بايدن يوجه بتعديل وضع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط    أمين الفتوى: حصن نفسك بهذا الأمر ولا تذهب إلى السحرة    تعليقًا على هجمات لبنان.. بوريل: لا أحد قادر على إيقاف نتنياهو وأمريكا فشلت    نحو 30 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت خلال ساعتين    آخر تطورات لبنان.. الاحتلال يشن 21 غارة على بيروت وحزب الله يقصف شمال إسرائيل    «أنا وكيله».. تعليق طريف دونجا على عرض تركي آل الشيخ ل شيكابالا (فيديو)    التحويلات المرورية الجديدة بعد غلق الطريق الدائري من المنيب تجاه وصلة المريوطية    طعنة نافذة تُنهي حياة شاب وإصابة شقيقه بسبب خلافات الجيرة بالغربية    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    اليوم.. جامعة الأزهر تستقبل طلابها بالعام الدراسي الجديد    وزير الخارجية: تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن نسمح بحدوثه    درجات الحرارة في مدن وعواصم العالم اليوم.. والعظمى بالقاهرة 33    بحضور مستشار رئيس الجمهورية.. ختام معسكر عين شمس تبدع باختلاف    «مرفق الكهرباء» ينشر نصائحًا لترشيد استهلاك الثلاجة والمكواة.. تعرف عليها    مع تغيرات الفصول.. إجراءات تجنب الصغار «نزلات البرد»    الحكومة تستثمر في «رأس بناس» وأخواتها.. وطرح 4 ل 5 مناطق بساحل البحر الأحمر    تعرف على آخر موعد للتقديم في وظائف الهيئة العامة للكتاب    إيران تزامنا مع أنباء اغتيال حسن نصر الله: الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل    حكايات| «سرج».. قصة حب مروة والخيل    ضياء الدين داوود: لا يوجد مصلحة لأحد بخروج قانون الإجراءات الجنائية منقوص    المتحف المصري الكبير نموذج لترشيد الاستهلاك وتحقيق الاستدامة    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    عاجل - "الصحة" تشدد على مكافحة العدوى في المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة    وزير الخارجية: الاحتلال يستخدم التجويع والحصار كسلاح ضد الفلسطينيين لتدمير غزة وطرد أهلها    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    المثلوثي: ركلة الجزاء كانت اللحظة الأصعب.. ونعد جمهور الزمالك بمزيد من الألقاب    صحة الإسكندرية تشارك في ماراثون الاحتفال باليوم العالمي للصم والبكم    حياة كريمة توزع 3 ألاف كرتونة مواد غذائية للأولى بالرعاية بكفر الشيخ    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    الوراق على صفيح ساخن..ودعوات للتظاهر لفك حصارها الأمني    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان بقرية بخانس.. صور    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 28 سبتمبر 2024    تجديد حبس عاطل سرق عقارًا تحت الإنشاء ب15 مايو    التصريح بدفن جثمان طفل سقط من أعلى سيارة نقل بحلوان    استعد لتغيير ساعتك.. رسميا موعد تطبيق التوقيت الشتوي 2024 في مصر وانتهاء الصيفي    فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية    "الصحة اللبنانية": ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت إلى 6 قتلى و91 مصابا    أحمد العوضي يكشف حقيقة تعرضه لأزمة صحية    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    «عودة أسياد أفريقيا ولسه».. أشرف زكي يحتفل بفوز الزمالك بالسوبر الإفريقي    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    جوميز ثاني مدرب برتغالي يتوج بكأس السوبر الأفريقي عبر التاريخ    جوميز: استحقينا التتويج بكأس السوبر الإفريقي.. وكنا الطرف الأفضل أمام الأهلي    عمر جابر: تفاجأنا باحتساب ركلة الجزاء.. والسوبر شهد تفاصيل صغيرة عديدة    مصراوي يكشف تفاصيل إصابة محمد هاني    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة أعمدة الإنارة بالقطامية    «زى النهارده».. وفاة الزعيم عبدالناصر 28 سبتمبر 1970    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تحرك جديد.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جماعة 'إخوان' إسرائيل!!

لماذا طلبت السفيرة الأمريكية السابقة في مصر ‹آن باترسون› من المشير عبد الفتاح السيسي تأجيل بيان 3 يوليو عدة أيام؟!! وماذا دار في الاجتماع المغلق بين السفيرة الأمريكية والمهندس خيرت الشاطر قبل عشرة أيام من ثورة الثلاثين من يونيو؟!!.. وماذا دار في الاجتماع المغلق بين وفد الكونجرس الأمريكي برئاسة جون ماكين والقيادي الإخواني جهاد الحداد يوم السادس من أغسطس 2013 في أحد فنادق القاهرة؟ !! ولماذا استنكرت الولايات المتحدة الأمريكية قيام أجهزة الأمن المصرية بالقبض علي المرشد العام لجماعة 'الإخوان' محمد بديع وقيادات الجماعة علي الرغم من أن 'الإخوان' جماعة معادية لإسرائيل، حسب ظاهر القول؟!!.. وهل توافق الولايات المتحدة الأمريكية علي منح جنسيتها لمواطنين مصريين يعلنون صراحة أنهم عناصر قيادية في تنظيم دولي كبير يخطط لإقامة دولة إسلامية في مصر ثم خلافة إسلامية تحكم العالم؟!!.. وهل توافق دولة أوربية حليفة لإسرائيل علي منح جنسيتها لمواطنين مصريين تصرخ حناجرهم بالهتاف 'علي القدس رايحين شهداء بالملايين'؟!!.. وهل تمت مشاركة 'الإخوان' في أعمال الإغاثة الإنسانية في أفغانستان والبوسنة والهرسك، والصومال وغيرها دون تنسيق مع أجهزة الاستخبارات الغربية والأمريكية؟!!
هذه التساؤلات تعود بنا إلي تساؤلات أخري عن أسباب اختيار القيادات الإخوانية التي تحمل جنسيات أجنبية أو التي عاشت في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ليكونوا هم أصحاب القرار داخل جماعة 'الإخوان' ومنها إلي قصر الرئاسة المصرية والعديد من المواقع المهمة في مؤسسات الدولة؟!!
وقد ظهرت هذه الشخصيات وبشكل مفاجئ بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 وأصبح أصحاب القرار في مصر وداخل التنظيم الإخواني الحاكم قيادات إخوانية تحمل جنسيات أجنبية ومنهم: طبيب التحاليل عصام الحداد، الذي أسند إليه 'الإخوان' منصب مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية والتعاون الدولي وهو حاصل علي الجنسية البريطانية، وخالد القزاز سكرتير رئيس الجمهورية وهو حاصل علي الجنسية الكندية، والدكتور أيمن علي، مستشار الرئيس لشئون المصريين بالخارج، ويحمل الجنسية النمساوية.
واللافت للنظر أن مكتب الإرشاد في جماعة 'الإخوان' قرر وبشكل مفاجئ في فبراير 2012 تعيين عصام الحداد عضواً في مكتب الإرشاد، دون انتخاب، وتم وبشكل متسارع توزيع آل الحداد الذي يحمل أكثرهم الجنسية البريطانية علي المواقع القيادية في الجماعة وحزبها الحرية والعدالة، فأصبح جهاد الحداد عضواً في فريق المتحدثين الإعلاميين باسم جماعة 'الإخوان' كما تم اختيار عبد الله الحداد متحدثاً باسم 'الإخوان' في الغرب، ويحمل جهاد وعبد الله نفس الجنسية، وتولي وليد الحداد نجل شقيق عصام الحداد منصب، منسق لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، وهو يحمل الجنسية البريطانية!!
ونلاحظ هنا أن العناصر القيادية الإخوانية التي تصدرت المشهد كانت تشغل مواقع قيادية في جمعيات ومنظمات الإغاثة الإنسانية، وظلت هذه العناصر في مواقعها في هذه المنظمات إلي أن تم اختيارها في مواقع قيادية في الدولة الإخوانية الجديدة.
وكان الصعود الغامض والمفاجئ لأصحاب الجنسيات الأجنبية والمقيمين لفترات طويلة في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية موضع تساؤلات كثيرة بين صفوف 'الإخوان' الذين أصابتهم الدهشة من التصعيد المتسارع لعناصر قيادية محددة في مقابل الحرص علي إقصاء عناصر أخري !!!
ويشير الدكتور محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام سابقاً إلي ذلك في كتابه 'الإخوان المسلمون.. بين الصعود والرئاسة وتآكل المشروعية' ويتحدث عن الصعود المفاجئ للدكتور محمد مرسي الذي عمل لسنوات أستاذاً للهندسة في جامعات أمريكية وحصل إثنان من أبنائه 'أحمد وشيماء' علي الجنسية الأمريكية، ويقول : 'قدّمت الجماعة في انتخابات مجلس الشعب عام 2000 حوالي 75 مرشحاً، نجح منهم 17 نائباً فقط، كان الدكتور محمد مرسي أحدهم'.
ويكشف 'حبيب' عن أنه كان سبباً في صعود 'مرسي' بعد فوزه ضمن ال17 إخوانياً في انتخابات 2000 البرلمانية، بعد أن طرح اسمه علي المجموعة، لكي يتولي رئيساً للكتلة، ففزعوا من طرح الاسم لكنهم ظنوا أن هذا هو رأي مكتب الإرشاد، فوافقوا علي الفور. ويضيف، قائلاً: 'في أول اجتماع لمكتب إرشاد الجماعة، تم إسناد الإشراف علي الكتلة البرلمانية التي تضم ال17 نائبا إليّ، وذلك بسبب أني كنت عضواً سابقاً في البرلمان ولديّ خبرة في هذا الميدان، كما أنني كنت مشرفاً في الوقت ذاته، علي قسم المهنيين التابع للجماعة.. وكان علينا أن نختار واحداً من أعضاء الكتلة، ليكون مسئولاً عن الأعضاء، من حيث التنسيق والتعاون فيما بينهم، فضلاً عن ضبط الأداء خلال وجودهم داخل البرلمان.. كان المفترض التشاور في هذه المسألة مع أعضاء مكتب الإرشاد، لأنه في النهاية صاحب القرار في الاختيار، حيث إن هؤلاء النواب يتكلمون داخل البرلمان وخارجه باسم الجماعة.. إلا أن الذي حدث أن اتصل بي الدكتور محمد علي بشر، عضو مكتب الإرشاد.. وطرح عليّ اختيار الدكتور مرسي كمسئول، علي اعتبار معرفته به أيام أن كانا في أمريكا.. ولأني كنت أثق في الدكتور بشر، فقد تكلّمت مع أعضاء الكتلة ال17 مجتمعين حول استطلاع رأيهم في الدكتور محمد مرسي.. كان طرح الاسم مفاجئاً لهم، خصوصاً أن هذه هي المرة الأولي التي يدخل فيها الدكتور مرسي البرلمان، ولا سابق خبرة له به.. فإذا ما وضعنا في الاعتبار أنه كان ضمن الكتلة البرلمانية أعضاء سابقون في البرلمان، لأدركنا مدي المفاجأة التي وقعت عليهم.. غير أن أعضاء الكتلة تصوّروا أن طرحي اسم الدكتور مرسي إنما هو تعبير عن رؤية مكتب الإرشاد.. ولأن الأخير له منزلته ومكانته في قلوب 'الإخوان'، فقد قبلوا الأمر ورضوا به.
ويصف الدكتور محمد حبيب أداء محمد مرسي ويقول: أشرف علي موقع 'إخوان أون لاين' باللغة الإنجليزية.. ولكن فوجئنا بأن أداءه كان ضعيفاً ودون المستوي، ويتحدث النائب الأول للمرشد سابقاً عن التصعيد الأكبر والمفاجئ للدكتور محمد مرسي في التنظيم الدولي فيقول 'حين اعتُقل المهندس خيرت أواخر عام 2006، أسند للدكتور مرسي جزءاً من الاتصال بالإخوان في الخارج.. وقد تم هذا دون علم المكتب ودون علمي، رغم أني كنت النائب الأول للمرشد.. وقد أخبرني د.مرسي أن الأستاذ عاكف هو الذي استدعاه في منزله وكلّفه بذلك.. وحين قلت له سوف ألتقي الأستاذ عاكف وأتحدث معه في هذا الخصوص، لأنه استلاب لسلطة مكتب الإرشاد.. حينئذ رجاني د.مرسي ألا أفعل، لأن ذلك يُعرّضه لحرج شديد.. وفعلاً لم أتحدث مع الأستاذ عاكف.. قلت في نفسي هذه بتلك، فقد اخترت د.مرسي ليكون مسئولاً للكتلة البرلمانية عام 2000، دون استشارة مكتب الإرشاد.. وها هو الأستاذ عاكف يختاره لمهمة الاتصال بالإخوان في الخارج عام 2007، دون استشارة مكتب الإرشاد.. '!!
ودارت الأيام واستمر صعود محمد مرسي بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، من نائب لرئيس حزب الحرية والعدالة إلي رئيس الحزب بعد اختيار سعد الكتاتني لرئاسة مجلس الشعب، وظلت هناك أسباب مجهولة وراء التصعيد السريع لمحمد مرسي، غير امتثاله بالسمع والطاعة العمياء لقياداته ورغم صلاحياته المعروفة لدور السكرتير المطيع المنفذ لأوامر خيرت الشاطر، سواء كان الشاطر داخل السجن أو خارجه، وتوالت المفاجآت بما حدث في التصويت داخل مكتب الإرشاد علي اختيار المرشح الإخواني لرئاسة الجمهورية، حيث حصل خيرت الشاطر علي النصيب الأعلي من الأصوات يليه تابعه المطيع محمد مرسي، ثم الدكتور خالد عبد القادر عودة، وجاء رابعاً الدكتور محمد علي بشر، وتعجب الجميع من حصول محمد مرسي الأقل كفاءة وخبرة علي المركز الثاني.. لكن لم يكن هناك طريق للاعتراض فقواعد السمع والطاعة ملزمة للجميع، ولا معقب علي رأي مكتب الإرشاد!!!
وعندما بدأت الجماعة أولي خطواتها في سباق الرئاسة تم اختيار حملة المهندس خيرت الشاطر من شخصيات يرتبط اسم الكثيرين منهم بالدول الأجنبية، وتحولت بعد استبعاد خيرت الشاطر من سباق الترشح ليصبحوا أعضاء في الحملة الرئاسية للمرشح محمد مرسي، وكان من الملحوظ أن هذه الحملة تخلو من الصحفيين والإعلاميين الأعضاء في جماعة 'الإخوان' والمعروفين للجميع قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، ولم تتم الاستعانة بصلاح عبد المقصود لينضم إلي الحملة الرئاسية إلا في الأسبوعين الأخيرين قبل موعد التصويت، وكان ما كان وأصبح مرسي رئيساً!!!
والحديث عن الصعود والتصعيد الغامض لا يتوقف عن القيادات التي وصلت إلي مكتب الإرشاد وإلي الهيئة العليا لحزب 'الحرية والعدالة' ورئاسة الجمهورية وغيرها من المواقع المهمة في مفاصل الدولة الإخوانية، فلم تكن هناك إجابة لدي الكثيرين من أعضاء الجماعة تفسر دوافع قيادات الجماعة في الدفع بشخصيات محددة للمواقع القيادية التنظيمية التي تبدأ من رئاسات 'الشعب' جمع شعبة إخوانية وقيادات المناطق ومجالس شوري المحافظات وقيادات المكاتب الإدارية، ولا يوجد تفسير لاختيار ذات الشخصيات ليكونوا في قائمة المرشحين لانتخابات مجلسي الشعب والشوري، أو يكونوا في مواقع القيادات النقابية أو المواقع التنفيذية في مؤسسات الدولة بعد وصول 'الإخوان' إلي الحكم!!!
وكانت التصرفات المفاجأة هي سيدة الموقف في الكثير من الاختيارات، فعندما استقرت الجماعة علي اختيار قيادات إخوانية في مناصب المحافظين، تم إبلاغ عالم وقيادي إخواني معروف باختياره لمنصب محافظ أسيوط، فطلب الرجل أن يتم ترشيحه لمنصب محافظ الوادي الجديد حيث يكون الموقع المناسب لتنفيذ أفكاره ومشروعاته العلمية، ووصل خبر اختيار هذا العالم إلي القيادات المحلية والأمنية في محافظة أسيوط فتحركت حملات النظافة والتجميل لتقوم بواجبها في المنطقة التي يقع فيها مسكن أسرة القيادي الإخواني وفي محيط شركاته.. وبعد كل هذا كانت المفاجأة باختيار الدكتور يحيي كشك الأستاذ بكلية الطب بجامعة أسيوط ليتولي منصب المحافظ، وكان كشك قبل توليه منصب المحافظ نائباً لمسئول المكتب الإداري لجماعة 'الإخوان' بأسيوط، وكان قد انضم للجماعة قبل ثلاثين عاماً أثناء دراسته بانجلترا!!!
واستمر 'الإخوان' في الاختيارات الغامضة التي كانت تعتمد علي قواعد الثقات قبل الكفايات، وجاء في مقدمة الثقات شركاء البيزنس والمصاهرة، وكان اللافت للنظر أن عدداً كبيراً منهم كانوا من قيادات 'الإخوان' خارج مصر في الدول العربية أو الأجنبية وفي طليعتهم الحاصلون علي جنسيات أجنبية !!!
والمثير للدهشة أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت حريصة كل الحرص علي استمرار 'الإخوان' في الحكم، وهذا بدا واضحاً بعد أن أصبحت نيران ثورة الثلاثين من يونيو 2013 قريبة من عرش 'الإخوان' حيث قامت السفيرة الأمريكية في ذلك الوقت ‹آن باترسون› بزيارة في العشرين من يونيو إلي مكتب المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة 'الإخوان'، رغم أنه لا يتولي منصباً رسمياً في الدولة، ولا صفة له في اتخاذ القرار، وعقدت اجتماعاً مغلقاً معه دون أن يتم الإعلان عن محتوي هذا الاجتماع حتي الآن؟!!!
وكشف المشير عبد الفتاح السيسي مؤخراً عن أن السفيرة الأمريكية ‹آن باترسون› طلبت منه تأخير بيان 3 يوليو الذي تم الإعلان فيه عن عزل محمد مرسي لعدة أيام إلا أن المشير السيسي رفض الاستجابة لطلب السفيرة الأمريكية، ويبدو أن الدكتور محمد مرسي وأعضاء فريقه الرئاسي وقيادات التنظيم الإخواني كانوا علي قناعة تامة بأن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي لن يتخذ قراراً يخالف الإرادة الأمريكية.. لذلك كان محتوي بيان 3 يوليو بمثابة الصدمة لمرسي و'الإخوان' وهذا ما كشف عنه أحمد عبد العزيز، المستشار الإعلامي بمؤسسة الرئاسة في عهد 'الإخوان' حيث نقلت عنه وكالة الأناضول قوله في الثالث من أكتوبر 2013 إن الرئيس المعزول مرسي 'فوجئ' بقرار الإطاحة به. وكشف عبد العزيز ما دار في الساعات الأخيرة قبيل الإطاحة بمرسي، وقال: 'كان الرئيس في اجتماعات دائمة ومستمرة علي مدار الساعة مع مستشاريه وفريق العمل المحيط به لبحث تطورات الموقف تقريبا'، موضحا أن مرسي رغم خطابه الذي ألقاه مساء الثاني من يوليو وحذر فيه ضمنا الجيش من المساس به 'كرئيس شرعي'، إلا أنه لم يتوقع في الوقت نفسه أن يقدم الجيش علي الإطاحة به، وأكد عبد العزيز أن مرسي 'لم يكن مصرا علي التمسك بالسلطة بقدر ما كان مصرا علي إيجاد مخرج للأزمة، مستندا إلي الشرعية الدستورية، وكان يري أن منطقه سليم وقوي، وبالتالي لم يتوقع أن يتم الإطاحة به'.
وقال المستشار الإعلامي بمؤسسة الرئاسة إن مرسي وفريق مؤسسة الرئاسة 'فوجئوا' بخطاب الإطاحة به في التليفزيون قائلا: 'كنت مع عدد من المستشارين ورئيس الديوان، أذكر من بينهم الدكتور أيمن علي والدكتورة بكينام الشرقاوي، أثناء إذاعة بيان الانقلاب – حسب قوله - في التليفزيون.. ورد الفعل يوحي بأنهم والرئيس لم يكن أحد منهم يتوقع أن يصل الأمر إلي هذا الحد'.
وأضاف قائلا:' هذه المفاجأة للجميع في مؤسسة الرئاسة جاءت مع اتمام السيطرة من جانب السيسي علي الوضع، حيث كان قد أخبر الرئيس قبل الثالث من يوليو أن سيطرة الجيش علي كافة المنشآت الحيوية وانتشاره في الميادين والشوارع بهدف التأمين'.
ويتفق حديث أحمد عبد العزيز مع التصريحات والأحاديث التي أدلي بها قادة 'الإخوان' وكانت تتضمن تأكيداً علي حتمية تدخل الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة مرسي و'الإخوان' إلي الحكم وقد استخدمت الولايات المتحدة المساعدات الاقتصادية والعسكرية لممارسة ضغوطها علي مصر، وكان الاتحاد الأوربي حريصاً علي 'الإخوان' وقامت السيدة كاترين آشتون مفوضة السياسة الخارحية في الاتحاد بعدة زيارات إلي مصر التقت في إحداها بالرئيس المعزول مرسي في مقر احتجازه، ومارست دول غربية ضغوطاً علي الدول الإفريقية الخاضعة للهيمنة الأوربية لتتخذ قراراً بتجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي، والإعلان عن أن ما جري في مصر في الثالث من يوليو كان انقلاباً.. !!!
وكان الموقف الأمريكي المؤيد لجماعة 'الإخوان' أشد وضوحاً في البيان الذي أعلنه البيت الأبيض وأدان فيه القبض علي المرشد العام للجماعة مع العلم بأن نجاح تنظيم 'الإخوان' في تحقيق أهدافه – المعلنة من ظاهر القول - يعني القضاء علي دولة إسرائيل، وليس هذا فحسب بل وإقامة الخلافة الإسلامية التي تعني حكماً إسلامياً للولايات المتحدة الأمريكية وأوربا والعالم.. !!!
فهل تدعم الولايات المتحدة وأوربا عدواً لإسرائيل وعدواً لها؟!!.. أم أن في الكواليس أحاديث أخري علي غرار الخطاب الذي أرسله الرئيس الإخواني محمد مرسي إلي صديقه الوفي رئيس دولة إسرائيل شيمون بيريز في التاسع عشر من يوليو 2012 وقد اعترف ياسر علي المتحدث الإعلامي بصحته ووصفه بأنه خطاب تفرضه قواعد البروتوكول، لكن يبدو أننا لا نعلم أن قواعد البروتوكول الإخواني كانت تقتضي من محمد مرسي أن يصف رئيس إسرائيل بالصديق الوفي العظيم، ويتمني له السعادة ولبلاده الرغد !!!
وقد تحول هذا الخطاب بعد ذلك إلي واقع عملي بمفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل في نوفمبر 2012 وقامت مصر في عهد الرئيس الإخواني بدور الوساطة التي أشادت بها إسرائيل في ذلك الوقت وكشفت صحيفة 'معاريف' الإسرائيلية بتاريخ 22 نوفمبر 2012 أن رئيس الموساد تامير فريدو شارك في المفاوضات بالقاهرة وقالت إن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود بارك، نطق اسم رئيس الموساد تامير فريدو، خلال موتمر صحفي، عقده يوم الأربعاء 21 نوفمبر 2012 بعد الإعلان عن التهدئة، وهو يثني علي الشخصيات التي أجرت المفاوضات في القاهرة قائلا: 'أتوجه بخالص الشكر لرئيس الموساد تامير فريدو علي مساهمته، لأنه بدون مجهوداته ما كنت أقف ها هنا'!!!
وتحقق لإسرائيل الرغد طوال عام من حكم 'الإخوان' ولم تطلق حركة 'حماس' الإخوانية حجراً واحداً تجاه أصدقاء الجماعة في دولة إسرائيل!!!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.