صدر عن مشروع ذاكرة مصر المعاصرة بمكتبة الإسكندرية العدد الرابع من مجلة ذاكرة مصر المعاصرة، لشهر أكتوبر 2010، ويصحب العدد الذي يقع في 90 صفحة القراء في جولة شيقة ونادرة لزيارة مصر، وسرد واقع وتاريخ يجهله الكثير، وسمع به القليل. وتروي الباحثة سوزان عابد حكاية من حكايات مصر المحروسة بمذاق ونكهة شرقية تفوح بعطر فرنسي جذاب، فهي ليست حكاية لمصر التي يعرفها كل المصريون، بل إنها مصر التي عبرت آلاف الأميال لتستقر علي ضفاف نهر السين في عاصمة النور باريس لتعلو هناك بقامتها وتاريخها قبل أن يعلو برج إيفل بسنوات، مصر التي ذهبت بتاريخها وحاضرها ومستقبلها إلي عالم كان متعطشًا لرؤيتها وانتظر قدومها بفارغ الصبر. فقد استقرت مصر ببلاد السين لتزيح الستار عن بلد من بلاد الشرق؛ بلاد الشرق التي داعبت خيال كبار الأدباء والمفكرين وأصبحت محور أحداث رواياتهم ومؤلفاتهم، فقد جاءت مصر لتبهر المولعين بها والمغرمين بتراثها، خاصة عندما رفع الخديوي إسماعيل شعار: "إذا لم تذهب إلي مصر.. فمصر ستأتي إليك". وتقدم المجلة جولة شيقة مزودة بالصور وقصاصات الجرائد والمجلات، تبحر خلالها داخل مصر علي ضفاف نهر السين، وذلك من خلال رصد المشاركات المميزة لمصر في المعارض الدولية المقامة في باريس في السنوات 1867 و1878 و1889 و1900، وتعيد قراءة حكاية مشاركة مصر في المعارض الدولية، تلك المشاركات التي ظلت موضع جدل وتسطيح من قبل بعض المؤرخين والباحثين. ويأخذ العدد الرابع القارئ في جولات أخري مميزة من خلال موضوعاتها المتنوعة، ومنها "فوة مدينة المآذن" للدكتور خالد عزب؛ رئيس تحرير المجلة، ومقال مميز للباحث محمود عزت بعنوان "الوطني: تعددت الأحزاب والمسمي واحد"، ورصد لشخصية المندوب السامي في مصر منذ بداية الاحتلال البريطاني إلي إلغاء المنصب، تقدمه الباحثة صفاء خليفة، وموضوع عن البنك الدولي ودوره في قرار تأميم قناة السويس وبناء السد العالي، ومتابعة بالتحليل والتدقيق لموقف البنك الدولي ودوره المحوري في الأحداث، للباحثة شيرين جابر. وعن عادات المجتمع المصري وطرائفه، تضم المجلة مقال مميز للباحثة إيمان الخطيب تتبع من خلاله عادات المصريين الخاصة بالزواج من ليلة الحنة والزفاف وزفة العروس وغيرها من الطقوس التي اندثر بعضها وبقي البعض الآخر حتي اليوم، كما يتتبع حسام عبد القادر تاريخ مدينة الإسكندرية من خلال فواتير الكهرباء. ونشرت المجلة تحت باب "بروتوكولات ومراسم" قصة السلام والنشيد الوطني من خلال النشيد الخاص بجيش محمد علي ونشيد الكشافة والنشيد السلطاني في عهد السلطان حسين كامل، بالإضافة إلي عرض مجموعة مميزة من المصطلحات والكلام الذي بقي حيًّا في لغتنا إلي اليوم، ومنها الإسكافي والبقشيش والخيش وأبو العريف.