رغم وفاته عن عمر يناهز 80 عاما الا أن اسمه يظل محفورا داخل جدران حزب الوفد منذ اعادته عام 1978 وحتي وفاته. هو الدكتور نعمان جمعة الرئيس السابق لحزب الوفد المصري. ترشح لرئاسة الجمهورية في انتخابات عام 2005، هو والد الدكتورة إيمان جمعة مقدمة برامج تلفزيونية للحوار السياسي. ووالد الدكتورة غادة جمعة فنانة تشكيليية. التحق دكتور نعمان جمعة بكلية الحقوق وبعد التخرج عمل وكيلاً للنائب العام، وتنقل بين نيابات جنوبالقاهرة، وباب الشعرية. وفي ديسمبر، 1956 وقع العدوان الثلاثي علي مصر، وانضم نعمان جمعه وعمره 22 عاماً، إلي الفدائيين وحارب الإسرائيليين في سيناء ثم تم أسرة من قبل القوات الفرنسية وبعد حوالي شهرين، تم الإفراج عن الشاب الثائر نعمان جمعة ورفاقه، ولم ينقذهم من هذا الأسر سوي البوليس الدولي الذي سلمهم إلي البوليس المصري. بعد عدة أشهر من الإفراج سافر نعمان جمعة إلي فرنسا في بعثة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة باريس. وحصل نعمان جمعة علي الدكتوراه في القانون المدني بتفوق، وحرصت جامعة باريس علي أن تضمه إلي صفوف هيئة التدريس للاستفادة بكفاءته، وهناك أيضاً عمل بالمحاماة. وبعد عشر سنوات قضاها في باريس قرر نعمان العودة إلي مصر، ليدرس لأجيالها القانون، والتحق للعمل بالتدريس في حقوق القاهرة، وتدرج أستاذ الجامعة في المناصب حتي انتخب عميداً لكلية الحقوق مرتين متتاليتين من عام 1988 إلي عام 1994 ورئيس قسم القانون المدني لمدة سبع سنوات. وظل رجال الوفد منذ عام 1978 في صراع مع السلطة داخل أروقة المحاكم، وتمكن الدكتور نعمان جمعة من الحصول علي حكم تاريخي بعودة الوفد إلي الحياة السياسية عام 1984. كان الدكتور نعمان ينظم عملية ترشيح الوفد لقائمة انتخابات المحليات في شمال القاهرة بالتعاون مع كرم زيدان وأحمد طه، وذلك للحصول علي قرار سليم يمكنه من الطعن أمام القضاء الإداري.. كان يعد الأوراق، ويجمع الوثائق، ويرفع الدعاوي، ويترافع أمام القضاء مطالباً بعودة الوفد.. ونجح نعمان وأعلن العودة في مؤتمر صحفي عالمي، لأن فؤاد سراج الدين وإبراهيم فرج كانا معزولين سياسياً. منذ ذلك التاريخ 1984 والدكتور نعمان هو الذراع اليمني، والرجل الثاني لفؤاد باشا، ظل ملاصقاً له، يشاركه تحركاته، وقراراته، وكل معارك الوفد.. ومع عودة الوفد وصدور صحيفته في 22 مارس، 1984 خصص الدكتور نعمان جمعة له زاوية بالصحيفة بعنوان نبضات. في 9 أغسطس عام 2000 رحل فؤاد سراج الدين وكان الدكتور نعمان هو النائب الأول لرئيس الوفد، وحسب نص لائحة الحزب، يتولي النائب الأول الرئاسة لحين انتخاب الرئيس الجديد، وهذا ما فعله الدكتور نعمان. وفي 15 أغسطس 2000 أصدر الدكتور نعمان جمعة بصفته رئيساً للحزب، قراراً بدعوة الهيئة الوفدية للاجتماع في أول سبتمبر، لانتخاب رئيس جديد لحزب الوفد، خلفاً للراحل فؤاد سراج الدين، وتضمن القرار، فتح باب الترشيح للمنصب. أجريت الانتخابات، وأعلن فوز الدكتور نعمان جمعة برئاسة حزب الوفد خلفاً للزعيم الراحل فؤاد سراج الدين. أجريت الانتخابات في جو ديمقراطي فريد، حيث تنافس 4 مرشحين، حصل الدكتور نعمان جمعة علي نسبة 78.25% من الأصوات. و من أهم مقالات الدكتور نعمان جمعة في جربدة الوفد ' نبضات ' رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.