشاق طوال ساعات اليوم يتابع ما يحدث داخل هذا الوطن، وبرغم كل هذا فهو قاريء جيد ومتابع لوسائل الإعلام، وفي ظل مقابلاته مع المهنئين بالعيد، جري هذا الحوار الساخن والمثير .
وشرح الوزير تفاصيل الوصول للمتهم قائلا: قمنا بعملية التفتيش للمنزل وقتها كان هو في الخارج وألقي القبض عليه وتسلمناه، وجري استجوابه في سرية تامة، وهنا كشف لنا المتهم حقيقة ما حدث بخط يده وأنه عضو في القاعدة ومرتبط بجيش الإسلام في غزة، وسافر عام 2008 إلي غزة والتقي قيادات التنظيم هناك، وعاد إلي مصر وظل علي تواصل معهم عبر شبكة الإنترنت.
ويستطرد وزير الداخلية في شرح الإعترافات التي أدلي بها المتهم أحمد لطفي إبراهيم: 'كلفوني جيش الإسلام الفلسطيني برصد مجموعة من دور العبادة في بعض المحافظات ومنها الفيوم، والإسكندرية، والقيام بعملية رفع كاملة لكنيسة القديسين بالإسكندرية، وقام بالتقاط الصور لها من الرصيف المواجه لها أمام المسجد وأرسل هذه الصور لجيش الإسلام عبر الإنترنت وبعد تلقيهم تلك الصور التي تضم دور العبادة، طلبوا منه أيضا تجهيز شقة وسيارة، ورد عليهم بإمكانيته توفير سكن لإيواء العناصر الإرهابية التي ستكلف بالتنفيذ، إلا أنه طلب منهم عدم شراء سيارة بل عرض عليهم أن يكون التنفيذ من خلال عمل استشهادي، كما طرح المتهم أحمد لطفي علي قيادة جيش الإسلام أن يكون التنفيذ في كنيسة القديسين، والتي سبق أن رصدها وصورها.
وأكد أن المتهم لا يعلم شيئا عن المنفذين، لكنه يعلم أن جيش الإسلام الفلسطيني يضع قاعدة تقول: إن المنفذين لعمليات في مصر لا يكون من عناصر مصرية.
وشدد علي أن وزارة الداخلية تحارب الأنفاق لأنها تعتبر مصدرا خطيرا جدا وتمثل تهديدا لأمننا القومي. فهذا التنظيم وفي عملياته داخل مصر يتم تكليف العناصر المنفذة من غير المصريين أو الفلسطينيين.
وطالب الوزير المثقفين بضرورة توعية الشباب الذي يدعو إلي التظاهر ، وأهمية حب الوطن التي سيحكمونها في يوم من الأيام.
وأوضح أن نزول الشباب إلي الشارع ليس له تأثير، لأن الأمن قادر علي ردع أي خروج، فأي مساس بأمن مواطن أو بممتلكات خاصة أو عامة لن نتهاون فيه علي الإطلاق، أما التعبير عن الرأي ووقوفنا وقفات لفترات محددة فالشرطة ستحميكم، فهذا أمر مرحب به، والشرطة ترحب باختياركم لهذا اليوم للاحتفال بشهدائها لكي تعبروا عن آرائكم.
نلتزم بضبط النفس ولكن إلي حدود .. التهاون يخلق حالة من الفوضي وأي مسئول أمني لا يمكن أن يسمح بتداعي أعمال تمثل جرائم إعتداء وإتلاف تمس بالاستقرار .. فالأمر يوجب تدخل حازما وفوريا .. وفق أحكام القانون.
- ما بداية خيوط التوصل لكشف ملابسات جريمة الإسكندرية؟
أول شيء التوفيق من الله سبحانه وتعالي، كان لدينا مجموعة من تنظيم الجهاد ألقي القبض عليهم، والتغير الذي يشهده العالم الآن، استهداف المسيحيين واليهود، لأن تنظيم القاعدة استطاع تكوين قاعدة كبيرة من العناصر المنتمية لهذا الفكر، ولكن القدرة علي التنظيم والتنفيذ مثلما كان في الماضي أصبح في غاية الصعوبة، لكنه يقوم بعمليات تجنيد وتدريب وتثقيف علي العمل الإرهابي من خلال الإنترنت، وأيضا شرح التعليمات لكيفية تجنب الرصد الأمني، وتجهيز العبوات المتفجرة، وشراء المواد المتوافرة في الأسواق، ويصل معك إلي الجانب الذي أصبح سهلا لأي تنظيم إرهابي وهو خلق الانتحاري وحسب قاعدتهم ما يطلقون عليه 'الاستشهادي'، وهي العناصر التي اقتنعت بالفكر وهذا التوجه وهؤلاء لا تكون لديهم النشأة الدينية، يختارون عناصر معينة يمكن السيطرة عليها وإقناعها بالأفكار الجهادية والتكفيرية، وجزء كبير من هؤلاء قد تكون ظروفهم المعيشية صعبة جدا، وهذا ما يدفعه لإقناع نفسه بأن الاستشهاد سيكون مصيره الجنة.
وأدي ذلك إلي زيادة هذه العناصر وصعوبة المواجهة الأمنية لكنها أصبحت سهلة في الجانب الآخر لأي قيادة تنظيم لنجاح عمليته أو جريمته، ويتراسل هؤلاء عبر الإنترنت.
في الفترة الماضية كشفنا عن مجموعة من الانتحاريين المدفوعين من الخارج إلي مصر، وهم من تونس وليبيا، أخذوا من مصر مقرا لعبورهم للانتقال إلي دول أخري ومنها إلي العراق للانضمام إلي ما يسمي بدولة العراق الإسلامية.
وتنظيم القاعدة الآن له ثلاثة مراكز رئيسية هي قاعدة العراق والمغرب والجيش الإسلامي في غزة، وهذه محطات للتنظيم في المنطقة. ومنها تصدر التوجيهات والتكليفات للعناصر للقيام بعملياتها في هذه الدولة أو تلك ومنها مصر، وعندما وقعت جريمة الإسكندرية قلت إن هذه آياد خارجية.
- ما الدليل الذي دفع وزير الداخلية للربط بين هذه الجريمة والخارج في وقت مبكر؟!
كان هناك تهديد سابق من القاعدة باستهداف الكنائس، وأيضا ما لدينا من معلومات وخبرات وما تحت يدنا قبل عملية الإسكندرية من ضبط هذه المجموعة والعثور معها علي أسلحة وذخائر وأوراق تخص تنظيم القاعدة ورسومات لمعاينات لدور العبادة في الوجه القبلي والإسكندرية، وهذا التنظيم مرتبط بالقاعدة في العراق وكان يستهدف دور العبادة، ويضم 19 انتحاريا، والمتهم أحمد لطفي إبراهيم المتورط في جريمة الإسكندرية كان علي اتصال بهذا التنظيم بشكل مباشر، وفور وقوع الجريمة سارعت أجهزة الأمن بتفتيش منزل لطفي، وأمرت استجواب الانتحاريين ال 19 لعل وعسي، لكن لم يظهر شيء أو أن لهم علاقة بهذه العملية، في هذه المرحلة كان أحمد لطفي قد سافر لإجراء جراحة في أذنه.
- لو كان أحمد لطفي قد ألقي القبض عليه من قبل، هل كان ذلك سيؤدي لإجهاض تنفيذ الجريمة؟
نعم.. أتصور أو علي الأقل كان أرشد عن المتهمين أو حصلنا منه علي المعلومات قبل التنفيذ.
ويستكمل السيد حبيب العادلي شرح تفاصيل الوصول للمتهم: قمنا بعملية التفتيش للمنزل وقتها كان هو في الخارج وألقي القبض عليه وتسلمناه، وجري استجوابه في سرية تامة، وهنا كشف لنا المتهم حقيقة ما حدث بخط يده وأنه عضو في القاعدة ومرتبط بجيش الإسلام في غزة، وسافر عام 2008 إلي غزة والتقي قيادات التنظيم هناك، وعاد إلي مصر وظل علي تواصل معهم عبر شبكة الإنترنت.
ويستطرد وزير الداخلية في شرح الاعترافات التي أدلي بها المتهم أحمد لطفي إبراهيم: 'كلفوني جيش الإسلام الفلسطيني برصد مجموعة من دور العبادة في بعض المحافظات ومنها الفيوم، والإسكندرية، والقيام بعملية رفع كاملة لكنيسة القديسين بالإسكندرية، وقام بالتقاط الصور لها من الرصيف المواجه لها أمام المسجد وأرسل هذه الصور لجيش الإسلام عبر الإنترنت وبعد تلقيهم تلك الصور التي تضم دور العبادة، طلبوا منه أيضا تجهيز شقة وسيارة، ورد عليهم بإمكانيته توفير سكن لإيواء العناصر الإرهابية التي ستكلف بالتنفيذ، إلا أنه طلب منهم عدم شراء سيارة بل عرض عليهم أن يكون التنفيذ من خلال عمل استشهادي، كما طرح المتهم أحمد لطفي علي قيادة جيش الإسلام أن يكون التنفيذ في كنيسة القديسين، والتي سبق أن رصدها وصورها.
منفذ حادث الإسكندرية غير مصري
- وماذا عن العناصر المنفذة، هل كشف عنهم؟
هو لا يعلم شيئا عن المنفذين، لكنه يعلم أن جيش الإسلام الفلسطيني يضع قاعدة تقول: إن المنفذين لعمليات في مصر لا يكون من عناصر مصرية أو فلسطينية، ويضيف وزير الداخلية بلهجة قوية: الآن الحركة عبر الحدود إرهاب أنفاق، ولا يمكن لأي دولة في العالم أن تسيطر علي حدودها، ويوميا نفجر الانفاق ونضبط سلعا ومواد غذائية مهربة وبترولا وسيارات مفككة.
- ستحارب الأنفاق؟
نحن نحارب الأنفاق لأنها تعتبر مصدرا خطيرا جدا وتمثل تهديدا لأمننا القومي. فهذا التنظيم وفي عملياته داخل مصر يتم تكليف العناصر المنفذة من غير المصريين أو الفلسطينيين.
- هذا يؤكد أن جيش الإسلام الفلسطيني نفذ عمليتين في مصر؟!
نعم جريمة الإسكندرية وقبلها في عام 2009 التفجير في منطقة الحسين الذي أودي بحياة سائحة فرنسية، فهؤلاء الذين ارتكبوا هاتين الجريمتين من هذا التنظيم لابد من محاسبتهم.
- وماذا عن تفاصيل منفذ أو منفذي الجريمة؟
قال السيد حبيب العادلي: أحمد لطفي لا يعرف من هم، وبالنسبة لنا الانتحاري قتل.
- هل هو واحد أو أكثر؟
ليس هناك يقين في هذا الأمر، التفجير 'فتت' الجثث وحولها لأشلاء واستطعنا تكوين رأسا من هذه الأشلاء.
- هذا يعني أن المنفذ شخص واحد؟!
أنا أقول أنه واحد من الأجزاء والأشلاء التي بتجميعها كونت رأسا.
- تتوقع أن الانتحاري لا مصري ولا فلسطيني؟
بالقطع ليس مصريا، علي الإطلاق.
- كيف قرأت هذه الجريمة؟
لابد أن تنتهي قصة مسلم ومسيحي، فهناك من نظر لها من المسيحيين بأنه سيصيبهم الضرر بحكم أننا في دولة إسلامية وبحكم أن هناك كيانات لا مانع لديها في سبيل الحفاظ علي قوامها أنها تكون أكثر تشددا كالإخوان المسلمين، فهذه الجماعة لو توصلوا في وقت من الأوقات بأنهم سيمارسون العنف للسيطرة علي الحكم: فلن يتوانوا عن اللجوء لهذا، في حالة تيقنهم من ذلك فعندما جربوا في الماضي ووصلوا لمرحلة علانية إباحة الاغتيال، لكنهم استوعبوا الدرس، وهم يعرفون أن هذا لن يحدث أبدا، فالدولة قوية جدا، الإخوان ليس لديهم ممارسة للعنف، أملهم هذا وأمنياتهم، لكن يعلمون أن الدولة قوية جدا، وأكررها نعم مصر دولة قوية جدا. الشرق الأوسط يريدونه استعمارا جديدا، فهذا لن يحدث في مصر، لأن الشعب هو الذي سيدافع عن وطنه، فالشعب عاني الحروب وواجه ما حدث من عمليات إرهاب استهدفت لقمة العيش، قوة مصر تحمي كل من حولها، وهم يعلمون هذا حب مصر هو الوقوف بجانبها وبجانب شعبها، هذا هو ما نريده، فقوة هذا الوطن يعطي قوة للآخرين، الشعب المصري في غاية الطيبة والسماحة، لكنه لا يحب الغدر، وعلي المصريين النظر لأبناء وطنهم من المسيحيين كابن وأخ بعيدا عن الديانات فهي لله، وقال العادلي: هناك من يغذي هذه الإثارة من بعض الإعلاميين والمثقفين ورجال الكنيسة.
- بعض القوي دعت إلي تظاهرة اليوم، كيف تري هذه الدعوة في يوم الاحتفال بعيد الشرطة؟!
أقول للرأي العام هذه الدعوة علي 'الفيس بوك' تأتي من شباب، وأطالب المثقفين بضرورة توعية هؤلاء وحب بلدهم التي سيحكمونها في يوم من الأيام، فكيف لشباب يخرب وطنه، فالشباب ونزولهم للشارع ليس له تأثير، الأمن قادر علي ردع أي خروج، فأي مساس بأمن مواطن أو بممتلكات خاصة أو عامة لن نتهاون فيه علي الإطلاق، أما التعبير عن الرأي ووقوفنا وقفات لفترات محددة فالشرطة ستحميكم، فهذا أمر مرحب به، والشرطة ترحب باختياركم لهذا اليوم للاحتفال بشهدائها لكي تعبروا عن آرائكم.
حادث الأسكندرية من القاعدة
- إلي أين وصلت جهود أجهزة الأمن في حادث الاسكندرية؟! وهل وضعتم يدكم علي الخلية الإرهابية؟!
القاعده لاتتوازي مع السلفيين .. بينهما الفارق بين الإرهاب والتشدد وداخل التشدد مساحات متدرجة حتي التطرف .. لسنا غافلين عن رصد مساحة عريضة مُتعددة الأطياف بالنسبة للسلفيين كإتجاهات دينيه .. وهذه إشكالية التجديد في الخطاب الديني ثم إنها تحد أمام حركة الإستناره بالمجتمع المصري .. وندرك أن تلك الحركات السلفيه قد يتولد عنها الجنوح للعنف أو الإرهاب ولو من بعض العناصر .. وقد يكون للحديث عن هذا موضع آخر ...
أما إلي أين وصلت جهود أجهزة الأمن فعلينا ألا نسبق النتائج وكل ما أستطيع أن أُصرح به أن الحادث إمتداد لسلسلة محاولات من الخارج أجهضناها خلال الفترات الأخيرة ولم تكن تستهدف المسيحيين وحدهم ...
عناصر مدفوعه من الخارج مصريه وأجنبية حاولت أن تتخذ مصر مجالاً وهدفاً أو نقطة عبور إلي دول أخري كما أشرت 0
- تشهد الاسكندرية منذ فترة تناقضات متشددة من الطرفين سواء من المسلمين أو المسيحيين ما رأي سيادتكم فيما يحدث هناك؟!
بالإسكندريه لا تجد أصلاً تناقضات إجتماعية وثقافية هذا حال لم تكن عليه عروس البحر الأبيض ...
الأسكندريه ومنذ سنين كانت الأكثر إنفتاحاً بحكم أنها أكبر ميناء وبحكم جاليات أجنبيه منذ عقود بالقطع كان لها تأثيرها في مناخها الإجتماعي والثقافي .. وكانت منتجع ومصيف الصفوه الإجتماعيه والثقافية تأثرت بهم كافة شرائح المجتمع السكندري ...
ولكن النزوح من المحافظات الأخري إليها ومع إنتشار العشوائيات وكثافة النشاط الصناعي من حولها .. إنعكس بالضروره .. ناهيك عن تأثير الضغوط الإجتماعية وتراجع تأثير الطبقة المتوسطة .. في المجتمع المصري بصفه عامه ...
وبالطبع تنامي الإتجاهات الفكرية الأكثر تشدداً أو تطرفاً وتعصباً علي الجانبين المسلم والمسيحي .. وهذه عوامل مُشتركة.
ولكن برغم تكرار وقائع في الاسكندريه فلا أعتقد ان هذه السمه العامة للوضع بالأسكندريه.. فهي محصوره في نُتوءات بمناطق بعينها.. 'طبعاً مع تجنيب حادث كنيسة القديسين ذي الطبيعة الإرهابية الخاصه'.
القواعد المنظمة لبناء الكنائس تحتاج لإعادة النظر
- حادثتا العمرانية والإسكندرية وردود الفعل عليهما تؤكد أن هناك مشكلات مسيحية، مثل موضوع بناء الكنائس، هل نحن بحاجة إلي قانون بشأن دور العبادة؟!
أعتقد أن القواعد المنظمة لبناء الكنائس في حاجة لاعادة نظر وهذا توجه تجاوزه السيد الرئيس منذ بضع سنين بتيسيرات معروفه سواء علي مستوي قرارات سيادته .. أو بتفويض الساده المحافظين بالنسبة للتوسعات والترميمات ...
ومازال الأمر مطروحا للنقاش ومنذ فتره وليس بمناسبة العمل الإرهابي الأخير ...
هناك وجهات نظر ومقترحات للكنيسه الأرثوذكسية أو إعتبارات تحكم الكنائس المسيحية الأخري.. مثل الكاثوليك والإنجيليين والأدفنست وما يتفرع عنها من كنائس...
وليس بالضرورة أن يكون إعادة النظر في تلك القواعد مرتبطاً بصدور قانون عبادة موحد خاصة مع تباين الإعتبارات التي يجب أن يضعها المُشّرع في الإعتبار .
ضبط النفس له حدود
- سمحتم بالتظاهرات للمسيحيين، ووقعت إعتداءات علي رجال الشرطة وممتلكات عامة وخاصة ، لماذا تركتم تلك التظاهرات في الشوارع وما ترتب عليه ؟!
لم نسمح بتظاهرات .. ولكن لم تُبادئ قوات الأمن بالتعامل مع بدء التجمعات بل التزمت بتعليمات مشددة بضبط النفس مراعاة لمشاعر أقارب الضحايا حتي ولو حدث إنفعال أو إندفاع .. وإلي أن تداعي الأمر إلي تعد وإندساس عناصر لإثاره الشغب مما أوجب التعامل...
الإجراء الأمني هنا حماية للمصالح العامة والخاصة وسلامة المواطنين وإنفاذً للقانون .. وهذا تكرر بالنسبة لتجمعات سياسية أو عمالية دون تفرقة بين مسلم ومسيحي .. وهذا أمر لا يمكن التهاون فيه .
هذا الإعتداء خطير.. 'وله مؤشرات مُتعددة ' وقد تكون في الخلفيه أسباب إجتماعية.. ولكنه علي أي الأحوال وأياً كان الدافع يتم مواجهته بكل حزم.
نلتزم بضبط النفس ولكن إلي حدود .. التهاون يخلق حالة من الفوضي وأي مسئول أمني لا يمكن أن يسمح بتداعي أعمال تمثل جرائم إعتداء وإتلاف تمس بالاستقرار .. فالأمر يوجب تدخل حازما وفوريا .. وفق أحكام القانون.
الأزهر مستهدف ... والكنيسة مستهدفة
- هل تري سيادتكم أن هناك من يريد إستغلال هذا الحادث، لتحقيق مكاسب سياسية ؟!
بالتأكيد .. سياسية وغير سياسية .. بالداخل والخارج .. علي حساب المصالح الوطنيه والعليا لمصر ...
مصر مُستهدفه .. في مكوناتها ليس فقط مؤسساتها وسلطاتها ودورها وقرارها .. ولكن أيضاً في ثقلها الثقافي التراثي والديني...
الأزهر مُستهدف والكنيسة الأرثوذكسية مُستهدفه بما لها من ثقل وتميز بالمنطقة وبين مسيحيي العالم ...
بالطبع هناك من يريد أن ينال من ثقل مصر .. وأحد مداخل ذلك وحدة النسيج الوطني .
ولكن بالتأكيد حسابات هؤلاء خاطئة .. كحسابات أخري علي مستوي العالم .. فمهما تكن هناك توترات فإنها لن تمس جوهر النسيج الوطني وصلابته التي تشكلت وإستمرت عبر قرون .. ولابديل أمام المصريين إلا مزيدا من التكاتف ونبذ دعاوي التفرق والفتنه ...
نحن لانختزل القضايا ولكن تكرر مسألة التأكيد علي مطالب أو مشاكل للمسيحيين هي في قلب الحوار والتفاعل الوطني.. ومطلوب تفاعل أكثر قوة مع توجهات ومبادرات السيد الرئيس، ومع إعلاء الدستور لمبدأ المواطنة ودور أهم وأوسع وأعمق للنخب الدينية والثقافية والإعلامية.. وبالتالي ليست أزمة أو فجوة في وحدة النسيج الوطني.
للأسف أبواق التطرف والإثارة تحاول إثارة مشاعر الفتنة والفرقة للمزايدة عليها والمتاجرة بها.. وهناك من يريد صبغ الواقع المصري بالطائفية.
الإرهابيون أساءوا للإسلام
- هل هناك علاقة بين جريمة الإسكندرية والحوادث الأخري ومدي إرتباطها بمخططات صهيونية وراء هذه العمليات نتيجة للمواقف المصرية؟!
من موقع المسئولية أنت لا تستطيع أن تتحدث إلا من منطلق حقائق مؤكده لا تحتمل التكهن أو التحليل.. ولكن التنظيمات أو المجموعات المتطرفة والمتعصبة يمكن دفعها إلي أفعال دون أن تدري الأبعاد الحقيقيه لفعلها أو من يحركهم من خلف الستار.. فالتطرف والتعصب أعمي.. لقد أساء الإرهابيون للإسلام إساءه بالغة .. تتجاوز إساءة غير المسلمين بالخارج...
ولاء للقاعدة بغزة
- هل تنظيم القاعدة له خلايا في مصر أم علي الحدود مع غزة أم داخل غزة، بما يمثل تهديداً للأمن القومي المصري؟!
بالتأكيد لا يوجد تنظيم إرهابي بمصر للقاعدة أو غيرها .. ولكن هناك محاولات لدفع عناصر تم تدريبها بالخارج أو إستقطاب وتجنيد عناصر بالتواصل من خلال شبكة المعلومات .. مع عناصر تستجيب لتكليفات عامة .. أخذاً من رموز القاعدة بالخارج بمبدأ "لكل قدر استطاعته علي الإرهاب " ونحن علي يقين أن هناك عشرات من العناصر التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة بقطاع غزة .. وسبق تورط عناصر منهم في محاولات إرهابية سابقة بمصر تجهض أولا بأول محاولات الاختراق.
-أعلنتم سيادتكم عن محاولات سابقة للدفع بعناصر من الخارج نريد الكشف عنها للرأي العام ؟!
كما سبق أن أشرت وهذا ليس خافيا، هناكٍ بؤر الإرهاب وتنظيماته الآن تُحاصر الشرق الأوسط بالكامل .. وتغلغلت داخل بعض كياناته ...تمكنا بمصر ومازلنا نُجهض تحرك عناصر مصرية وغير مصريه.. وليس خافياً أن حركة حماس ذاتها تلاحق عناصر منتميه لتنظيم جيش الإسلام الفلسطيني الذي لعناصره إرتباط بالقاعده لتهديدها إتفاق التهدئة بعمليات ضد إسرائيل ... وسيتم الكشف عن تلك المحالاوت .. ولكن الآن يتعذر الإعلان عن أغلبها .. لارتباط ذلك باستكمال مسارات البحث ...
القاعدة أصبحت مجرد رمز للمجموعات الإرهابية
- بحسك الأمني السياسي كيف تري تنظيم القاعدةالآن، بمعني إستعادته قوته من جديد؟!
تنظيم القاعدة أصبح رمزاً لأغلب المجموعات الإرهابية ومظلة للتحرك .. وأجهزة الأمن العالمية تعمل علي ملاحقة التنظيم وعناصره ... ولقد أسهم في ذلك ما أتاحته التقنيات الحديثة خاصة شبكة المعلومات الدولية بإمكانات غير محدودة للتواصل.. وقيادة القاعدة تدرك ذلك وتسعي لاستثماره بأقصي درجة لأنه يعني مجالا غير محدود من العشوائية الإرهابية ... القاعدة كتنظيم بالمعني المتعارف عليه .. لم يعد فاعلاً .. ولكن ظاهره الإرهاب تتزايد ويتسع مجالها وللأسف ساعد علي ذلك عجز أو فشل المجتمع الدولي في تطويق صراعات متُفجرة .. وإخفاقه في تحديد سياسات دوليه موحده متكاملة في مواجهة مخاطر الإرهاب فحتي الآن هناك خلاف علي تعريفه .. ويقولون هذا ليس بمشكلة !!
وأيضاً لتغافل المجتمع الدولي عن تنامي نزعات طائفية وعنصرية داخلية .. أشد وطأة مما شهدته قرون سابقة ...وألا يكفي عجز المجتمع الدولي عن وقفة إزاء الإساءات المتعمده للإديان بدعوي حرية الرأي ... أليست حرية الرأي يقابلها حرية العقيده وفيما بينهما حقوق والتزامات ؟!
ذلك كله إلي جانب أن العالم بأثره يكاد يكون في حالة سيوله هادرة وتناقض وإرتباك.. كثير من المُجتمعات شرقاً وغربا تُعاني الآن إزدواجية خطيرة.. وتعلن عن مواقف متُناقضة.. وتتبني سياسات مُترنحة تحت وطأة صراع مُحتدم وأزمات سياسية وإقتصادية متتالية..
إيران لم تتعاون
- وماذا عن العناصر الهاربة في بعض الدول ، وأقصد إيران ألم تتعاون معنا في هذا المجال وتسلم لنا المطلوبين لديها؟!
لم يحدث.. بل أتاحت الفرصة أخيرا لعناصر إرهابية أجنبية ومنها مصرية هاربه بمغادرة أراضيها .. ولا أعلم أتخلصاً منهم.. أم لدعم جبهات مُلتهبة حالياً ...ولماذا لم تُسلمهم لدولهم برغم أنهم مدرجون في ملاحقات دولية قانونية من خلال الإنتربول.
حادث سمالوط فردي عشوائي
- وماذا عن حادث قطار سمالوط، الذي إرتكبه أحد أفراد الشرطة؟!
ألا تري سيادتكم أن المتهم والذي يعمل بالمباحث الجنائية لم يخضع لمتابعة من المسئولين عنه في كل سجله السابق ؟!
وهل أتخذ وزير الداخلية إجراءات لمعالجة مثل هذه الأوضاع؟!
ما أعلنا عنه فور الحادث وأقوال الشهود ومُتابعة مسار تحقيقات النيابة .. تشير بوضوح إلي أنه فردي عشوائي ...
لانُخفي شيئاً والأمر نوقش بجلسات عامة وبلجان نوعية معنية بمجلسي الشوري والشعب ...
عموماً أي تقصير في إعمال المعايير والضوابط المُحدده مركزياً من قطاعات الوزارة يكون موضع مُساءلة.
لا رابط بين حادثتي الإسكندرية وسمالوط
- هناك من ربط بين جريمتي الإسكندرية وقطار سمالوط وإستندوا في ذلك إلي إستهداف المسيحيين، كيف يراها المسئول الأول عن الأمن في مصر ؟!
رؤيتي لحادث الإسكندرية تناولها بيان الوزاره عقب الحادث مباشرةً .. إدانه وإستنكار لعمل إتسم بالخسة والغدر .. وتأكيد الالتزام بملاحقة الجناه بأقصي درجة إستنفار لكشف أبعاده... لا أساس من الصحة ولا رابط بين جريمتي الإسكندرية وسمالوط... وكما أشرت مصر هي المستهدفه وليس المسيحيون.. نكررها الإرهاب إستهدف المسلمين قبل المسيحيين ومازال يستهدفهم بإعتبارهم كفارا.. وبإعتبار المجتمعات المسلمة المعاصرة ديار حرب... الإرهاب أعلن تكفيره للكافة أغلب المسلمين وكذا المسيحيون واليهود ومن هم علي عقائد أخري... يجب عدم خلط القضايا.. ووضع الأمور في موضعها الصحيح وألا ننزلق لتحقيق أهداف الإرهاب والقوي التي تحركه...
نعم الإرهاب إستثمر مظاهر توتر وتصاعد.. ولكن أيضاً إستثمر حملات خبيثة .. تبناها للأسف بعض المسلمين والمسيحيين من المتطرفين والمتعصبين بالداخل والخارج.. المؤكد أن هؤلاء يجب إقصاؤهم عن المعادلة الوطنية.. لأنهم عن قصد يحاولون دفع الأمور إلي حافة الهاوية.
تجاوزات وسلبيات في دائرة محدودة
- وأنتم تحتفلون بعيد الشرطة- كيف تري صورة رجالك لدي الرأي العام حالياً ؟!
أود أن أوكد بدايةً أنني علي يقين من أنهم يبذلون قصاري الجهد.. وأنهم علي وعي تام بمسئولياتهم وعلي يقين أيضاً أن رصيد الخبرة لدي أجهزة الشرطة المصرية يضاهي أرقي الخبرات الأمنية بالعالم...
وعلي يقين كذلك من حرص رجال الشرطة علي تحقيق تواصل لاغني عنه مع الرأي العام.. ودعم عناصر الثقة والتعاون .. هذه ليست شعارات أو أقوالا مرسلة ولكنها سياسات لأن هذا أمر بالغ الأهمية للعمل الأمني ونجاحه...
أعلم أن هناك سلبيات وهناك تجاوزات وقصورا ولكن في دائرة محدودة.. لأن أعباء الأمن لا يمكن أن يضطلع بها في هذا العصر.. أجهزة أمنية لاتتميز بالكفاءة...
وأعتقد أن الرأي العام علي وعي بذلك.. ويكفي المقولة السائده من أبسط المواطنين "كان الله في عونكم".
بالمقابل هناك من يتحرك وبأصوات عالية .. في إتجاه مُعاكس لكل ذلك .. وهناك كما أشرت من بين رجال الشرطة من يُسئ للسياق العام وللقاعدة العريضة.
ومن خلال التوعية ومنظومة متكاملة من الإشراف والمُتابعة والتوجيه والرقابة .. وتفعيل سياسة الثواب والعقاب .. تتحقق خطوات مهمة نحو حصر السلبيات في أضيق نطاق ... نتشدد جدا أمام أي تماد أو تجاوز.
- بين حين وآخر تصدر تقارير من منظمات حقوقية تقول فيها ما تعتبره إنتهاكاَ لحقوق الإنسان، هل تري أن تلك التقارير صادقة أم لا تستند لمعلومات حقيقية وتصدر عن جهات لها أجندات خارجية ؟!
هذا أمر طبيعي بالضرورة وفي كل فئه أو شريحة من المجتمع هناك البعض لا يستجيب عن قصد أو غير قصد ...نحن في النهاية أمام "مجتمع شُرطي" أمام سلوك إنساني .. أمام جزء لاينفصل عن المجتمع المصري بكل إيجابياته وبعض سلبياته مثله في ذلك مثل كل المجتمعات البشرية ...ومازلنا لانتردد في التشدد والمساءلة الإدارية بل والإحالة للمساءلة الجنائية بصدد أي تماد في التجاوز أو مخالفه التعليمات أو مخالفة القانون.
أما بالنسبة للتقارير الحقوقية فإن بعضها بالداخل والخارج موضع اعتبار منا .. ولها مصداقية حتي لو جانبها الصواب في تقصي الحقائق.. وهذا ما نتواصل معه من خلال لجنة عليا بوزارة الخارجية تضم ممثلي الجهات المعنية .. أو من خلال المجلس القومي لحقوق الإنسان .
ليس مجرد كلام للإستهلاك .. فقضية حقوق الإنسان أصبحت معيارا مهما لمنظومة العمل الأمني .. أولاً لأنها سياسة دولة ومقتضي من مقتضيات الإصلاح .. ثم أنها معيارا توافق مع سياسات مجتمع دولي ...ولكن بعض المُنظمات الحقوقية غير الحكومية بالخارج .. بالتأكيد تنتهج أجندات خارجية .. وتُجافي تقاريرها الحقيقية عن قصد .. وتُروج لإدعاءات الهدف منها واضح.
- وزير الداخلية هل لديه ثقة في الشعب المصري والمناخ الذي أتيح له من حرية التعبير مما يجعله لا يتجاوب مع الدعوات التي تطلقها قوي معارضة أو كيانات غير شرعية ؟!
الشعب هو رصيد الاستقرار الحقيقي.. هذه حقيقة مؤكدة... ولديه وعي كامل وله حساباته حتي في شرائح لم تحظ بالقدر الوافر من التعليم والثقافة بمعناها الدارج .. لأن الثقافة في الحقيقة هي تراكم خبرات وثوابت .. وليس أدل علي ذلك من المأثورات والأمثال الشعبية ...
تكوين الشخصية المصرية ينبذ العنف ولايتجاوب مع التحركات الراديكالية.. لأن هذا الأسلوب لايتوافق مع تكوينه حتي مع رغبته في الإعتراض أو الاحتجاج.. ويدرك قيمة الاستقرار حتي لو كان يري التقدم بطئيا... لانغفل بالقطع إنعكاس الضغوط الإجتماعية.. ولادلاله المواقف الإحتجاجية ولكنها تأتي في سياق حراك سياسي وإجتماعي .. هو موضع إهتمام من كافة أطراف العملية السياسية والتنفيذية.
كثيرون وحتي من حاولوا إستغلال الدين.. إدراكاً لعمق النزعه الدينية للمصريين .. فشلوا في دفعه خارج سياقه العام.. هم مُغيبون عن الحقائق ومنهم للأسف من ننعته بما نترفع عن تكراره ... الاستقرار أعز ما تتشبث به مصر وشعبها .. ويجب أن نتكاتف جميعاً من أجل دعمه وترسيخه..
مراهقة فكرية
- كيف تتابع ما يحدث في تونس ، وردود الفعل التي يشهدها الشارع التونسي حالياً؟!
مصر أكدت رسمياً إحترامها لخيارات الشعب التونسي.. ودعت الجميع للتكاتف وتدارك الفوضي .. مع ثقتها في حكمة الأخوة التونسيين.
ما روج له البعض من ترقب تكرار النموذج التونسي بدول عربية قابله رأي معارضين سياسيين لهم رؤاهم وتجاربهم وصفوا تلك الترويجات بالمراهقة الفكرية .. وأكدوا عدم تقبلهم فكرة الاستنساخ... لكل واقع اجتماعي عربي خصوصيته وتفاعلاته التي لاتنفصل عن تجاربه السياسية أو عن طموحات وإمكانات ومُعدلات التغيير والتطور.
الأنماط الإجرامية الجديدة
- هل تغيير شعار الشرطة في خدمة الشعب إستعلاء علي المواطن ؟
هذا غير صحيح ولكن لو تأملت التغيير تجده إعلاء لسيادة القانون وترسيخ لتعاون الشرطة والمواطن.
خطة عاجلة لتطوير أماكن الحجز بالأقسام
- تعاني أماكن الحجز في الأقسام من إزدحام المحبوسين وعدم إتخاذ إجراءات رادعة فلماذا لا يتم تطوير هذه الأماكن حتي لا يتكرر حادث قسم الوراق؟
التطوير مستمر بجميع أقسام ومراكز الشرطة وفق خطة زمنية أوشكت علي الإنتهاء تشمل الإرتقاء بالمباني، والأثاث، وأماكن إستقبال المواطنين، وغرف الإنتظار، وبالطبع كان لأماكن الإحتجاز نصيب كبير في عملية التطويروقد روعي عند إنشاء جميع أقسام الشرطة الجديدة أو تطوير القائم منها شمولها علي غرف حجز ذات قدرة إستيعابية مناسبة تفي بالغرض خاصة بالمناطق ذات الكثافة السكانية العالية .
كل ذلك في إطار حرص أجهزة الوزارة علي إيداع مرتكبي الجنح البسيطة بغرف حجز مستقلة ، وفصل الأحداث عن باقي المحتجزين من البالغين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.