بعد سبع سنوات من جهود إعادة بنائه، أوشكت عملية إحياء مسجد فرهاديا البوسني التاريخي الذي دمرته القوات الصربية علي الانتهاء. وتم تدمير هذا المبني العريق خلال حرب البوسنة التي امتدت بين عامي 1992 و1995، لكنه أعيد تقريبا إلي نفس وضعه المتميز الذي جعل منظمة اليونسكو تضمه إلي قائمة مواقع التراث العالمي عام 1950. وينخرط العمال حاليا في جهود استعادة شكل وبناء المسجد من الداخل، وهي مهمة يأملون أن ينتهوا منها قبل عطله عيد الفطر التي توافق الثامن والعشرين من يوليو الجاري. وأعيد بناء المسجد باستخدام طرز جديدة وقديمة، لاسيما استخدام الأحجار القديمة. وأعرب إمام المسجد، موريس سباهيتش عن سعادته البالغة حيال العمل، لكنه يقول إنه يستعيد أيضا ذكريات أليمة بالنسبة للكثيرين في المدينة. وقال سباهيتش 'بعد إزالة السقالة، بنيت المئذنة وأضيئت الأنوار، أيقظت مشاعر لدي الناس وليس المسلمين فقط. آخرون الذين قضوا ردحا من من شبابهم في هذه المدينة يتذكرون مسجد فرهاديا وكيف ساروا متمهلين في الشوارع حوله'. ويشعر سباهيتش بأن المسجد مكان مميز في قلوب غير المسلمين في بانيا لوكا، منذ أن كانت المنطقة الواقعة خارجه نقطة تجمع رئيسية والشوارع المحيطة به مركزا للحياة الاجتماعية منذ عقود. وشهدت الحرب صراعا بين المسلمين البوشناق والمسيحيين الأرثوذكس الصرب والكروات الكاثوليك. وبالرغم من أن مدينة بانيا لوكا لم تشهد أية مواجهات تذكر خلال الحرب، فإن كافة مساجد المدينة الستة عشر دمرت.