تسود الأوساط الفلسطينية الرسمية والشعبية حالة من الغضب الشديد بعد الاعلان عن استشهاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وعضو المجلس الثوري لحركة فتح زياد أبو عين، بعد الاعتداء عليه من قبل جنود الاحتلال بالضرب واستهدافه بقنابل الغاز المدمع، خلال مسيرة في بلدة ترمسعيا شمال رام الله، في حين ترددت أنباء، غير مؤكدة، بأن الرئيس ابو مازن أصدر أوامره بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال. وقال شهود عيان إن أبو عين تعرض لاعتداء من قبل جنود الاحتلال خلال قيامه ونشطاء فلسطينيين بزراعة أشجار زيتون في ترمسعيا، كما استنشق الغاز المسيل للدموع، ما أدي إلي دخوله في حالة غيبوبة، حيث جري تحويله إلي مشفي رام الله الحكومي، وهناك أعلنت المصادر الطبية استشهاده. من جانبه، وصف الرئيس عباس، وصف الاعتداء الوحشي الذي أدي الي استشهاد أبو عين، بالعمل البربري الذي لا يمكن السكوت عليه أو القبول به. وقال: 'اننا سنتخذ الاجراءات اللازمة والضرورية بعد معرفة نتائج التحقيق في استشهاد المناضل أبو عين'. كما أدان استمرار الحكومة 'الإسرائيلية' بالاعتداء علي أبناء الشعب الفلسطيني، وأعلن الحداد ثلاثة أيام علي استشهاد أبو عين. المجلس الوطني الفلسطيني أكد علي لسان رئيسه سليم الزعنون 'أن ما تعرض له رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، الشهيد زياد أبو عين، هو عمل إرهابي بامتياز مارسته قوات الاحتلال بكل عنصرية'. واستنكر المجلس الوطني في بيان صحفي اليوم الأربعاء، الاعتداء الهمجي الذي أدي إلي استشهاده، مطالبا محاسبة 'إسرائيل' علي هذه الجريمة البشعة، وعلي غيرها من الجرائم التي يجب علي المجتمع الدولي والأممالمتحدة بشكل خاص أن تبادر فورا لوضع الشعب الفلسطيني تحت الحماية الدولية. وفور وصول نبأ استشهاد أبو عين، خرج نشطاء حركة فتح في الشوارع والطرقات والميادين في رام الله بمسيرات غاضبة. أبو عين في سطور: زياد محمد أحمد ابو عين من مواليد 22/11/1959م، اعتقل للمرة الاولي بتاريخ 4/11/1977م، كما اعتقل للمرة الثانية بتاريخ 21/8/1979م، وأفرج عنه بتاريخ 20/5/1985م، ثم أعيد اعتقاله للمرة الثالثة بتاريخ 30/7/1985م، وكان أول معتقل ضمن حملة سياسة القبضة الحديدية، وبعد ذلك اعتقل اكثر من مرة اعتقالاً إدارياً ولسنوات طويلة، ومنع من السفر لسنوات طويلة، واعتقل في الانتفاضة الثانية ادارياً عام 2002م. أهم المناصب التي شغلها أبو عين هي: عضو اتحاد الصناعيين الفلسطينيين عام 1991، ومدير عام هيئة الرقابة العامة في الضفة الغربيه عام 1994م، ومدير هيئة الرقابة الداخلية في حركة فتح في الضفة الغربيه 1993م، رئيس رابطة مقاتلي الثورة القدامي 1996م، عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح 1995م، عضو هيئة التعبئة والتنظيم 'رئيس لجنة الاسري' في مجلس التعبئة 2003- 2007، وكيل وزارة الأسري والمحررين 2006 حتي تعيينه رئيسا لهيئة الجدار ومقاومة الاستيطان عام 2014، عضو منتخب في المجلس الثوري لحركة فتح. ومن ابرز محطاته النضالية: اعتقل في السجون الأمريكية والصهيونية لمدة ثلاثة عشر عاماً، وأول معتقل عربي فلسطيني يتم تسليمه من قبل الولاياتالمتحدة ل'إسرائيل' عام 1981م، صدرت لصالحه، سبعة قرارات من هيئة الأممالمتحدة تطالب الولاياتالمتحدة بالإفراج عنه، مثل قرارها رقم 36| 171 بتاريخ 16-12-1981، والذي أبدت خلاله هيئة الاممالمتحدة اسفها الشديد لمبادرة حكومة الولاياتالمتحدةالامريكية الي تسليم زياد ابو عين للسلطات 'الاسرائيلية' المحتلة، وأول أسير يحكم عليه بالسجن المؤبد بدون أي اعتراف منه بالتهم المنسوبة إليه من قبل 'إسرائيل' عام 1982م، ودعا الي تطبيق فحوي قرار الأممالمتحدة 'حق العودة 194' وذلك من خلال المبادرة الشهيرة التي طرحها في ربيع العام 2008م، باسم مبادرة العودة والعيش المشترك، له العديد من المساهمات الفكرية والإبداعية والأبحاث الفكرية والسياسية.