في مثل هذا اليوم من عام 1977، وبعد مرور 37 عامًا علي زيارة الرئيس الراحل أنور السادات لمدينة القدس، حيث وصل الرئيس الراحل مطار 'بن جوريون'، من أجل التوصل إلي تسوية للصراع 'الإسرائيلي- العربي'. وكان السادات قد أعلن في افتتاح دورة مجلس الشعب في 1977، عن استعداده للذهاب للقدس بل والكنيست الإسرائيلي، وقال: 'ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلي بيتهم، إلي الكنيست ذاته ومناقشتهم'. وخلال الزيارة إنقطع الإرسال التليفزيوني في البلدين ليتم إذاعة مراسم استقبال الحكومة الإسرائيلية التي ضمت مناحم بيجن رئيس الوزراء، وأفرايم كاتزير رئيس الدولة, وآرييل شارون، وموشي ديان، وكثيرين آخرين من بينهم جولدا مائير، للرئيس السادات علي أرض مطار بن جوريون الدولي قرب تل أبيب. من كلمات السادات في خطابه داخل الكنسيت الاسرائيلي: 'لقد كان بيننا و بينكم جدار ضخم مرتفع حاولتم أن تبنوه علي مدي ربع قرن من الزمان و لكنه تحطم في عام 1973، و لكي نتكلم بوضوح فإن أرضنا لا تقبل المساومة و ليست عرضة للجدل'، 'لا معني لأي حديث عن السلام الدائم و أنتم تحتلون أرضا عربية بالقوة المسلحة فليس هناك سلام يستقيم أو يبني من إحتلال أرض الغير ' وقد أثارت زيارة السادات للقدس وما تبعها من توقيع اتفاقيات 'كامب ديفيد' ردود فعل معارضة في مصر ومعظم الدول العربية، ففي مصر، استقال وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل لمعارضته الاتفاقية وسماها مذبحة التنازلات، وكتب مقال كامل في كتابه 'السلام الضائع في اتفاقات كامب ديفيد' المنشور في بداية الثمانينيات أن 'ما قبل به السادات بعيد جداً عن السلام العادل'، وانتقد كل اتفاقات كامب ديفد لكونها لم تشر بصراحة إلي انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة والضفة الغربية ولعدم تضمينها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. ورغم تعدد الأصوات المعارضة للزيارة وما تبعها من اتفاقيات، إلا أن السادات نجح في إنهاء حالة الحرب بين مصر وإسرائيل، وفتح الباب أمام استرداد سيناء، حتي إن أصوات إسرائيلية قالت فيما بعد إن السادات نجح في خداع إسرائيل واسترد كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في سيناء.