أصدرت المؤسسات الإسلامية: الأزهر ودار الإفتاء والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وغيرها بيانات أدانت فيها تنظيم داعش وعملياته الآثمة. وتحدثت عنه بوصفه كيانًا شيطانيًا ضد الإسلام وصنيعة للمخابرات الأجنبية. ولكن كان يتعين علي هذه المؤسسات ألا تحصر دورها في إصدار البيانات وأن تبادر بالتحرك علي أرض الواقع من خلال عقد الندوات والمناظرات لتطرح فيها مناقشات فكرية في محاولة لدحض الأفكار الشوهاء التي نشرها داعش وشركاؤه ممن منحوا لأنفسهم الحق في أن يتعاملوا مع غيرهم علي أنهم كفار تهدر دماؤهم وبالتالي يستبيحون ما يمكنهم استباحته من قتل وجز أعناق واغتصاب نساء وبيعهن في سوق النخاسة. ولأن مؤسسة الأزهر أكبر مرجعية إسلامية فلابد أن تتحرك لمواجهة هذا الطاعون. وبالتالي يتعين علي فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور 'أحمد الطيب' التدخل لتحريم العنف والإرهاب وذبح المسلمين وأن يدعو إلي تحريم تمويل الإرهاب، مع التوضيح بأن أعمال هذه الطغمة الفاسدة لا ينبغي أن تصنف علي أنها ردة فعل أهل السنة تجاه الشيعة حيث إن المسلمين جميعًا علي اختلاف مذاهبهم يرفضون هذا النوع من الاقتتال. كما لا ينبغي الاكتفاء بالبيانات في مواجهة هذا التنظيم لأن النتيجة عندئذ ستكون منعدمة بالنسبة لتغيير الأفكار والسيطرة علي نوازع الفكر الإرهابي. لابد من تغيير الواقع المعاش من خلال عقد مناظرات فكرية وعرض رسائل عملية من أجل خلخلة الأفكار التي يبثها تنظيم داعش لدي الشباب لاسيما بعد أن ضلل الكثير منهم بفكره المتطرف وبعد أن غرر بهم باسم الدين وباسم الدولة الإسلامية التي يزعم سعيه لتأسيسها بينما هي في الحقيقة محاولة لتشويه الدين وتدمير البلاد وسفك دم العباد.لابد من الضرب بيد من حديد علي يد هذه الفئة المنحرفة الضالة التي تسعي إلي تقويض الأمن والاستقرار باسم الإسلام والجهاد، فخطورة هذا التنظيم أنه لا يري إلا ذاته وبالتالي يعتبر كل من جابهه عدوًا ينبغي الإجهاز عليه. لقد أدان الأزهر التنظيم بالكلمات فليته يبادر بالعمل علي أرض الواقع ويدعو إلي عقد مؤتمر إسلامي جامع لفضح هذا الوباء والخطر الذي يهدد الأمة المتمثل في تنظيم داعش والنصرة والقاعدة وغيرهم من المنظمات التكفيرية الظلامية التي حادت عن الحق وانبرت تشكل معول هدم للأمة الإسلامية. ويمكن لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن تتبني عقد هذا الاجتماع في مقرها بجدة لدمج الجهود حول مجابهة التنظيمات الإرهابية التي اجتاحت المنطقة لاسيما أن بروتوكول منظمة المؤتمر الإسلامي ينص علي التضامن والتعاون بين الأعضاء في شتي المجالات. ليت الأزهر يبادر بتطهير مؤسسته من العناصر الإخوانية الرجعية التي تقف ضد الوسطية وتحد من تحركاته إزاء منظمات الإرهاب خشية من إثارة غضبتها. ويتصدر هؤلاء 'حسن الشافعي' رئيس المكتب الفني لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، فهو عضو عامل في الإخوان وأول من أصدر بيانًا ضد عزل 'مرسي' وأدان العزل وخرج ليؤكد بأن 'مرسي' هو الرئيس الشرعي.!! إن قيم الوسطية والاعتدال والتسامح ونبذ العنف التي يتسم بها الأزهر الشريف تتعارض مع الفكر المتطرف للإخوان الذي يقف ضد الوسطية وضد التطور مما يساعد في زيادة أعمال العنف وبث المعتقدات المغلوطة. قضية تنظيم داعش خطيرة جدًا وسيتسع تهديدها يوما بعد يوم إذا لم يتم التصدي لها ومجابهتها بوعي واستعداد ويقظة. ولهذا يتعين علي علماء الدين مجابهة هذا الطاغوت فهو بدعة ينبغي استئصالها، فالعالم إذا رأي بدعة في الدين والتزم الصمت ستحل عليه لعنة الله والملائكة والنبيين.