حشرونا في زوايا ضيقة.. ومنحوا الوزير مساحات شاسعة.. منعوا عنا المقاعد والمنصة.. وسمحوا للوزير المرشح بسرادقات فسيحة .. ومنصات عالية.. ومقاعد وثيرة.. أجبروا أنصارنا وجماهيرنا علي الوقوف لساعات، وفي مناطق مزدحمة لكي يستمعوا إلي الخطاب السياسي والانتخابي للنائب والمرشح 'مصطفي بكري'.. بينما تركوا رجالات الوزير وأنصاره من قيادات الإنتاج الحربي يستريحون ويسترخون علي المقاعد. هذا هو حال مؤتمراتنا الانتخابية في حلوان.. نتعذب لنحصل علي موافقة لمؤتمر انتخابي، رغم أن اللجنة العليا للانتخابات أطلقت الدعاية الانتخابية للمرشحين منذ منتصف نوفمبر الجاري.. وحين نحصل علي الموافقة الشفوية 'بطلوع الروح' يوجهون الضربات من تحت الحزام، والهدف إفشال المؤتمر.. فصاحب الفراشة الذي يتجرأ علي أن يسمح لنا باستئجار المقاعد والسماعات دون إذن رئيس المباحث 'تكون ليلته سودة'.. ويتلقي التهديد والوعيد.. والطرق بالحديد.. يخاف الرجل علي لقمة عيشه.. فهو 'مش قد الباشا بتاع المباحث'.. وقد يجد نفسه خلف الشمس، لأنه تجرأ ومارس عمله المشروع.. وبعضهم يأخذ بالمثل الذي يقول 'الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح'.. وحين نستطيع بعد جهد جهيد، وكفاح ضارٍ توفير بعض المقاعد لمؤتمر يعقد رغماً عنا داخل دواوين صغيرة ومحدودة، يتلقي من تجرأ علي تقديم المقاعد دروساً في التربية الحقيقية.. أما سعادة الوزير وصحبه من السادة الكرام.. فإن رجال الفراشة الذين يتعاملون معهم يقفون في وسط الشارع، يعطلون المرور، ويزعجون المواطنين.. يفعلون ما يشاءون.. إضاءة.. سماعات مدوية.. مقاعد.. منصات.. مداخل ومخارج.. دون أن يتحدث أحد.. أو يتكلم أحد.. بل يخضع كل شيء للحماية الأمنية. كان يوم الجمعة الماضي نموذجاً حقيقياً لهذا الذي يحدث في حلوان.. رفض رجال الأمن أن يسمحوا لنا بالخروج من دائرة ضيقة بالقرب من مندرة 'آل بدير' بحلوان البلد.. الآلاف ممن تدفقوا علي المؤتمر الحاشد للنائب 'مصطفي بكري' لم يجدوا موطئ قدم للوقوف، وليس للجلوس.. غصّ المكان بالجماهير الحاشدة، تصبب الجميع عرقاً.. وفي المقابل كان المكان الفسيح، والسرادق الضخم لمؤتمر الوزير 'سيد مشعل' علي الرشاح في منطقة عرب سلام بالمعصرة المحطة خاوياً، لا يجد من يجلس فيه.. بدا المكان بارداً برودة الثلج.. المقاعد خاوية من البشر.. ولم يحضر أعمال المؤتمر سوي بضع عشرات من الأفراد لايتجاوزون الثمانين فرداً.. جلسوا في أماكن فسيحة.. لاتجد من يشغلها. كان المشهد عجيباً.. والمنظر متناقضاً.. روح الحماس والحب والهتاف والمشاعر الدافقة تنطلق من حلوان البلد.. دفاعاً والتفافاً حول نائب الشعب ومرشح الدائرة الأولي بحلوان 'مصطفي بكري'.. فيما غاص موقع مؤتمر الوزير بالمعصرة في السكون التام، والهدوء القاتل، والبرودة التي بدت واضحة في الصور التي التقطها عدد من المصورين، بالفيديو والصور الفوتوغرافية، والتي تؤكد أن الوزير 'مشعل' الذي أغرق الدائرة الأولي بحلوان باللافتات، والصور.. لم يعد يمتلك أية شعبية في نطاق الدائرة، وأن الأمل الوحيد، والمخرج الواحد لاستمراره في مقعده البرلماني هو أن تتدخل الحكومة بشكل صارخ لتحمل الوزير بأصوات مزورة إلي مقعد البرلمان.. أما دون ذلك فإن الوزير لا يملك حباً ولا تعاطفاً ولا شعبية ولا جماهيرية في أوساط أبناء حلوان. احدي المحررات التابعات لاحدي وكالات الانباء أبدت دهشتها، حين راحت تجري استطلاعاً للرأي في حلوان.. اختارت عينة عشوائية من أربعين مواطناً، ومواطنة في كافة أرجاء حلوان.. وجهت إليهم سؤالا واحداً، دون تعليق: من ستنتخب؟.. بكري أم مشعل؟.. وكم كانت المحصلة مثيرة حين أكد 38من العينة المختارة أنهم سيمنحون أصواتهم ل'مصطفي بكري' عن حب وقناعة.. فيما أبدي اثنان رغبتيهما في إعطاء فرصة أخري للوزير 'مشعل' لربما ينصلح به الحال ويهتم بالناس. هذه الحالة المزرية التي يبدو عليها الوزير 'مشعل' دفعته هو ورجاله لاستخدام أساليب غير معهودة في محاولة السيطرة علي المواطنين، والتأثير علي إرادتهم وأصواتهم.. فلكل لافتة ترفع ثمنها، ولكل صورة توضع مقابل، والهدايا، والهبات تغرق الدنيا.. فالوزير ورجاله يتصورون أن بإمكانهم التأثير علي إرادة المواطنين عبر هذه الوسائل المرفوضة والتي يجب ألا تصدر عن وزير مسئول في الحكومة.. ولكنه الواقع الذي يحدث الآن في حلوان.. واقع مرير، وأساليب عقيمة عفا عليها الزمن، ولكنها لاتزال هنا في حلوان، وعلي يد من يمثلون حكومة الحزب الحاكم تجد طريقها.. لتضرب في مقتل كل حديث عن شعارات نزاهة الانتخابات، وتؤشر إلي اتجاهات غير محمودة بدأت تلوح في الأفق في الأيام الأخيرة، ولعلها ستتكشف بشكل أكثر بروزاً في الأيام المقبلة في ظل معلومات تتردد بقوة حول تدخلات مرتقبة لجهات بعينها لإنجاح الوزير رغماً عن إرادة كل أبناء حلوان. منطق مغلوط.. وأسلوب ممقوت.. وسياسة كريهة.. واستمرار علي الخطأ .. هذا هو منهج الحزب الوطني الذي يعكس نفسه وفكره في أرض حلوان بعد أن لفظه أبناء المنطقة، وراحوا يتندرون علي إنجازاته العرجاء، وسياساته العقيمة. شعب حلوان الذي أعلن عن بكرة أبيه تأييده ودعمه لنائب الشعب المرشح 'مصطفي بكري' سوف يتصدي لأية محاولة لتزييف إرادته.. شعب حلوان يقف اليوم عند لحظة فاصلة في تاريخه.. وعلي حكومة 'الحزب عايز كدة' أن تقرأ الرسالة جيداً، وأن تدرك أن تدخلها في الانتخابات سوف تحصد ثماره المرة.. وهو حصاد سوف يدفع الناس بعيداً عن المشاركة، وهنا مكمن الخطر الذي لا تريد الحكومة أن تتعلم من دروسه السابقة.