جهاد الحداد المتحدث الرسمي لتنظيم الإخوان، وهو نجل عصام الحداد القيادي البارز في تنظيم الإخوان في مصر، حيث كان عضوًا في مكتب الإرشاد حتّى تعيينه مساعدًا للرئيس المعزول محمد مرسي للشئون الخارجية منذ 27 اغسطس 2012. تمتد جذور جهاد الحداد إلى تنظيم الإخوان فهو زوج ابنة القيادي الإخواني، وعضو مكتب الإرشاد الدكتور محمود أبو زيد وابن أخت زوجة القيادي الإخواني، وعضو مكتب الإرشاد محمد إبراهيم، وقد جعلت هذه الصلات الأسرية من المهندس جهاد الحداد أحد أهم رؤوس النظام الإخواني. ومن المعروف أن عائلة الحداد باتت تتصدر المشهد الرئاسي، بعد تولي الرئيس المعزول محمد مرسى رئاسة مصر في 2012، فوالده الدكتور عصام الحداد الذي يحمل الجنسية البريطانية، عين كمساعد للرئيس المعزول مرسي للشئون الخارجية ....اقترب عصام الحداد بقوة من دائرة الضوء منذ أن جمعته شراكة وطيدة بالمهندس خيرت الشاطر نتيجة خبرته وعلاقاته الدبلوماسية في الخارج، حيث أقام سنوات طويلة في بريطانيا، مارس خلالها دوره كأحد أهم قيادات التنظيم الدولي للإخوان بعدما كان مسئولًا عن إخوان البوسنة والهرسك وكذلك عل كمستشار للرئيس الشيشاني السابق علي عزت بيجوفيتش. أما عمه، مدحت الحداد فكان أول من أنعم عليه الرئيس محمد مرسي بالجلوس معه داخل قصر الاتحادية، وكان صاحب أولى الصور التذكارية داخل مكتب الرئيس، كما أنه يعد من أهم 5 رجال لا يفارقون مرسي ويمثلون ظله منذ أن وطأت قدماه قصر الرئاسة. وقد صعدت عائلة الحداد بسرعة الصاروخ داخل تنظيم الإخوان وذلك في أعقاب خروج خيرت الشاطر من السجن بعد الثورة، حيث تم اختيار عصام الحداد لعضوية مكتب الإرشاد بقرار تعيين، وليس بالانتخاب في الرابع من فبراير الماضي، وذلك في التوقيت نفسه الذي شهد تصعيد والده رجل الأعمال الإخواني المهندس مدحت الحداد أحد أهم رجال الأعمال داخل الجماعة بعد خيرت الشاطر وحسن مالك، وصاحب عدد كبير من الشركات في مجالات المقاولات، والاستثمار العقاري، والاستيراد والتصدير، إلى جانب تنظيم المعارض مثل الشركة العربية للتعمير، والشركة العربية للاستيراد والتصدير، والجمعية التعاونية للأعمال الهندسية. ويعد جهاد الحداد المسئول الأول مع عصام الحداد عن ملف العلاقات الخارجية وكبير مستشاري مشروع النهضة الذي تم الترويج له على يد القيادي الإخواني المهندس خيرت الشاطر وجهاد نفسه الذي كان دائمًا ما يثير بدوره غضب المتابعين للمشهد السياسي نتيجة ظهوره بجوار الرئيس مرسي داخل قصر الرئاسة، دون صفة رسمية تجعل منه جارًا لرؤوس النظام إلا أن القيادات الإخوانية ومؤسسة الرئاسة تبرر دائمًا هذا التواجد بحجة أنه المعني بتنفيذ مشروع النهضة، مع والده. ويبدو جهاد تلميذًا نجيبًا لقيادات الإخوان حيث يسير مخلصًا على دربها كمدافع عن سياسات التنظيم ومبررًا لأخطائها الكارثية التي يراها إنجازات تدفع بمصر والمصريين إلى التقدم والتحضر.. كما قام جهاد بتنصيب نفسه مسئولا مثل باقي رموز الجماعة للحديث عن قرارات مصيرية قادمة تهم المصريين.. كل هذا ولم يتذكر جهاد ولو للحظة واحدة أن وجوده في القصر بلا سند قانوني وأن وجوده يرتبط بمكتب الإرشاد باعتباره من أهم رجال الأعمال داخل تنظيم الإخوان، وكذلك باعتبار أن والده صديق المهندس خيرت الشاطر. ومن الواضح أن اعتياد جهاد علي الإدلاء بالتصريحات التي تخص الجماعة والمشهد السياسي المصري إلى وسائل الإعلام الأجنبية أظهر تناقضه، وهذا ما يظهر في تصريحه الذي نقلته علي لسانه صحيفة "تايم" الأمريكية وقال فيه:" إن الإخوان يكتبون شيكات من رصيد مصداقيتهم.. وحسابهم أوشك على النفاد وفي حاجة إلى تجديد".. كما وصف الجماعة التي ينتمي إليها بأنها"طاغوت الإسلام السياسي الذي ظلت الدول الغربية تخاف منه وتخشاه علي مدار أكثر من قرن من الزمان". الغريب أن الحداد كان ينصح دائمًا بالتمييز بين ما تراه الجماعة وما تراه ذراعها السياسية وهو حزب الحرية والعدالة خاصة فيما يتعلق بالرئيس مرسي، مشيرًا إلى أن الإخوان لا يهتمون بالأصوات وما شابه ذلك، بقدر اهتمامهم بفعل الصواب في ضوء الهدف الذي يضعونه، وهو إنهاء المرحلة الانتقالية بأسرع وقت ممكن.. ويستطرد قائلا:" لو كانت الشعبية هي القضية، ما كنا اتخذنا أكثر من 80% من القرارات التي اتخذناها على مدار العامين الماضيين". ويعد جهاد الحداد أول قيادي إخواني يوجه ألسنة اللهب نحو وزارة الداخلية عندما قال في تصريحات لإحدي وسائل الإعلام الأجنبية:" لا يمكننا الوثوق في كافة الأطراف والفصائل داخل وزارة الداخلية"، وقد سبق أن أدلى جهاد الحداد باعترافات خطيرة في أحد اللقاءات الصحفية حيث أكد اعتداء عناصر تابعة لتنظيم الإخوان علي معارضي الرئيس مرسي المعتصمين أمام قصر الاتحادية، لافتًا إلى أن مؤيدي الرئيس الذين وصفهم ب«جماعات دفاعية» كانت تختص فقط بتسليم مجموعة البلطجية ممن تم ضبطهم لرجال الشرطة إلا أن موقف الشرطة علي حد وصفه كان الأكثر غرابة حيث كانت تسرع بإطلاق سراحهم.. وبرر المواقف التي أفرزتها الاشتباكات التي شهدتها منطقة الاتحادية بأن مؤيدي مرسي قاموا باحتجاز البلطجية ساعات طويلة حتي يتمكنوا من تسليمهم إلى النيابة بعد تفريط الشرطة في محاكمتهم. وبلا خوف راح جهاد الحداد يصف الموقف الذي اعتدي فيه مؤيدو الرئيس مرسي وتابعوه من الجماعة أو الجماعات الدفاعية كأنه يروي فيلما سينمائيًا لا يثير أعصابه أو يجعله يتوقف عن روايته حيث قال:" عندما كان يتمكن مؤيدو الرئيس مرسي من ضبط أحد البلطجية كانوا يضربونه حتى يتدخل الآخرون لوقف الضرب، والدفع بالمصابين منهم في سيارة إسعاف لتلقي العلاج، وبعدما ينال العلاج اللازم يتم توثيق يديه وإلقاؤه في الشارع" موضحًا أن"هذا ما اتبعه الثوار منذ بداية الثورة داخل ميدان التحرير". ظل الحداد الصغير يدافع باستماتة عن الجماعة ودعوة قياداتها لحلفائهم وأنصارهم للدفاع عن القصر والرئيس وقال بأعلى صوته:" إن شرطة مبارك لا تستطيع الدفاع عن الرئيس مرسي؛ ولذلك فلا يمكن الاعتماد عليها في التصدي للمتظاهرين الذين كانوا يحاولون اقتحام قصر الرئاسة لإسقاط هيبة الدولة والاستيلاء على السلطة.. وأكد أن الجماعة سوف تحمي سيادة الدولة مهما كلفها الأمر". وجاءت نتائج التصويت على الدستو مخيبة لآمال الحداد فعلق عليها قائلا:" إنها بالفعل أقل من الكثير من التوقعات" ملقيًا باللوم علي الاستقطاب السياسي بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه مما دفع قطاعًا عريضًا أطلق عليهم"الأغلبية الصامتة"؛ لعدم المشاركة وتفضيلهم البقاء في المنزل بدلًا من النزول للإدلاء بأصواتهم. وأشار إلي أن النسبة الكبيرة للتصويت ب"لا" لم تعكس رفض الناخبين للدستور؛ وإنما نتيجة لغضب تجاه جماعة الإخوان المسلمين قائلا:"إن تقييم الناخبين لم يستند إلى المنتج بل إلى منتجيه". ومن أهم تصريحات الحداد الصحفية بعد قرار مجلس الوزراء بفض اعتصامى رابعة والنهضة إن الجماعة عازمة على إقامة اعتصامين جديدين لأنصار الرئيس محمد مرسي، في حال فض اعتصامي «رابعة العدوية» و«نهضة مصر» بالقوة، قائلا:" إذا تم تفريق اعتصامنا سنقيم اعتصامين آخرين، فالناس هم الذين يصنعون الحدث وليس المكان، والحرك الثوري السلمي ضد الانقلاب العسكري لن يوقفه محاولات التهديدات بفض الاعتصامات". وتابع:" مهما كانت محاولات فض الاعتصام وإجراءات القمع لحقوق الإنسان والثورة السلمية والتلويح بها من وقت لآخر فكل ذلك لن يغير من أهداف ثورتنا السلمية". كان هذا هو اخر تصريحات جهاد الحداد وذلك قبل أن تقوم الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض عليه وبصحبته د.حسام أبو بكر، ود.محمود أبو زيد القياديان بتنظيم الإخوان على خلفية اتهامهم بالتحريض على القتل، وتم اقتيادهم إلى قسم شرطة أول مدينة نصر.