قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الذي يراقب الاستفتاء علي انفصال جنوب السودان،أنه "يعتقد أن الدائنين الدوليين يجب أن يشطبوا معظم، إن لم يكن كل، الديون التي تعيق السودان؛ لمنح الشمال والجنوب فرصة تلقي أموال جديدة بعد الاستفتاء". وأكد أن جزءا كبيرا من الدين القائم يجب أن يشطب وربما كله؛ لأن كلا من الشمال والجنوب في حاجة إلي تلقي تدفق صاف من الأموال في المستقبل؛ حتي يمكن أن يتقبلا الصدمة التي سيسفر عنها انفصال الدولتين. ويضيف أن هناك الآن ديون بنحو 38 أو 39 مليار دولار، ويقول البنك الدولي إن نحو 30 مليارا من هذا المبلغ متأخرات في الدفع. وهذا عبء كبير جدا من الديون. لدي قائمة بالدائنين، ولا يمكنني أن أري في القائمة من لا يمكنه التغاضي عن دينه". وأشار إلي أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وهو رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال، وعد بقبول نتيجة الاستفتاء.وتوقع أن الاستفتاء سيفي بالمعايير الدولية". الا أنه لم ينف أن كثير من أهل الشمال غاضبون من الاستفتاء الذي يرجح أن يحرمهم من ربع أراضي السودان ومعظم مخزوناته النفطية. ويتوقع علي نطاق واسع أن يختار أهل الجنوب الانفصال عن الشمال في الاستفتاء الذي دخل يومه الخامس أمس. ونص اتفاق السلام الذي أبرم عام 2005 وأنهي حربا استمرت عقودا بين شمال السودان وجنوبه علي إجراء الاستفتاء. وتأتي تصريحات كارتر التي تعد أول إقرار مهم لسير الاستفتاء، بينما قالت جماعات إغاثة: "إن الآلاف من الجنوبيين الذين حاولوا العودة إلي الجنوب للمشاركة في الاستفتاء تقطعت بهم السبل في الشمال، وأنهم يعتمدون علي المساعدات الغذائية بعدما أدت هجمات في المناطق الحدودية إلي إغلاق طريقهم". وقالت مصادر في الإغاثة: "إن قوات الأمن السودانية أغلقت طرقا وخطوط سكك حديدية تمر شمالي وغربي منطقة شهدت اشتباكات في الآونة الأخيرة بين قبائل عربية وشرطة الجنوب ومدنيين في مناطق حدودية متنازع عليها. وذكرت تقارير من الجانبين أن 46 شخصا علي الأقل قتلوا منذ الجمعة. ووقعت الاشتباكات بعد توترات متنامية حول وضع منطقة أبيي الخصبة والمنتجة للنفط والتي يزعم كل من بدو قبيلة المسيرية العربية ورجال قبيلة الدنكا نقوك المتحالفة مع الجنوب أحقيتهم فيها. وصرح مسؤول في منظمة الهجرة الدولية بأن أكثر من 600 من الجنوبيين عالقون في كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان التي تحيط بأبيي بعدما هاجم مسلحون قافلتهم يوم الإثنين.