طالب قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الشباب المسيحي بالتحلي بالحكمة للحفاظ علي استقرار الوطن، مشددا علي أهمية الحوار في حل المشكلات، داعيا أقباط المهجر الي الاقتداء بموقف الكنيسة الأم. وقال البابا شنودة، في مقابلة مع برنامج لقاء خاص الذي يقدمه الإعلامي عبداللطيف المناوي علي القناة الأولي بالتليفزيون المصري مساء الاثنين، "أطلب من أبنائنا أن يهدأوا لأن الهدوء يمكنه حل جميع الموضوعات، وأحب أن أقول لأبنائي في القاهرة أيضا أن تظاهرات كثيرة قد حدثت وفي مجموعها ليست من الأقباط فقط، لأن الكثير قد ركبوا الموجة ودخلوا باسم التعاطف مع أحداث الاسكندرية وهم بعيدون كل البعد عن المشكلة". وأضاف البابا شنودة "إن هتافات البعض تجاوزت كل أدب وكل قيم بأمور لا يمكن أن نرضاها ولا يمكن أن تصدر أيضا عن مسيحي او مسلم يتمسك بالقيم والخلق الكريم، وقال "رأينا هذا بانفسنا وبعضهم حاول استخدام العنف وليس هذا بأسلوبنا إطلاقا، ولكن كما أقول فإن عناصر تكلمت باسم الأقباط وهم بعيدون عن الأقباط وقيمهم وأساليبهم ولكننا لا نوافق علي التجاوزات التي حدثت". واتهم قداسة البابا شنودة بعض العناصر والهيئات السياسية التي لها اتجاهات خاصة بالمشاركة في المظاهرات لتحقيق أهداف خاصة، وقال "إن بعض الهتافات تجاوزت كل أدب وكل قيم، بأمور لا نرضاها، وبعضهم حاول استخدام العنف، بينما العنف ليس من أسلوبنا إطلاقا". وأضاف البابا شنودة أن عناصر اندست وتكلمت باسم الأقباط وهم بعيدون عن قيمنا ونحن لا نوافق علي التجاوزات التي وقعت، لافتا الي أن الانسان في ثورته تقوده الأعصاب لا العقل، والأعصاب تمنع العقل من التصرف وتبقي المسيطرة علي الموقف, ومن السهل أن تخطيء الأعصاب إذا غاب العقل. ودعا البابا شنودة الجميع الي التحكم عقليا فيما يفعلونه، وأن يحسبوا رد الفعل، فربما يخسر الانسان القضية التي يغضب من أجلها بأسلوبه الغاضب في التعبير، وقال " كلنا نغضب في مواجهة ما يحدث من شرور، لكننا نحسب حسابا لما نفعله وردود الفعل عليه، وهكذا تتدخل الحكمة". وأشار إلي أنه لا يقصد بكلامه كبت المشاعر، لكنه يدعو الي ضبط المشاعر حتي لا نقع في الخطأ، وقال "شعورنا بأن الله يتدخل في كل مشكلة حتي وإن كان بها الشر فهو قادر علي تحويل الشر الي خير يجعلنا نشعر بالفرح بوجود الله الي جانبنا". وقال البابا شنودة انا لا أري وجود صدام بين المسلمين والمسيحيين، بل بالعكس أنا اري ان الكثير من المسلمين انضموا الي اخوتهم المسيحيين فحاليا جمعت بيننا الكارثة وجمع بيننا شعور، وعلي رأي المثل "اللي يتغدي باخوك يتعشي بيك"، ولا ننكر ان مشكلة قد حدثت لكن نضيف اليها ان البلد كلها تحاول الخروج منها. وأوضح البابا شنودة ان المواطنة تعني ان كل انسان في مصر مواطن يتمتع بكل حقوق المواطنة بلا نقص او تمييز، لكن الناس تتغني بالكلمة دون الدخول في تفاصيل معناها وكيفية تطبيقها. وأضاف "استقبلت أمس فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر 'الدكتور أحمد الطيب' ومفتي الجمهورية 'الدكتور علي جمعة' وكذلك وزير الأوقاف 'الدكتور محمود حمديزقزوق' وجميعهم يعزون في الموتي، كما تلقيت تعازي من مفتي لبنان 'الشيخ محمد رشيد قباني' وفخامة الرئيس اللبناني 'العماد ميشيل سليمان'، وتلقيت أيضا تعازي من القدس نقلها الي نيافة مطران القدس من جهة جميع الكنائس بفلسطين، وكذلك شخص الرئيس الفلسطيني 'محمود عباس' أبومازن". وتابع البابا شنودة أنه تلقي أيضا تعزية من روسيا، وقال "جميع الجهات تعاطفت معنا، وقد اهتمت الصحف بابراز تعليقاتها علي تلك المذبحة التي حدثت في الاسكندرية، وأيضا حديث الرئيس مبارك عن هذا الموضوع مصرا علي تتبع الجناة ومعاقبة المخطئين". وأكد بابا الاسكندرية أنها المرة الأولي في العصر الحاضر الذي تحدث تفجيرات من هذا النوع مما أصاب الجميع بالفزع سواء من الأقباط أو المسلمين، لافتا الي أنه استقبل أمس نحو 10 وزراء بالحكومة لتقديم التعازي، وهو ما يؤكد أن الجميع يشعر بأن كارثة حدثت بالفعل. وأوضح أنه يشعر بأن جميع المسئولين بالبلاد يبذلون جهدهم لتتبع الجريمة ومرتكبيها والمحرضين عليها وهذا مجهود مخلص نشكرهم عليه، كما نشكر ما قام به الأطباء من مجهود مخلص ونبيل أثناء هذا الحادث، حتي أنه تم توفير طائرة طبية مجهزة لنقل المصابين الذين تعذر علاجهم بالإسكندرية إلي القاهرة، مؤكداً أن البلاد كاملةً تكاتفت في محاولة للخروج من المشكلة.