شهدت قاعة محافظة أسوان اليوم السبت تعانق وتصافح القيادات وأولياء الدم من قبيلتي الدابودية وبني هلال في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه محافظ أسوان مصطفي يسري عن الاتفاق علي اتمام مراسم الصلح النهائي عصر الاثنين القادم بالصالة المغطاة بطريق السادات لإنهاء حالة الاحتقان بين القبيلتين وبدء صفحة جديدة في العلاقة بين الجانبين بعد إقرارهما التصالح الرسمي من ولاة الدم في كل جانب وكبار ورموز العائلتين. وأكد محافظ أسوان في المؤتمر الذي تم برعايته وبحضور اللواء سعد زغلول مساعد وزير الداخلية لمنطقة جنوب الصعيد واللواء حسن السوهاجي مدير أمن أسوان والدكتور منصور كباش المنسق العام للجنة المصالحة وأعضاء اللجنة، في كلمته علي أن الاستجابة السريعة والمخلصة للتوقيع علي الصلح يعكس مدي الوعي والإحساس الوطني الصادق بالمسئولية، كما يؤكد علي أن نبذ العصبية والقبلية والعنف هو السبيل الوحيد لنعيش جميعاً في مجتمع آمن لا يعرف التفرقة والفتن و الخوف علي حياة ومستقبل أبناؤه, لافتاً إلي أنه بالتوحد والترابط والتماسك نستطيع عبور أي حوادث مهما كان قسوتها وآلامها وخاصة عندما تتنافي هذه الأحداث مع قيمنا وتعاليمنا الدينية, وأيضاً تتعارض مع سمات وأخلاق أهلنا في أسوان. وطالب مصطفي يسري أبناء أسوان بالاعتصام بحبل الله وعدم الالتفات للدعواتٌ الخبيثة التي لا تستهدف إلا الإضرار بسلامة واستقرار الجبهة الداخلية، مؤكداً علي أن الدولة لن تسمح بتكرارها مرة أخري وخاصة أن القانون سيأخذ مجراه تجاه كل من ارتكب جريمة أو خطأ في حق نفسه ومجتمعه وأهله لأن العدل هو أساس الملك والحصن المنيع الذي سيكفل الحقوق للجميع. ووجه المحافظ الشكر لرئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب و فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, وأيضاً وزراء التنمية المحلية و الداخلية و الأوقاف ومديرية أمن أسوان والقوات المسلحة لمتابعتهم المستمرة لجهود المصالحة منذ بدء الاشتباكات ودعمهم لاحتواء تداعياتها, مشيراً إلي أن الجميع يقدر و يثمن دور أعضاء لجنة المصالحة التي ضمت قامات من أبناء المجتمع الأسواني في مقدمتهم الدكتور منصور كباش حيث واصلت اللجنة الليل بالنهار لإتمام المصالحة في وقت قياسي وبكل تجرد وإخلاص وفي ظل ظروف صعبة وتحديات عديدة. ومن جانبه أكد الدكتور منصور كباش رئيس لجنة المصالحة علي أن الصلح نهائياً وباتاً وأقره الأطراف وأولياء الدم بكامل أهليتهما وبحضور اللجنة المشتركة من العائلتين علي أن يتبادل أبناء الدابودية وبني هلال الاعتذار لأولياء الدم في كلاً منهما، مع إقرارهما بشروط الصلح ومنها التزام أي طرف يخترق هذه الشروط العرفية بغرامة مالية وأدبية، لافتاً إلي أن نفس هذا الالتزام ينطبق علي أي حالات إساءة من أفراد القبيلتين بعضهما البعض أو في حالة الاعتداء علي عقار أو ملكية خاصة بهما، وفي حالة نشوب أي خلاف من أحد الطرفين تلتزم اللجنة المشكلة من كل طرف بالتواصل وإبداء المساعدة لسرعة حل الأزمة أو اللجوء للجنة العامة للمصالحة لاتخاذ ما يلزم. وأضاف منصور كباش بأن محضر الصلح شمل أيضاً التزام الطرفين بعدم إثارة أي صراع جماعي بينهما وفي حالة عدم الالتزام سيتم توقيع غرامة مالية قدرها مليون جنيه تلتزم القبيلة بدفعها بالكامل، مع الالتزام القانوني وتحمل تبعات أي تصرف غير مسئول.