أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن القيادة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان الإرهابي الإسرائيلي علي دولة فلسطين، ولن تسمح بإفلات إسرائيل من العقاب علي عدوانها المخطط، وستقوم باستخدام حقها الطبيعي والقانوني والسياسي بملاحقة إسرائيل ومحاسبتها علي جميع خروقاتها لأحكام القانون الدولي والاتفاقات الموقعة، وستدافع عن شعبها في وجه المخططات الاستعمارية التصفوية. وتحذر 'التنفيذية'- في بيان أصدرته مساء السبت- من مغبة استمرار التصعيد الإسرائيلي الخطير الذي تقوده حكومة نتيناهو وسلطات الاحتلال ضد أبناء شعب فلسطين، وتُحمّل إسرائيل المسؤولية المطلقة عن نتائج التدهور الحاصل بفعل عملياتها الانتقامية والمفتعلة وإجراءات العقاب الجماعي غير القانوني وجرائم التطهير العرقي في دولة فلسطينالمحتلة، التي من شأنها جر المنطقة بأكملها إلي عدم الاستقرار، وسحبها إلي مربع العنف الذي تبرَع فيه السلطة القائمة بالاحتلال. وتشير التنفيذية إلي أن سياسات الاحتلال واستفزازه المدروس يأتي في إطار خطة إسرائيل المتواصلة لقضم وسرقة الأرض والموارد، وحصار الوجود الفلسطيني في إطار معازل مسيطر عليها من الاستيطان والحزام الأمني الإسرائيلي، ووضع العقبات أمام توحيد الحركة الوطنية الفلسطينية، وغطاء لتثبيت الانقسام، وتمهيداً لإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني، وعزل قطاع غزة عن الوحدة الجغرافية السياسية للوطن، وتحويله إلي معزل يسهل التحكم بمصيره ومصير أبناء شعبنا وحياتهم هناك. وتشدد التنفيذية علي أن حماية 'المستوطنين' غير الشرعيين هي مسؤولية الدولة التي تتنكر للقوانين والإرادة الدولية، التي تطلقهم للاعتداء علي أبناء شعب فلسطين وممتلكاته ومقدساته وحقوله وأشجاره وحياته، فالتملص الإسرائيلي من استحقاقاته والتزاماته السياسية وتدمير حل الدولتين، وإعطاء الأولوية لبرنامج ائتلافها المتطرف علي حساب حقوق شعبنا ومتطلبات السلام، لن تثني شعبنا عن مواجهة غطرسة القوة، وصموده علي أرضه حتي تحقيق حقوقه غير القابلة للتصرف، وإنهاء الاحتلال وإقامة دولته ذات السيادة وعاصمتها القدس. وتجدد التنفيذية إدانتها الشديدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين وإطلاق النار بشكل متهور وعشوائي، ما أدي إلي استشهاد فلسطينيَّيْن، أحدهما الطفل الشهيد محمود دودين جنوب الخليل، الذي اغتالته قوات الاحتلال من علي بعد 80 متراً فقط، وإصابة العشرات. هذا بالإضافة إلي تضييق الخناق علي قطاع غزة، وشنّ الهجمات الجوية وترويع المواطنين الآمنين ووقوع عشرات الإصابات. وتدعو التنفيذية دول العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن إلي التدخل الفوري لردع قوة الاحتلال، وتطالب المجتمع الدولي باستخلاص العبر وإدراك مآرب إسرائيل التوسعية من أجل ضم الأرض وتمرير مشروع 'إسرائيل الكبري' علي أرض فلسطين التاريخية، وتدعوه اليوم إلي الخروج عن صمته المطبق علي خروقات إسرائيل وتنكرها للشرعية الدولية، وعدم تزويدها بالحصانة لارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية ضد الإنسانية، واتخاذ المبادرات الجادة لمحاسبتها ولجم عدوانها وتوفير الحماية الدولية العاجلة لأبناء شعبنا قبل فوات الأوان.