أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاستخدام غير المنضبط لشبكات التواصل الاجتماعي, ونشر صور ومقاطع مخالفة للأعراف الاجتماعية والقواعد الدينية, زادت من تنامي الدعوات التي تنادي بوضع ميثاق شرف لأخلاقيات وضوابط استخدام مواقع التواصل بعد أن بات من المستحيل حظر استخدامها في عالم أصبح كالقرية الصغيرة. وأشارت دار الإفتاء في تقرير أعده مرصد دار الإفتاء للفتاوي التكفيرية والشاذة من خلال دراسة عميقة لشبكات التواصل الاجتماعي إلي ضرورة وضع ميثاق شرف لمجموعة من الضوابط الدينية التي يجب أن يراعيها رواد التواصل الإلكتروني فيما بينهم, وتلك الضوابط تتمثل في الحفاظ علي الضروريات أو الكليات الخمس التي أمرنا الله سبحانه وتعالي بالحفاظ عليها وهي 'الدين, والنفس, والعرض, والمال والعقل'. وأكد التقرير الذي اعلنته الافتاء اليوم أن الدار قد أصدرت العديد من الفتاوي تصدت فيها للمخاطر التي تنشأ عن الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي, والتي كان أبرزها فتوي بأن 'نشر الشائعات والتنابز بالألقاب البذيئة محرم شرعا', حيث أكدت دار الإفتاء، في بيان لها، أن النصوص الشرعية تواترت في التشديد في النهي عن التفحش والحث علي صون اللسان والجوارح عن الفحش والبذاءة, وشددت دار الإفتاء علي أن نشر الشائعات والفضائح وكذلك التنابز بالألقاب البذيئة والسباب بين الناس محرم شرعا, ولا يجوز في أي حال من الأحوال, بل هو من باب نشر الفاحشة. وأشار التقرير إلي أن هناك مجموعة من الضوابط الأخلاقية والاجتماعية والثقافية التي يجب أن يراعيها من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعية أثناء عملية التواصل الإلكتروني فيما بين المستخدمين, وتأتي في مقدمتها تحري الصدق والموثوقية والأمانة في طلب البيانات والمعلومات وتداولها, والتأكيد علي حماية حقوق الملكية الفكرية وقوانين الفضاء الإلكتروني, وضرورة كفاية أمن البيانات والمعلومات وسريتها في بعض الأحيان ومراعاة الخصوصية واحترامها, واتخاذ كافة التدابير الوقائية لحماية أفراد المجتمع من البيانات والمعلومات الضارة والملوثة. ومن بين تلك الضوابط كذلك، بحسب التقرير، ضرورة مراعاة أن أخلاقيات عملية التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت تستمد مبادئها وقواعدها وضوابطها من قواعد الدين الصحيحة, وعادات المجتمع وتقاليده وأعرافه, وكذلك يجب الالتزام بالقيم الاجتماعية والأخلاقية والثقافية بما يجعل رواد مواقع التواصل يحرصون علي انتمائهم وأصالتهم, وبالتالي نضمن تحصين الشباب من السلوكيات المستوردة والغريبة وحمايتهم من الغزو الثقافي المخالف لثقافتنا الإسلامية. وأضاف التقرير أنه علي مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي التحلي بالفضيلة ونشر القيم الدينية وتنمية هذه القيم في نفوس الشباب وبين أفراد المجتمع ليبقي المجتمع مجتمعا متماسكا وقويا وقادراعلي مواجهة الأخطار والقيم الوافدة وكذلك الثبات والتصدي للاتجاهات الغريبة والقضايا التي تثار من آن لآخر من خلال العمل المستمر علي توضيح موقف الدين من القضايا المعاصرة والمشكلات الحياتية التي يعيشها طلاب التعليم الثانوي والجامعي والشباب بصفة عامة. كما أكد التقرير علي ضرورة الحفاظ علي هوية الأمة الاسلامية والثقافية وشخصيتها الذاتية وعدم الانسياق وراء أخطار الانفتاح الغير منضبط, والذي يمكن أن يحدث من جراء عملية التواصل الالكتروني, والالتزام بالقيم الثقافية الإسلامية الجادة والتي تتسم باحترام القواعد الدينية والأخلاقية والقيم السليمة المتمثلة بالنزاهة والحوار والشفافية.