كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في قضية التنظيم الإرهابي المسمي ب 'أنصار بيت المقدس' والمتهم فيها 200 متهم من أخطر العناصر الإرهابية المدربة، أن من ضمن مخططات التنظيم كانت استهداف المجري الملاحي لقناة السويس بتفجيرات، بغية تعطيل حركة الملاحة وإظهار الدولة المصرية في مظهر العاجز وغير القادر علي إحكام السيطرة علي زمام الأمور أمام دول العالم، خاصة وأن قناة السويس ممر مائي دولي أمام حركة الملاحة العالمية. أشرف علي التحقيقات المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا المستشار تامر فرجاني، والمحامي العام بالنيابة المستشار خالد ضياء الدين، وفريق من محققي النيابة برئاسة أيمن بدوي رئيس النيابة ووكلاء أول النيابة إسلام حمد وإلياس إمام وعبد العليم فاروق ومحمد منصور ومحمد خاطر وأحمد الضبع وأحمد عبد العزيز وضياء عابد ومحمد جمال.. واستغرقت النيابة التحقيق في تلك القضية قرابة 5 أشهر. أحيل المتهمون إلي محكمة جنايات القاهرة بقرار من النائب العام المستشار هشام بركات يوم/السبت/ الماضي، وتضمن قرار الاتهام 200 متهم من أخطر العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم أنصار بيت المقدس مع استمرار حبس 102 متهم احتياطيا علي ذمة القضية، وضبط وإحضار 98 متهما هاربا.. حيث أكدت التحقيقات ارتكاب الجناة 51 جريمة إرهابية كان من بينها جرائم قتل 40 من قوات الشرطة و 15 مواطنا و 348 مصابا. وتضمنت التحقيقات اعترافات تفصيلية للمتهمين: هاني عامر ومحمد صبري عبد العظيم، بالتنسيق مع بقية عناصر التنظيم، خاصة المتهمين محمد نصر وهاني عامر مسئولا 'كتائب الفرقان' لاستهداف السفن أثناء مرورها بقناة السويس، خاصة السفن التابعة للولايات المتحدةالأمريكية. وكشفت التحقيقات أن المتهمين قاموا بالفعل بتنفيذ عملية قصف 'بارجتين' أثناء مرورهما بالمجري الملاحي لقناة السويس، الأولي صينية بتاريخ 21 أغسطس من العام الماضي، والثانية هندية بتاريخ 24 يوليو من العام الماضي أيضا، وأن العمليتين نفذتا بواسطة اعترافات المتهمين. وأوضحت التحقيقات، في ضوء اعترافات المتهمين، أن المتهمين الذين نفذوا العمليتين هم: هاني عامر وهشام محمد المهدي عقل وأحمد سليمان محمد، حيث استقلوا سيارة ملاكي خاصة وأطلقوا الصواريخ من فجوة بالمخرج رقم 6 للطريق الملاحي، وذلك بعد حصولهم علي خرائط للمجري الملاحي بواسطة برامج الخرائط الحديثة وأعمال الرصد لتحركات دخول وخروج السفن، وقام المتهمون بتصوير إطلاق الصواريخ وتحميل المقطع المصور علي موقع خلية 'كتائب الفرقان' الإرهابية 'وهي جزء أصيل من تنظيم أنصار بيت المقدس' من أجل تقوية شوكة وتعزيز صورة تلك الخلية إعلاميا، بغية التمويه بأن الكيانين المذكورين منفصلان ثم الإعلان عن الدمج بين تلك الخلية وجماعة أنصار بيت المقدس، من أجل خلق نوع من الارهاب والخوف لدي المجتمع المصري. وذكرت التحقيقات أن المتهمين قاموا بتصنيع 'غواصة' تحمل بنحو 3 أطنان من مادة ' تي إن تي' شديدة الانفجار بغية وضعها في المجري الملاحي لقناة السويس، وتفجيرها عن بعد لتخريب أرصفة المجري الملاحي وتعطيل حركة سير السفن بداخله، وأنه تم اتخاذ محافظة الإسماعيلية مقرا لتصنيع تلك الغواصة، وكان المسئول عن عملية التصنيع كان المتهم هاني أمين مصطفي 'مهندس' وأنه قبل الانتهاء من تمام تصنيع تلك الغواصة تم ضبطه وبحوزته المتفجرات ودوائر التفجير. كما كشفت اعترافات المتهمين أمام محققي نيابة أمن الدولة العليا، أن تنظيم 'أنصار بيت المقدس' كان من بين مخططاته الإرهابية، استهداف عدد من الإعلاميين، وأنه التنظيم كان قد بدأ في زرع عناصر له داخل مدينة الانتاج الإعلامي لرصد هؤلاء الإعلاميين. وأشارت الاعترافات أن التنظيم كلف المتهم كريم محمد رستم، بدخول مدينة الانتاج الإعلامي تحت ستار من رغبته في العمل بإحدي القنوات الفضائية، وقام بتصوير المدينة بالكامل وكافة قنواتها وتفقد جميع الاستوديوهات بها وتصويرها داخليا لتحديد أماكنها علي الخرائط الجغرافية المطبوعة من شبكة الانترنت.. غير أن المتهم أبلغ قيادات الجماعة بوجود صعوبة شديدة بالقيام بأية عملية بواسطة 'سيارة مفخخة' داخلها، بسبب كبر مساحة المدينة، وكذا كون أماكن الاستوديوهات بمبعد عن السور الخارجي للمدينة. وأكدت التحقيقات أن المتهم 'كريم رستم' قد اقترح علي بقية عناصر التنظيم الإرهابي، استخدام صاروخ 'كاتيوشا' ضمن منظومة الصواريخ التي كانت بحوزتهم وكانوا قد هربوها عن طريق الحدود الغربية للبلاد – في استهداف مدينة الإنتاج الإعلامي، وأن هذا المقترح كان قد جري العمل بالفعل علي تنفيذه، إذ قام المتهمون بتحديد مواقع القنوات والاستوديوهات المستهدفة.